الأقباط متحدون | محاكمة مبارك لا تعنى نهاية النظام السابق
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٤١ | الأحد ٧ اغسطس ٢٠١١ | ١ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٧٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

محاكمة مبارك لا تعنى نهاية النظام السابق

الأحد ٧ اغسطس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مجدي جورج

 بلاشك فأن ظهور مبارك يوم الاربعاء الماضى 3 اغسطس 2011 هو حدث تاريخى لا يمكن انكاره ولا التقليل منه .فلاول مرة فى تاريخ مصر يحتجز رئيس جمهورية ويعرض امام القضاء وامام العامة من خلال اجهزة التلفاز خلف قفص حديدى فى محاكمة له تابعها ملايين المشاهدين فى مصر وفى خارج مصر .
ولاول مرة ايضا يحاكم نجلا رئيس الجمهورية ويحتجزا فى نفس القفص الحديدى مع والدهما فى مفارقة تاريخية هامة فلم يعد باقى من الاسرة الا زوجة الرئيس لتحاكم معه وربما لولا تنازلها عن كل ثروتها وربما لاعتبارات اخرى لاندريها لتمت محاكمتها هى الاخرى فى نفس القضية وكنا رأينا الاسرة كلها فى قفص واحد .

كل احداث يوم الاربعاء هى احداث تاريخية والفضل يعود فيها الى ثوار التحرير الذين اعتصموا لمدة اكثر من اسبوعين من اجل سرعة محاكمة مبارك واعوانه محاكمة علنية .
ولكن هل ما حدث يوم الاربعاء الماضى يعنى قطيعة مع العهد البائد ؟
وهل حل المجالس النيابية والمحليه السابقة يعنى نهاية لعصر مضى ؟
وهل تغيير الوزارة وحركة تنقلات الشرطة الكبرى الاخيرة وتغيير المحافظين تعنى انه لا رجعة الى الماضى ؟
بمعنى اخر هل كل ماحدث يعنى اننا فعلا قد نجحنا فى تغيير النظام ؟
فالشعب الذى خرج بالملايين فى التحرير وفى كافة محافظات مصر لم يكن هدفه فقط ازاحة الرئيس واسرته ومعاونيه من على كراسيهم ولكن كان هدفه الواضح الذى هتف به طوال ايام الثورة هو " الشعب يريد تغيير النظام " .
فهدف الشعب لم يكن فقط تغيير بعض الاوجه وتغيير بسيط فى بعض السياسات المتبعة بل كان الهدف الرئيسى الذى خرج من اجله الشعب هو تغيير النظام برمته اى قطيعة مع كل سياسات واحداث الماضى وهذا ما نظن انه لم يتحقق الى الان .
ونظن انه لن يتحقق اذا ارتاح الثوار واكتفوا بما قد تحقق وعادوا الى منازلهم هانئين مطمئنين فلابد لهم من الضغط المستمر على المجلس العسكرى الحاكم المتحالف مع الاسلاميين .

ان الفساد الذى استشرى فى عهد مبارك طال جهات عدة بدء من الموظف الذى يفتح درج مكتبه لتلقى له فيه بالعشرة جنيهات كى ينهى مصلحتك الى عسكرى المرور الذى يتغاضى عن مخالفات السير فى نظير جنيه يفرضه على كل مركبة مخالفة الى وزير يسهل استيلاء رجال اعمال فاسدين على اراضى الدولة بثمن بخس فى مقابل حصوله على شقة او سيارة هديه من رجل الاعمال ونهاية بريئس جمهورية يتيح لصديقه رجل الاعمال ان يبيع الغاز للخارج بثمن بخس واقل من ثمن بيعه داخل البلاد فى مقابل حصوله على بعض الفيلات له ولانجاله وفى مقابل عمولات ربما لم يكشف عنها بعد .
فهل يعقل فى ظل هذا الحجم من الفساد ان قادة القوات المسلحة الذين هم اعضاء فى المجلس العسكرى الحاكم الان كانوا بعيدين تماما عن هذا الفساد خصوصا ان اغلبهم خدم مع مبارك لسنوات طويلة وصلت الى العشرين عاما ؟
بعض قادة الجيش اذا شركاء فى نظام فاسد سواء بالتربح منه او سواء بالصمت عن مقاومة هذا الفساد والاستمرار فى مناصبهم دون ان يعترض احدهم او يستقيل من منصبه احتجاجا على هذا الفساد .

وهؤلاء القادة الذين هم جزء من نظام فاسد لن يغيروا ابدا هذا النظام لان تغيير النظام تعنى نهايتهم وربما محاكمتهم على كل ما اقترفوه .
من الممكن ان يجملوا النظام بعض الشئ . من الممكن ان يغييروا بعض السياسات والتحالفات . من الممكن ان يغيروا بعض الاشخاص .لكن لن يقوموا بقيادة تغيير حقيقى يقطع صلتنا تماما مع الماضى لان هذا مستحيل .

لان هؤلاء هم ابناء الماضى ولا يمكن ان نأتى باناس من الماضى كى يبنوا لنا المستقبل والدليل على ما اقول انه كانت امامهم فرصة ذهبية للتغيير بعد الثورة .فرصة ذهبية ايام ان حازوا على قبول الجميع كى يقودوا مصر الى تغيير حقيقى يبدأ بوضع دستور جديد يؤسس لدولة مدنية حديثة يتساوى فيها الجميع. ولكنهم للاسف عندما فكروا فى ذلك تحت ضغط الثوار فانهم قاموا بترقيع الثوب القديم الذى تمزق وتهرأ من كثرة التريقعات وجلبوا لنا ترزية من الماضى للقيام بعملية الترقيع وهؤلاء الترزية اقصى ما يعرفونه او مايريدون الباسنا اياه هو الجلابية والقفطان .
فهؤلاء العسكر تحالفوا مع الفاشيين الدينين كى يحصلوا منهم على الشعبية التى يفتقدونها. تحالف بين العسكر القادمين من عهد مبارك الماضى مع اناس اخرين يتمنون عودتنا ليس الى الماضى القريب فقط بل الى الماضى السحيق .

محاكمة مبارك حدث تاريخى نعم ولكنها لا تعنى اننا غيرنا النظام . فالتغيير والبناء عملية ليست بمثل هذه السهولة التى يتصورها البعض بل هى عملية تحتاج منا الى النضال واليقظة الدائمة حتى لا يسرق فرحتنا ويسرق ثورتنا دعاة الماضى والمتحالفين معهم .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :