الأقباط متحدون | أين انت ؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١١:٢٨ | الاربعاء ٣ اغسطس ٢٠١١ | ٢٧ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٧٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أين انت ؟

الاربعاء ٣ اغسطس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم :الأب القمص أفرايم الأورشليمى

سؤال يحتاج منك لاجابة ..

 

+ لقد سأل الله أبونا أدم قديما أين انت؟ { فنادى الرب الاله ادم و قال له اين انت} (تك 3 : 9). ولم يكن بالطبع أدم خافيا على الله ! لكن اراد الله بالسؤال ان يوقظ ضميره ويعرفه خطيته ليرجع ويتوب ويطلب المغفرة ، وكانت أجابه ابونا ادم تحمل معنى الهروب والحياء والخوف من الله { فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لاني عريان فاختبات} تك 10:3. اننا فى بعض الأحيان نتناسى او ننسى ان الله حاضر فى كل مكان وانه يريد ان نعطيه القلب والاهتمام { يا ابني اعطني قلبك و لتلاحظ عيناك طرقي} (ام 23 : 26). وهل نستطيع ان نختبئ من الله وقديما قال صاحب المزمور { يا رب قد اختبرتني و عرفتني.انت عرفت جلوسي و قيامي فهمت فكري من بعيد. مسلكي ومربضي ذريت وكل طرقي عرفت.لانه ليس كلمة في لساني الا وانت يارب عرفتها كلها. من خلف ومن قدام حاصرتني وجعلت علي يدك.عجيبة هذه المعرفة فوقي ارتفعت لا استطيعها.

اين اذهب من روحك ومن وجهك اين اهرب.ان صعدت الى السماوات فانت هناك وان فرشت في الهاوية فها انت. ان اخذت جناحي الصبح وسكنت في اقاصي البحر. فهناك ايضا تهديني يدك وتمسكني يمينك. فقلت انما الظلمة تغشاني فالليل يضيء حولي.الظلمة ايضا لا تظلم لديك والليل مثل النهار يضيء كالظلمة هكذا النور.لانك انت اقتنيت كليتي نسجتني في بطن امي.احمدك من اجل اني قد امتزت عجبا عجيبة هي اعمالك و نفسي تعرف ذلك يقينا} مز1:193-14. ان سأل الله كل واحد منا هذا السؤال : أين أنت؟ فماذا تكون أجابة كل واحد وواحدة منا .

+ قد أجيب انا واقول ها انا يارب أكتب على الكيبورد وابحث عن اجابة حقيقية لهذا السؤال . فهل يهمك يارب المكان أو الزمان ؟ وأسمع همسات صوت الله داخلى تقول يابني يهمنى الإنسان ؟ ولا اريد الا محبتك وأخلاصك { ان اعطى الانسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقارا} نش 7:8 . ان أحببتنى كاب صالح وكانت لك عشرة صادقة معى فستعرف ارادتى الصالحة الكاملة وتسرع الى طاعة وصاياي لا كحمل عليك بل تكون غايتك طاعتى وكنزك هو محبتى وتنقاد لقيادة روحى القدوس داخلك . وستكون انت فردوس نفسى وجنتى فانت دائما موضوع حبى . يا ابنى انى أتعجب ؟ هناك من يكلم الناس عنى من وحى خياله الشخصى ولم يلتقى بى او يتحدث معى ، ولم يعيش كما يحق للإنجيل ويدعى ان هذا هو فكر الإنجيل ؟ بل هناك من يذهبون الى بيوت العبادة للصلاة ويصلوا ليرضوا ذواتهم ويكرموننى بشفتيهم وقلوبهم مبتعدة عنى بعيداً وباطلا يعبدوننى . انى اريد ان أهبكم السعادة والحرية الحقيقية وانتم تبحثون عنها فى العطية وتنسونى انا واهب العطايا ! فاذا كان هذا حال المؤمنين فماذا أقول عن المقاومين والملحدين والاشرار والخطاة ! .

- قلت يارب هل الوضع هكذا خطير ولا يوجد من يرضيك ؟ .

- لا يا أبنى لقد ابقيت لى بقية تعبدنى بالروح والحق . وقلوب ومنازل أجد فيها راحتى وسعادتى ولكنى ابحث واريد من يبحث معى عن سلامة أخوته ؟ أريد من يقول مع يوسف الصديق ( انا طالب اخوتي اخبرني اين يرعون؟) (تك 37 : 16). فهل أجد من يبحث عن سلامة أخوته حتى لو كانوا عليه يتامرون ! ألم ابحث انا عن الخروف الضال لارده فرحاً ؟ الأ يهتم الراعى بسلامة كل القطيع وان لا يفقد أحد ولا منه غنم تضيع؟ نعم هناك الكثير من الرعية تهلك ولا أحد يبحث عنها أو يسهر على حراسة القطيع بالصلاة والصوم والدموع . ان الحصاد كثير والفعلة قليلون وانا أبحث عن فعلة امناء فلقد أقترب وقت الحصاد.

+ أين اذاً انت الان ؟ ان الله يهتم بك اينما كنت وحيثما توجد ولن يفصلك عن الله لا الزمان ولا المكان ، ولا حتى الخطية الرابضة عند الباب واليك أشتياقها فانت تستطيع ان تسود عليها . قم أصرخ الى الهك وقل له يارب لقد تعبت من طول الطريق بلا رفيق . قل له انك لن تستطيع ان تتحرر من تيار الشر المحيط بك ؟ واسأله ان يحررك . من الخطية وروح القلق والحزن . ان الله عنك ليس ببعيد بل به تتحرك وتحيا وتوجد . فتعالى اليه مسرعا وهو يبحث عنك ايها الإنسان المتعب ليريحك . فهو الذى قال { تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال وانا اريحكم} (مت 11 : 28).

 

بماذا انت مشغول ؟

 

+ فى صلوات القداس يسأل الكاهن الشعب : أين هى قلوبكم ؟ فيجيبونه قائلين : هى عند الرب ؟ وليتنا نسأل أنفسنا دائما .. أين هى قلوبنا؟ ان كان الله كنزنا الحقيقى ومحبتنا له فعنده تكون قلوبنا . قد تنشغل بعملك او بدراستك . وقد تهتم ربة البيت بمسئوليات البيت أو حتى باشغال المطبخ . ولكن كثيرا ما يطيش الفكر فيما لا يبنى ولا يفيد بل فى أفكار هدامة . وقد يقلق الكثيرون ويُحرمون من نومهم من اجل أشياء تافهة او مشاكل وهمية . ويظل الله يقرع على باب القلب طالباً الدخول ولصوته الحنون لا يفتحون . ولا يجد الله راحة له فى قلوبهم ولا يجدون هم سعادة فى حياتهم . بينما متاح لنا الحديث مع الله والشبع به والاستنارة بحكمته فى كل وقت .

+ اننا فى رحلة البحث عن السعادة ، كثيرا منا نضل أنفسنا ونظن السعادة فيما فيه الشقاء ! ونتعب ولا نجد ممن نظن ان لديهم سعادتنا الا الجفاء ، او نلقى باخطائنا على الاخرين وندين الجميع الا نفوسنا ، ونهرب من نفوسنا لئلا نواجه حقيقتها ونكتشف ضعفاتها ومصادر قوتها ؟ ونهرب من الله ولا نريد ان نلتقى بمن لنا فيه الشفاء . نبحث عن المال والمقتنيات وتصبح لنا الهه ليس فيها رجاء ، ونبحث عن المركز او الجاه ويكون لنا فيها التعاسة والعناء . كثيرين يقضون معظم أوقاتهم فى البحث فى القنوات الفضائية او الاخبار والمسلسلات وعندما يتركون مشاهدتها تظل ملاحقاً لهم فى أفكارهم واقوالهم ولا يجنى زارع الشوك الا الجروح ! ولكن جيد ان يكون لنا الله هو الهدف والمحبة والرجاء . ومتى رجعنا اليه اصبحنا نسير فى الاتجاة الصحيح . فحيئنذ نجد الكنز الحقيقى للسعادة والشبع والارتواء .

+ انشغل يا عزيزى/تى بخلاص نفسك فى المقام الاول ، واهتم بملكوت السموات وبره { لكن اطلبوا اولا ملكوت الله و بره و هذه كلها تزاد لكم }(مت 6 : 33). والتوبة والرجوع الى الله هى بداية طريقك الروحى . وكما فعل الابن الضال { فرجع الى نفسه و قال كم من اجير لابي يفضل عنه الخبز وانا اهلك جوعا.اقوم واذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطات الى السماء وقدامك. ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا اجعلني كاحد اجراك. فقام وجاء الى ابيه واذ كان لم يزل بعيدا راه ابوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله}لو 17:15-20. ان الله يفتح أحضانه لك فى كل حين . يجب ان نبتعد عن العثرات ونحيا فى صداقة روحية مع الله وقديسيه ونكون بحق أهل بيت الله وتكون الكنيسة دائما اما روحية لنا نتغذى باسرارها ونشارك فى صلواتها ونطلب سلامها ونموها وامتداد ملكوت الله .

+ انشغل بمحبة الله والنمو فيها بالحديث مع الله باستمرار ، ان الله ليس عنا ببعيد وكما يقول داود النبي { جعلت الرب امامي في كل حين. لانه عن يميني فلا اتزعزع} (مز 16 : 8). ولقد وعدنا انه يعطينا قلبا جديداً وروحاً جديدة {اعطيكم قلبا جديدا واجعل روحا جديدة في داخلكم وانزع قلب الحجر من لحمكم واعطيكم قلب لحم }(حز 36 : 26). نعم لقد صرنا بالمعمودية وسر المسحة المقدسة هياكل مقدسة مخصصة لله { اما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم }(1كو 3 : 16) . واصبح انساننا الداخلى اهلا لحلول المسيح بالإيمان فىه{ليحل المسيح بالايمان في قلوبكم} (اف 3 : 17). وعندما نحب الله ونتحدث معه حديث المحبة ونصغى لهمسات روحه القدوس الوديع يهبنا من قداسته طهارة للفكر والعواطف والاقوال والافعال ، وعندما نستنير بنور كلام الله فى حكمة الروح القدس نجد سعادتنا فى سماع صوت الله والعمل به{ هل مسرة الرب بالمحرقات و الذبائح كما باستماع صوت الرب هوذا الاستماع افضل من الذبيحة و الاصغاء افضل من شحم الكباش }(1صم 15 : 22).ونجد سعادتنا فى الجلوس والتأمل فى محبته وكلامه { فاجاب يسوع و قال لها مرثا مرثا انت تهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة.ولكن الحاجة الى واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها}لو 41:10-42. نعم نحن أيضا نستطيع ان نختار النصيب الصالح والحياة الابدية .

 

أين هابيل أخوك؟

+ ان السؤال التالى فى الاسئلة التى يوجهها لنا الله هو :{ أين هابيل أخوك ؟} ( تك 4 : 9 ) . لقد قام قايين على أخيه فى حسد وبغضة وقتله ودفنه وظن فى جهل ان الامر أخفى عن عيون الله والناس ! وعندما وجه له الله السؤال فقد كانت أجابته كاذبة غاشة : { فقال الرب لقايين اين هابيل اخوك فقال لا اعلم احارس انا لاخي }(تك 4 : 9) . لقد كذب قايين حتى على الله ولا نستغرب نحن منه فقد يكون هذا موقف الكثيرين منا وقد يقول قائل انى لم أرتكب جريمة القتل ولكن لنتمهل فهناك القتل الادبى بالتقول على الناس وافشاء المذمة الكاذبة عنهم وهناك الكراهية وحب الانتقام والايذاء لدى البعض { كل من يبغض اخاه فهو قاتل نفس وانتم تعلمون ان كل قاتل نفس ليس له حياة ابدية ثابتة فيه} (1يو 3 : 15). ان هروب يونان من الله فى السفينة كاد ان يسبب الغرق لاهل السفينة كلها { فقالوا له اخبرنا بسبب من هذه المصيبة علينا ما هو عملك و من اين اتيت ما هي ارضك و من اي شعب انت }(يون 1 : 8). وها هى سفينة بلادنا والعالم توشك على الغرق ونحن لا نرفع قلوبنا بالدعاء ونرجع عن طرقنا الرديئة بالصلاة لله بثقة ورجاء ليعود ويرحمنا .

+لا نعفى نحن أنفسنا من المسئولية كاباء وامهات اواخوة ، عن من البحث عن الضال لنرده ولا نصير قضاة وجلادين للخطاة والمذنبين ،بل لنسعى من اجل خلاص اخوتنا واخواتنا الضالين والبعيدين وتقوية الركب المخلعة والايدى المرتخية . لابد ان نكون شهود أمنا لإيماننا ونخبر وندعو الاخرين ان يذوقوا وينظروا ما أطيب الرب . فأين نحن من أخوتنا ؟. ان المرأة السامرية عندما التقت بالسيد المسيح وارتوت من كلمة الحياة ذهبت لتخبر أهل مدينتها { هلموا انظروا انسانا قال لي كل ما فعلت العل هذا هو المسيح }(يو 4 : 29){فامن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين بسبب كلام المراة التي كانت تشهد انه قال لي كل ما فعلت ْ(يو 4 : 39).

+ لقد سأل الله ابونا ابراهيم { أين سارة إمرأتك ؟} ( تك 18 : 9 ) ، أين شريكة حياتك ؟ واين انت من شريك حياتك ؟ وهل نحيا حياة المحبة والتفاهم والسعادة ؟ وهل لنا الحياة الروحية المقدسة ؟ أم نقضي الوقت فى العراك واختلاق المشاكل ؟ أو فى الحوار المادى وتبادل النقاش المبتذل ونكون عثرة للأبناء ، اننا أمام كم الباحثين عن الطلاق أو الذين يحيون معاً بلا أتفاق ، يجب ان نبكى ونحزن ونصلى من اجل كل الأسر المسيحية المتعبة . ويجب ان نربي ابنائنا على أحترام وتقديس الحياة الزوجية وندفعهم من البداية على حسن الاختيار ونعد المقبلين على الزواج أعداداً جيداً ونعرفهم بمسئولياتهم الزوجية . ان الاسرة الصالحة والمقدسة هي حجر الزاوية التى بها يبتدى البناء الكنسي والمجتمع السليم . علينا يا أحبائى ان نتدارك أخطائنا وخطايانا قبل ان تنهدم بيوتنا والبيت المنقسم على ذاته يخرب .فلا تضيعوا الفرصة للأصلاح وعمل الصالح .

 

من كل قلبي طلبتك .

+ ايها الرب الهي من كل قلبى طلبتك فاهدنى وقودنى لمعرفتك الحقيقية ومحبتك الإلهية . اعرف انك اله محب واريد ان احبك واتبعك من كل قلبى فلتشرق عليٌ بنور محبتك فى قلبي لتبدد منه كل ظلمة وبغضة أو كراهية ، ووسع قلوبنا لتكون مسكنا لك وعندها يكون لكل واحد مكان ومكانة في قلوبنا وتتقدس حياتنا وتنتهى الأنقسامات فى أسرنا وبيوتنا وكنائسنا وبلادنا .

+ لك قال قلبي قلت اطلبوا وجهي وجهك يا رب اطلب . لتكون المحبة فينا رباط الكمال وقمة الفضائل والهدف الذى نسعى اليه فى الحديث مع الناس او الصمت عن النقاش . وليحلو لى الجلوس بين يديك والتعرف على كتابك المقدس وقديسيك ومناجاتك بالمحبة والاكرام فانت عزي و ترسي عليك يتكل ويبتهج قلبي وبشكرك يلهج قلبى ولسانى مسبحاً اسمك القدوس كل الايام .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :