بقلم : نادر فوزى

تتعالى صرخات البعض من المتنوريين وغير الاسلاميين بالمطالبه بالدوله المدنيه ويهزء المجلس العسكرى بهم ويؤكد على مدنيه الدوله وهى نكته بل اهانه من المجلس العسكرى لمثقفى مصر بموافقته على مدنيه الدوله بكل تصرفات المجلس العسكرى اللتى لا تهتم بالدوله المدنيه على الاطلاق .. فليس هناك دوله مدنيه فى ظل وجود الماده الثانيه من الدستور التى تضفى على الدوله وهى مؤسسه اعتباريه لا دين لها صفه الاسلاميه .. وكان من الممكن ان يقال ان مصر دوله مدنيه يقطنها اغلبيه اسلاميه من السكان .. ثم تكمله للماده الثانيه والتى ابقت على الشريعه الاسلاميه المصدر الرئيسى للتشريع وبهذا اطاحت بالدوله المدنيه كامله ولو اضيف اى تعديل على تلك الفقره لصالح الغير مسلميين مثل وعلى غير المسلمين تطبيق شرائعهم فيما يخص الحقوق الشرعيه نكون قد مزقنا الدوله المدنيه للابد كما اننا كرسنا فكره تقسيم الشعب المصرى .

اى دوله مدنيه يتحدث عنها المجلس العسكرى وهو الذى قرر فى البدايه منع الاحزاب على اسس دينيه ثم سارع بالموافقه على انشاء حزب للاخوان واحزاب للسلفيين الوهابيين ثم حزب للجماعه الاسلاميه ومن الممكن ان يكون هناك حزب صوفى وحزب قطنى وهلما جرى فى دكاكين الاحزاب التى قارب عددها على الثلاثون وفى نهايه المطاف ستجتمع كل الاحزاب الاسلاميه فى بوتقه واحده وتنتج لنا حزب اسلامى يتمتع بأغلبيه ساحقه فى دوله يحكمها الفقر والجهل والدين .

اى دوله مدنيه تتحدثون عنها فى ظل اعلان ان الديموقراطيه كفر والعلمانيه زندقه والمدنيه رجس من عمل الشيطان وتفتح الفضائيات ابوابها لاصحاب اللحى الطويله لطرح افكارهم المسمومه على المشاهدين بل ان الاعلان الدستورى والاستفتاء الذى قام به المجلس العسكرى فى غفله من الزمان وفى ظل سيطره الاسلاميين على الشارع والذى نتج عنه ان الدستور يلى الانتخابات هو فى حد ذاته اعلان وفاه للدوله المدنيه فكيف سأنتخب مجلسى الشعب والشورى بدون دستور يحكم العلاقه بين النواب والدوله .. وكيف اعطى صوتى لنائب فى دوله لست اعلم بعد ان كانت ستكون دوله رئاسيه كما كانت بصلاحيات اقل لرئيس الجمهوريه ام لدوله برلمانيه يكون فيها الرئيس مجرد ديكور فقط والحاكم الفعلى هو الحزب صاحب الاغلبيه فى مجلس الدقون والجلاليب .

ان ما يحدث فى مصر الان من تمزق وشرزمه واعمال عنف وبلطجه سببه عدم وضوح الرؤيه السياسيه اولا للمجلس العسكرى ثانيا لكل الاحزاب والجماعات الدينيه .. فليعلنها المجلس العسكرى صراحه ان مصر ستكون دوله دينيه وهابيه تصرف عليها مليارات السعوديه ودول الخليج وان الاقباط والمثقفين لا مجال لهم فى مصر القادمه على الاقل بهذا الاعلان سنرتاح جميعا ونتأهب لحزم حقائبنا وننعى دوله كانت فى يوم مهد للحضاره الانسانيه والان بؤره تخلف ومتحف كبير للعصور الوسطى يستطيع السائحين بعد ان يرتدوا الخمار والجلابيه ان يشاهدوا عصور التخلف على الطبيعه دون الحاجه للاستعانه بالمراجع او الافلام .. وسيقوم الاسلاميين بأعاده فكره الاماره الاسلاميه وسيقومون بهدم اثار مصر الفرعونيه حيث ان الاسلام حرم الاصنام .. كما انهم سيقومون بردم البحر الابيض والاحمر خوفا من ارتياد المصايف وسيغيرون علم مصر من نسر الى ذبابه بجناحين واحد فيه الداء والاخر فيه الدواء .. وسيحرمون شرب الشاى وسيبدلونه ببول البعير ذو الفوائد الجمه .. كما انهم سيغلقون مصانع الادويه ويستبدلونها بمناحل العسل خصوصا لمرضى السكر كما افتى رسول الله انهم عليهم بالعسل وسيوفرون على الدوله الملايين او المليارات بمنع استيراد شفرات الحلاقه لأن الجميع سيطلق الذقون ومنع استيراد معاجين الاسنان لأن الجميع سيستخدم المسواك وطبعا ادوات التجميل لأن النساء سيكونوا تحت الخيمه .

اننى اتحدى ان يقوم المجلس العسكرى بعمل استطلاع للرأى للشعب المصرى عن معنى الدوله المدنيه واننى اجزم من الان ان الاغلبيه الساحقه ستقول ان الدوله المدنيه معناها الكفر والالحاد وفى ظل غزوه الصناديق ومليونيه اللحيه ضاعت احلام الدوله المدنيه وعليه العوض ومنه العوض ..

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :