الأقباط متحدون | الزمالة الإنسانية وكيفية تحقيقها
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٤٧ | الأحد ٢٤ يوليو ٢٠١١ | ١٧ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٦٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الزمالة الإنسانية وكيفية تحقيقها

السبت ٢٣ يوليو ٢٠١١ - ٠٤: ١١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: أحمد صبح
في حياتنا العادية نرى أنفسنا أعضاء لمجموعة متنوعة من الجماعات ونحن ننتمي إليها جميعا فكل إنسان له مواطنه ومكانه إقامة واصل جغرافي ونوع جنسي وطبقة وانتماء سياسي ومهنة ووظيفة وعادات لطعامه واهتمامات رياضية وذوق موسيقي والتزامات اجتماعية كل هذا يجعلنا أعضاء في جماعات متنوعة وكل من هذه ألجماعات اللتى ينتمي إليها هذا الشخص في وقت مع تمنحه هوية معينه ليس فيها مايمكن أن يؤخذ على إنها الهوية الوحيدة للمرء ولا التصنيف الوحيد لعضويته في المجتمع.

إن إسناد الصفات في مجتمع معين يأتي مع التحقير والتشويه وهو مايستخدم في التحريض على العنف ضد الشخص المقصود تشويهه أليس للمسلم والقبطي والسني والشيعي يدان وأعضاء وأبعاد وأحاسيس وعواطف ومشاعر ؟ الا يأكل الطعام نفسه وتؤذيه الاسلحه نفسها ويتعرض للأمراض ذاتها ويعالج بالوسائل نفسها ويشعر بالحر والبرد في الصيف والشتاء؟

إن التفكير القائم على الهوية يمكن أن يستجيب بسهولة لمثل هذه المتلاعبات القاسية فلو انك قلت لراوندى أنت لست روانديا بل أنت هوتو فليس أمامه إلا أن يقتل التوتسي وينسي انه مسيحي وراوندى وإفريقي وكائن بشرى لذلك لا بد من وقفه مع هؤلاء المنظرين الثقافيين الراسخين اللذين يقسمون الناس إلى أقسام منفصلة هذا الوطن المصري يقسمونه إلى مسلم وقبطي وهذا الإسلام يقسمونه إلى سني وشيعي وكان الناس محبوسون داخل صناديق صغيرة منقطعة الصلة كل بالأخرى لقد أصبح الإصرار على الاشتراك في الانسانيه جزء من مقاومة التوصيفات المهينة الموجودة في الثقافات المختلفة في مراحل مختلفة من الزمان لأننا جميعا نتأثر بالرغبة والغضب والخوف والأسى والقلق والجوع والعمل فكيف إذا تكون بيننا فوارق طبقيه؟

يقول سارتر إن المعادى للسامية هو اللذى يصنع اليهودي فنحن اللذين نجعل الناس يحصرون أنفسهم تحت وصف معين لذلك فان القواعد اللتى يقوم عليها الحق من قدر الآخرين لا تتضمن فقط المزاعم المغلوطة ولكن الوهم أيضا بان هوية مفرده يجب أن يربطها الآخرون بالشخص لكي يحطوا من قدره
لذلك لابد من الاختيار العقلاني لمقاومة نسبة الهويات المفردة وتجنيد البنود المشاة في الحملات الملعونة لترويع الضحايا المستهدفين فلقد كانت الحملات لتغيير إدراك الهوية الذاتية مسئولة عن كثير من الأعمال الوحشية في العالم وتحويل من كانوا أصدقاء في السابق إلى أعداء جدد وتحويل الطائفيين الكريهين فجأة إلى زعماء سياسيين أقوياء لذلك فإن التعرف على دور التفكير والاختيار القائم على الهوية هو أمر يتطلب كثيرا من العناية كما انه في الوقت نفسه بالغ الأهمية وإذا كنا في حياتنا العادية نرى أنفسنا أعضاء لعدد متنوع من الجماعات ونحن ننتمي إلى كل هذه الجماعات فالشخص نفسه يمكن أن يكون دون اى تناقض مسلما وسنيا أو شيعيا أو مسيحيا وموطنا أمريكيا ومن أصل كاريبي وينحدر من أسلاف أفارقة وليبراليا وامرأة أو رجلا ونباتيا وعداء للمسافات الطويلة ومؤرخا ومعلما وروائيا ومناصرا لقضايا المرأة وطبيعيا في علاقته بالجنس الاخر ومناضلا من اجل قضايا البيئة ومشجعا للعبة التنس وعازفا للموسيقي.

لذلك فإن من ضروريات الحياة الإنسانية أن نتحمل مسئوليات الاختيار والتفكير والعكس فإن العنف ينمو عندما نعمق إحساسا بالحتمية حول هوية يزعم أنها فريدة وغالبا مقاتلة من المفترض أنها هويتنا لذلك فإن فرض هوية فريدة زعما هو احد المكونات الحاسمة من الفن القتالي لإثارة المواجهات الطائفية لذلك فإن كثيرا من المحاولات حسنة النية لوقف العنف من سوء الحظ يعوقها الغياب المدرك للاختيار فيما يتعلق بهويتنا ويمكن ان يدمر وبشدة قدرتنا على هزيمة العنف عندما تؤخذ احتمالات قيام علاقات طيبة بين أفراد مختلفين من البشر أساسا باعتبار إنها لقاء حضارات وحوار بين جماعات دينية من اجل علاقات طيبة بين جماعات مختلفة.

إن انسايتنا المشتركة تتعرض لتحديات وحشية عندما توجد التقسيمات المتنوعة في العالم في نظام تصنيف واحد مهين مزعوم يعتمد على الدين أو الثقافة أو الحضارة أو الأمة لذلك فإن الأمل أن يسود جو الانسجام عالمنا المعاصر يكمن إلى حد كبير في فهم أوضح لتعددية الهوية الإنسانية فالحق أن لنا انتماءات كثيرة منفصلة وان هذه الانتماءات يمكن أن تتفاعل بعضها مع بعض بطرق كثيرة مختلفة مهما كان يقوله لنا المحرضون وغرماؤهم المرتبكون فإن لدينا فرصة عظيمة لتقرير أولوياتنا بأنفسنا.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :