الأقباط متحدون | الأب متى المسكين وخبر رحيله في عيون الإعلام المحلي والدولي (1919-2006م)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٢٦ | السبت ٢٣ يوليو ٢٠١١ | ١٦ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٦٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الأب متى المسكين وخبر رحيله في عيون الإعلام المحلي والدولي (1919-2006م)

السبت ٢٣ يوليو ٢٠١١ - ٥٨: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : د.ماجد عزت إسرائيل
يُعد الأب متى المسكين كوكباً من كواكب وادى النطرون أو برية شيهات (شيهيت) وتتكون الكلمة من مقطعين، الأول ويعني يزن والثاني ويعني القلوب، ومعناها ميزان القلوب أي المكان الذي يَوزن الله فيه قلوب ساكنيه ليعرف مقدار محبة كل واحد منهم له ، والأب متى المسكين واحد من بين هؤلاء الذين احبوا الله من كل قلبهم، ورائد من رواد الرهبنة القبطية، وصاحب مدرسة متميزة فى ذات المجال، وعلاَّمة روحانى، ومن أشهر الفلاسفة اللاهوتيين فى العالم فى القرن العشرين.

رحل الأب متى المسكين عن عالمنا الفانى فى الساعة الواحدة فجر الخميس الموافق 8 يونيو 2006م، وفاضت روحه الطاهرة عن جسده الذى أرهقه المرض، صاعدة بتهليل إلى السماء، بعد رحلة كفاح على الأرض؛ مليئة بالأحداث عبر سنوات عمره، التى بلغت نحو 87 عاماً (1919-2006م).
على أية حال، فمع تسرب خبر رحيل ووفاة الأب القديس متى المسكين إلى الإعلام بشتى أنواعه، المرئى والمسموع والمقروء، فسرعان ما انتشر الخبر فى شتى المسكونة، فعبََّرالتلفزيون المصري عن تعازيه عن هذا الأب القديس فى نشرة أخبار الساعة التاسعة بالقناة الأولى المصرية فى مساء ذات يوم رحيله في صدر أخبارها، وتناولت الإذاعة المصرية ذات الخبر، مع سرد مختصر لسيرته الذاتية، بينما سارعت جريدة الأهرام المصرية بنشر هذا الخبر على صفحتها الأولى يوم الجمعة 9 يونيو 2006م السنة 130 العدد 43649 فقالت: "رحل أمس الراهب والعالم الكنسي الأب القمص متي المسكين‏,‏ عن عمر يناهز السابعة والثمانين‏,‏ وهو الأب الروحي لدير القديس أبو مقار من (مايو‏1969‏ ـ‏‏ 8 يونيو‏). ويُعد الأب متى المسكين المولود عام ‏1919‏م، وخريج كلية الصيدلة عام ‏1944م,‏ والذي دخل عالم الرهبنة عام ‏1948م,‏ من باعثي النهضة في الحياة الرهبانية القبطية‏,‏ وسيدفن جثمان الأب متي المسكين في دير أبومقار‏".

وتناولت جريدة وطنى الأسبوعية والتى تصدر كل يوم أحد، وبالتحديد يوم الأحد 11 يونيو2006 م ،على لسان نيافة الحبر الجليل الأنبا ميخائيل رئيس دير أنبا مقار ومطران أسيوط السيرة العطرة للأب متى المسكين قائلاً: "عاش‏ ‏راهبا‏ ‏ديريا‏ًً ‏وناسكاً‏ ‏فاضلاًً‏ ‏حتي‏ ‏الثامنة‏ ‏والثمانين‏ ‏من‏ ‏عمــره" ‏الأرضي،‏ وانتقل‏ ‏إلى ‏الأبدية‏ ‏السعيدة‏ ‏فجر‏ ‏الخميس‏ ‏الثامن‏ ‏من‏ ‏يونية الجاري‏, ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏قاوم‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏الأمراض‏ ‏الجسدية‏ ‏خــــلال‏ ‏السنوات‏ ‏العشر‏ ‏الأخيرة‏، ‏نشأ‏ ‏محبا‏ًً ‏لكنيسته‏ ‏الخالدة‏ ‏منذ‏ ‏طفولته‏ ‏وحداثته‏ ‏الباكرة‏, ‏وكان‏ ‏موهوبا‏ًً ‏بالكتابة‏ ‏المسيحية‏, ‏ومتــميزاً‏ ‏بأسلوبه‏ ‏الروحي‏ ‏منذ‏ ‏فجر‏ ‏شبابه‏, ‏هـكذا‏ ‏نما‏ ‏وسَمَت‏ ‏عباراته‏
‏البليغة‏ ‏وارتقت‏ ‏في‏ ‏مفهومها‏ ‏وجوهرها‏ ‏واستمرت‏ ‏حتى‏ ‏النهاية‏، إذ‏ ‏أحس‏ ‏في‏ ‏أعماقه‏ ‏بحلاوة‏ ‏تكريس‏ ‏الحياة‏ ‏بجملتها‏ ‏للمــلك‏ ‏المسيح‏ ‏شق‏ ‏طريقه‏ ‏الرهباني‏ ‏وصار‏ ‏باكورة‏ ‏للمتعلمين‏ ‏وذوي‏ ‏الشهـــــــادات‏ ‏العليا‏ ‏ليلتحقوا‏ ‏بالأديرة‏,‏ وتتلمذ‏ ‏علي‏ ‏يديه‏ ‏الكثيرون‏، وبعد‏ ‏رحلته‏ ‏الطويلة‏ ‏والشـــاقة‏ ‏انطلق‏ ‏هـذا الراهب‏ ‏المثالي‏ ‏نحو‏ ‏الملكوت‏ ‏السمائي‏ ‏عقب‏ ‏عيد‏ ‏الصعود‏ ‏الإلهي‏, ‏وقبل‏ ‏عيد‏ ‏العنصرة‏ ‏وحلول‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏الذي‏ ‏أفاض‏ ‏في‏ ‏الكتابة‏ ‏عنه‏ ‏عدة‏ ‏مرات‏ ‏وكــان‏ ‏موضوعاً‏ ‏رئيسيــاً‏ ‏لتأمــلاته‏ ‏التي‏ ‏انفرد‏ ‏بها‏ ‏وثارت‏ ‏حـــولها‏ ‏مناقشات‏ ‏وتساؤلات‏ ‏وأيضا‏

كانت‏ ‏عرضة‏ ‏لكثير‏ ‏من‏ ‏التعــليقات‏ ‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏لا يقدر‏ ‏أحد‏ ‏أن‏ ‏ينزِّه ‏نفسه‏ ‏عن‏ ‏الأخطاء‏ ‏والهفوات‏ ‏ولـو‏ ‏كانت‏ ‏حياته‏ ‏يوماً‏ ‏واحداً‏, ‏وكما‏ ‏يقول‏ ‏البعض: لكل‏ ‏عالم‏ ‏هفــــــــوة. ‏ولكن‏ ‏للحق‏ ‏والتاريخ‏ ‏أقول‏ ‏بأن‏ ‏الأب‏ ‏القمص‏ ‏متي‏ ‏المسكين‏ ‏كان‏ ‏علامــــة‏ ‏مضيئة‏, ‏ونقطة‏ ‏فاصلة‏, ‏ومرحلة‏ ‏جديدة‏ ‏للكتابة‏ ‏والتصنيف‏ ‏ملازما‏ًً ‏لحقبة‏ ‏رهبانيته‏, ‏وما زالت‏ ‏ممتدة‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏جاهد‏ كثيراً‏ ‏وصارع‏ ‏كفارس‏ ‏مناضل‏ ‏مسرعا‏ًً ‏صوب‏ ‏هدفه‏ ‏المنشود‏ ‏وهو‏ ‏محمول‏ ‏على ‏الأذرع‏ ‏الأبدية‏ ‏ومستودعاً‏ ‏رسالته‏ ‏التي‏ ‏بذل‏ ‏غاية‏ ‏جهده‏ ‏لأجلها‏, ‏واضعا‏ًً ‏إياها‏ ‏بين‏ ‏يدي‏ ‏المسيح‏ ‏المخلِّص‏ ‏الذي‏ ‏يدين‏ ‏الأحياء‏ ‏والأموات‏ ‏فاحصاً‏ ‏أعماق‏ ‏كل‏ ‏إنسان‏ ‏وما‏ ‏أصدق‏ ‏وعده‏ ‏القـــــائل‏: ‏ها‏ ‏أنا‏ ‏آتي‏ ‏سريعـــا‏ًً ‏وأجرتي‏ ‏معي‏ ‏لأجازي‏ ‏كل‏ ‏واحد‏ ‏كما‏ ‏يكون‏ ‏عمله‏ ‏- مجدا‏ًً ‏لاسمه‏ ‏القدوس‏ ‏إلي‏ ‏الأبد‏. ‏آمين".

وتناولت جريدة الشرق الأوسط خبر رحيل الأب متى المسكين بعنوان رئيسي": تشييع الأنبا متى المسكين أشهر معارضي البابا شنودة" وفي مقدمته أستهل الكاتب قائلاًًًً: "شيع أمس في دير الأنبا مقار بوادي النطرون، شمال غرب القاهرة الأب متى المسكين الراهب القبطي المعروف، وأشهر معارضي البابا شنودة الثالث، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية". وأكد الخبر: "أنه رفض أية رتبة كنسية أعلى، وأنه كان يقول لهم في عظاته وجلساته الروحية، إن الراهب الذي ترك العالم وتفرغ للعبادة، يجب ألا ينشغل إلا بالصلاة والصوم والقراءات الكنسية".
وأفردت جريدة التايمز البريطانيةThe Times
فى عددها الصادر يوم 14 أكتوبر2006م، مقالة بعنوان"اكتشاف قديس من داخل نسك وروحانية الصحراء" للكاتب الأسقف البريطاني "جيفرى راويل" أسقف جبل طارق، وممثل الكنيسة الإنجليزية أمام الاتحاد الاوروبى، والتى تناول فيه قصة حياة الأب متى المسكين، وكتاباته، واختتمها قائلاً: "القديسون هم الذين تلامست قلوبهم مع الله، وهذا كان حقاً بالتأكيد ما يمكن أن يقال عن الأب متى المسكين أب البرية فى ايامنا الحاضرة،الذى نشكر الله من أجله، أنا والكثيرين معى".

كما شارك العزاء فى الأب متى المسكين، دير راهبات دير القديس يعقوب الفارسي المقطَّع (كنيسة أنطاكية للروم الأرثوذكس العرب) طرابلس - لبنان، فبرسالة رقيقة بدأتها الراهبة الأم سلام، رئيسة الدير ومشاركة أخواتها: "لا تجدف إن أبى لا يموت" قول مأثور لراهب يؤمن بأن الآباء أحياء إلى الأبد بالله، وأختتمتها قائلة: "نسأل الله أن يرتب خادمه الأب متى المسكين، الذى رقد على رجاء القيامة للحياة الأبدية فى أحضان إبراهيم واسحق ويعقوب، وكما أقامه على الأرض خادماً فى كنيسته، كذلك أن يجعله خادماً فى مذبحه السماوي".
وشارك دير شيفتوني ببلجيكا العزاء برسالة تعزية عنوانها: "ما أعظم تأثرى بهذا الخبر! الأب متى انطلق إلى الرب!" من الأب عمانويل لان، عضو فى لجنة المحادثات بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مفادها: "لقد كانت كتاباته موضع قراءة وتأمل وشرح، وكان انتشارها يحقق أعظم منفعة روحية للجميع".
أما أديرة إيطاليا فشاركت العزاء وكان على رأسها دير Bose الذى أرسل رسالة عزاء مضمونها: "نقدم تشكُّرات لإلهنا الوحيد على هذه العطية العظيمة – أعني أبانا متى - المعطاه للرهبنة وللكنيسة كلها".

وعبَّرت دولة فرنسا عن حزنها لرحيل الأب القديس متى المسكين وجاء ذلك ضمن رسالة تعزية من إحدى الراهبات الفرنسيات ملخصها: "إن أبانا متى كان يحيا بقوة الإنسان الباطن، الذى يتجدد بينما الإنسان الخارجى يفنى".
ولقد وردت لدير أنبا مقار العديد من التلغرافات والرسائل للمشاركة فى رحيل الأب متى المسكين من بعض أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والكهنة، وبعض الشخصيات السياسية وعلى رأسهم رئيس مجلس الشعب، وبعض الوزراء ،وأساتذة الجامعات المحلية والدولية، وبعض الأشخاص من محبى الأب متى المسكين من داخل مصر وخارجها.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :