هل من عفوٍ؟!..
بقلم: عـادل عطيـة
من يريد الابقاء على الظلام عندما تشرق الشمس؟!..
استفهامية، وتعجبية.. من المخلصين لثورة الخامس والعشرون من يناير إلى هؤلاء الذين يخوضون في جدلية العدل والرحمة، وهم يتحدثون عن ذلك الذي احتمى يوماً وراء رئاسته، بينما حرم الناس ظلهم!
البعض يرفضون محاكمته، ويتظاهرون منددين بها، مبررين موقفهم: بأنه لا يليق بالشعب المصري أن يحاكم رجلاً كان في يوم من الأيام على رأس دولة هي من أكبر الدول في الشرق الأوسط، وأوفرها حضارة!
والبعض يطالبون بمحاكمته، ثم العفو عنه؛ ليلتقي العدل بالرحمة، ويتلاثما؟!..
والبعض مُصرّ على محاكمته ومعاقبته؛ لأن خطأ الكبير من كبير الخطأ، ولأنهم يسعون إلى تحقيق العدالة التي لا يحاولون اثباتها لكي يؤمنون بها، ولكنهم يؤمنون بها، ولذلك يحاولون اثباتها؛ حتى لا يفقدون كل شعور وإحساس بها!
في خضم هذه العاطفية المتأثرة بالحدث، علينا أن نتأمل في السنن الكونية والشرائعية، التي اظهرها الله لنا؛ لنعرف من خلالها بعضاً من مقاصده، وتدبيراته.. فقد أعطى الإنسان على مدى سني عمره، فرصة للاستفادة من رحمته، فان تاب وثاب؛ نال رضاه، وغفرانه.. أما عندما تنتهي حياته على الأرض، فسيصبح وجهاً لوجه مع عدالته!
وهذا القانون الإلهي، أصبح ملهماً لقوانيننا الوضعية، فالخائن لوطنه، إذا أقر بجرمه، واعترف به؛ فإن السلطات المعنية، تعفو عنه. أما إذا استمر في خيانته إلى أن يُكتشف أمره؛ فانها ستقدمه للعدالة لتقتص منه.. حيث لا يشفع فيه جهله بالقانون، ولا الإيمان به ـ فالذي يعرف أكثر يدان أكثرـ، ولايشفع فيه ـ وهذا هو الأهم ـ اقراره بجرمه، ولاتوبته النصوح!...
ان الرجيم الرئاسي، لم يذب قلبه القاسي، ولم يدرك جرائمه الشائنة، ولم يندم للناس الذين ضللهم، وسرقهم، ومحق حريتهم، وأخرس صوتهم، بل لا يزال متغطرساً مراوغاً حتى وهو في يد العدالة؛ حتى لا ينال نصيبه من العقاب ولكن في حياة جديدة!
ان "الجريمة والعقاب" هو العنوان الملهم للروائي ديستوفيسكي، وهو ذاته العنوان الذي خطه شبابنا ولكن بدمه، عنواناً لقصة مؤلمة في تاريخنا!...
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :