الأقباط متحدون | أمير موناكو يتزوج بعد ماض مثقل بعلامات الاستفهام
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٤٤ | السبت ٢ يوليو ٢٠١١ | ٢٥ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٤٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أمير موناكو يتزوج بعد ماض مثقل بعلامات الاستفهام

باريس: «الشرق الأوسط» | السبت ٢ يوليو ٢٠١١ - ٣٦: ٠٥ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

في أجواء من الفرح المشحون بالترقب، جرت، أمس، مراسم عقد الزواج المدني لأمير موناكو، ألبير الثاني، على بطلة السباحة الجنوب أفريقية تشارلين وتستوك، بحضور مئات المدعوين من كبار الضيوف. وأغلقت السلطات المحلية المنافذ البرية والبحرية للوصول إلى مونت كارلو، منذ الظهيرة، تفاديا للازدحام. كما تم اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لتأمين سلامة المدعوين الأجانب وبينهم 3 من ملوك أوروبا وعشرات الأمراء وعدد من الرؤساء والوزراء الأوائل.

وتم اختيار 300 مدعو، بالقرعة، من سكان الإمارة، لحضور عشاء شعبي يجري على الشرفة البحرية للقصر، في أجواء تشبه النزهات العائلية في الهواء الطلق. أما مراسم الزواج الكنسي، فمن المقرر أن تتم، اليوم، في الساحة الخارجية للقصر الأميري التي تحولت إلى كاتدرائية مؤقتة. وستعزف فرقة موسيقية مقطوعات كلاسيكية وحديثة، حيث يتجاور موزار مع بول مكارتاني، كما ينشد بوتشيلي بصوته العذب تراتيل «آفيه ماريا»، بالإضافة إلى موسيقى من جنوب أفريقيا، في تحية لموطن العروس.

ومنذ أسابيع، تجري في مطابخ القصر الاستعدادات لحفل العشاء الذي سيحضره، مساء اليوم، المئات من الضيوف الرسميين، بإشراف الطباخ الفرنسي الشهير آلان دوكاس. وكانت العروس قد أبدت رغبتها في أن تكون المأكولات بسيطة وغير ثقيلة، وكشف دوكاس أنه نفذ رغبتها بحيث جاءت قائمة العشاء مؤلفة من الأسماك، بشكل أساسي، مع 17 نوعا مختلفا من الخضار المنتقاة من مزارع الأمير ألبير، أحد كبار المتحمسين للزراعة الطبيعية.

لمتابعة وقائع العرس «وكأنك حاضر في المكان»، عرضت عدة شركات للاتصالات على مشتركيها استخدام عوينات خاصة تتيح لهم مشاهدة البث، بالصورة ثلاثية الأبعاد، أي المجسمة، على شاشاتهم المؤهلة لهذه التقنية. وتم نصب كاميرات للتصوير ثلاثي الأبعاد، في أرجاء ساحة القصر الأميري وفي التقاطعات المهمة من الإمارة، كما نزلت إلى الأسواق، منذ شهرين، أجهزة تلفزيون مصممة لاستقبال البث بالصور المجسمة، بعد تجارب بدأت قبل سنة.

وعلى الرغم من أن سرور أهالي موناكو لا يعادله سرور بزواج أميرهم، بعد طول انتظار وبعد سلسلة من الأحداث المؤلمة التي ألمت بالعائلة الأميرية، مثل وفاة الأمير الأب رينيه غريمالدي وانفصال الأميرة كارولين عن زوجها الثالث الأمير الألماني إرنست أوغست دو هانوفر، فإن زواج ألبير وتشارلين لم يتم من دون منغصات، منها «التشويش» الذي تسبب به الزواج المدوي للأمير البريطاني ويليام وعروسه كاثرين ميدلتون، قبل فترة وجيزة واستقطابه وسائل الإعلام العالمية كافة، ومنها، وهذا هو الأهم، الشائعة التي انطلقت قبل 4 أيام من موعد العرس وأكدت أن الخطيبة حاولت التنصل من الزواج والعودة إلى بلدها في جنوب أفريقيا، لولا إثنائها عن قرارها في آخر لحظة، وهي في مطار مدينة نيس، جنوب فرنسا. وقد سارع محامي الأمير ألبير إلى تكذيب الخبر وهدد بمقاضاة صحيفة الـ«أكسبرس» التي نشرت الخبر، لكنه عاد وتراجع بعدما تمسكت الصحيفة بمعلوماتها التي قالت إنها استقتها من 3 مصادر مختلفة. ونفى رئيس التحرير المسؤول أي محاولة للاصطياد في الماء العكر ونشر أخبار تدخل في باب النميمة، موضحا أن الحياة الخاصة للعروسين وما قد يجري من خلافات بينهما هو أمر لا يهم صحيفته، لكن عدول امرأة مقبلة على الزواج من أمير حاكم وتغيير رأيها في اللحظة الأخيرة هو خبر سياسي لا بد من نشره، لا سيما أن عشرات الملوك والحكام الأجانب مدعوون لحفل العرس.

وقد قرأ الكثيرون تردد كل من العروسين في اتخاذ قرار الارتباط، لسنوات زادت على الست، قراءة لا تبشر بالخير، خصوصا أن أهل الحل والربط في موناكو كانوا قد باشروا التفكير في تغيير القوانين الخاصة بولاية العهد وإمكانية أن يكون أحد أبناء الأميرة كارولين وليا للعهد في حال عدم زواج ألبير وإنجابه لوريث. فهل ستكون تشارلين وتستوك، مجرد أميرة مختارة لمهمة محددة ومؤقتة هي تأمين ولاية العهد؟ ومن المعروف أن هناك موضوعا يلقي بظلاله على سجل الأمير، وهو قضية ابنه غير الشرعي ألكسندر الذي ولد بعد علاقة مع مضيفة جوية أفريقية. وهو قد اعترف به، وكذلك اعترف بوجود ابنة غير شرعية له تدعى ياسمين غريس، ولدت من علاقة أقامها مع نادلة أميركية كانت تقضي إجازتها على شواطئ جنوب فرنسا عام 1991. وهو لا يتأخر عن تحمل المسؤولية المادية عن الولدين. لقد قرر الأمير ألبير تصفية حساباته مع ماضيه المنفلت وأوكل إلى محاميه ضبط كافة الإشكالات السابقة، قبل ارتباطه رسميا برباط الزواج الكاثوليكي الذي لا طلاق بعده.

يبلغ أمير موناكو 53 عاما من العمر. وهو بنظارته الطبية ذات الإطار المعدني وبدلته الرمادية ذات القصة الأميركية وحذائه الأسود من نوع «ونغتيب» يشبه صاحب بنك من وسط الولايات المتحدة، أكثر مما يشبه حاكما لأصغر إمارة في العالم. لكنه عندما يتحدث الفرنسية يستعيد هويته الأوروبية، ويرشح من حركاته ومظهره ما يشير إلى أنه يتحدر من أم أميركية وأن جده كان عملاقا من أبطال الرياضة الأولمبية. إن ألبير هو الأمير الثلاثون في سلسلة أسرة غريمالدي كانيلا، النبيل القادم من مدينة «جنوه» الإيطالية لتأسيس السلالة الحاكمة في موناكو منذ القرن الثاني عشر. آخر ما يشعر به من يقابل الأمير ذا الكرش البارزة أنه أمام «بلاي بوي» من أثرياء شاطئ الريفييرا، أو بطل حائز ميداليات رياضية عديدة، أو شخصية لاهية تلهث وراء أخبارها الصحف الشعبية. إنه رجل جيد الثقافة والتعليم، حائز شهادة في العلوم السياسية من جامعة «أمهرست» في ولاية «ماساتشوستس»، حيث كان يتنقل، أيام الدراسة، بوسائط النقل العام ويعيش مثل أي طالب آخر لا يعرفه أحد، هذا على الرغم من أنه في طفولته نام في مهد ملك روما الذي كان أبوه قد اشتراه من أحد المزادات. فقد كان الأب يهوى جمع آثار الملوك السابقين. كان أمير موناكو في السادسة من عمره عندما بدأ القصر بإعداده لهذه المهمة. قالوا للطفل الصغير: «أنت أمير... وهذه وظيفة وليست امتيازا». وفي سن السادسة عشرة سمحوا له، للمرة الأولى، بحضور جلسة الجمعية الوطنية في مونت كارلو، وهي الجهاز الرسمي الذي يعتبر بمثابة الحكومة في موناكو. وفي طفولته، أيضا، قدموه إلى السير ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، الذي حمله بين ذراعيه وداعب أنفه. وفي عام 1983، حصل ألبير على وسام الشرف الفرنسي من يد الرئيس فرانسوا ميتران. وفي عام 1993، أنيطت به مهمة إلقاء خطاب أمام الأمم المتحدة بمناسبة قبول موناكو دولة عضوا فيها. وهو قد تدرج في دورات تدريبية في أشهر مصارف العالم حتى أصبح جاهزا لحكم الإمارة، وهذا ما حصل بعد رحيل أبيه الأمير رينيه الذي لم ينجب ولدا ذكرا غيره، إلى جانب ابنتين هما كارولين وستيفاني.

ويرى أهالي موناكو أن الأمير شخص دافئ وغير متكبر، مرح يطلق تعليقاته الساخرة ببرود بصوت يشبه التمتمة الخارجة من حدود الشفتين. لكنه اشتهر بأنه عندما يتولى أمرا ما فإنه يحرص على القيام به على أكمل وجه، كما أنه يحمل شعورا عظيما بالمسؤولية ورثه من والدته الممثلة الأميركية الراحلة غريس كيلي، كما أن الأمير ورث عن أبيه الطبع المتحفظ وحب العمل. يلعب الأمير ألبير كرة القدم ويمارس السباحة، والجري والإبحار الشراعي وكرة المضرب والجودو. واشترك أربع مرات في الدورات الأولمبية كقائد «بوب سليغ»، وهي من رياضات الانزلاق السريع داخل نفق صغير مفتوح. كما شارك مرتين في سباق رالي «باريس - داكار»، ونال عام 1999 كأس الفوز في سباق «البونتاتلون» في كليفلاند بأميركا. ومن يزر جناحه في القصر ير العشرات من الكؤوس الفضية والذهبية موزعة في الأرجاء. كما تنتشر في مكتب الأمير صور عديدة تعكس ذكريات متنوعة. فهناك تمثال لأزهار اصطناعية يحتل موقعا قرب الباب. وهناك تمثال آخر من البرونز يمثل مجسما نصفيا لامرأة، موضوعا قرب النافذة المطلة على مرفأ يزدحم باليخوت. وهناك صورة بالأسود والأبيض لوالدته الأميرة غريس وهي تقف قرب ساعة جداريه قديمة. وهناك كتب عديدة تشير إلى أن هذا المكتب كان يعود للأم الراحلة.

كتب صحافيون قابلوا الأمير أنه يغطس في مقعد واطئ من الجلد. وهو، عند الحديث، يحرك قدميه ويرفع صوته لكي يشرح الضغوط الكثيرة التي عاناها لكي يعثر على زوجة تصلح لكي تكون أميرة تضافي الأميرة غريس... تلك المرأة الحسناء الأسطورية التي كانت نجمة شهيرة في هوليوود قبل أن يتزوجها أمير موناكو السابق، بعد قصة حب خاطفة ما زالت تلهم المؤلفين وتسحر عشاق قصص الغرام الخالدة. لكن الابن لم يرث القرار العاطفي الحاسم عن والده. وقد شعر مواطنوه باليأس وأحس الأهالي بأن أميرهم الجديد لن يتزوج مطلقا. وليس معنى هذا أنه عازف عن بنات حواء، فقد عاش قصص حب عديدة أشهرها مع عارضة الأزياء الألمانية كلوديا شيفر، لكن قصصه لم تصل إلى نقطة الارتباط النهائي. والغريب أن شقيقتيه الأميرتين كارولين وستيفاني، مزواجتان مطلاقتان. ومنذ وفاة والده، وأصبح ألبير حاكما لموناكو ولم يعد له من عذر في الحفاظ على العزوبية. ومع هذا واصل سياسة المماطلة وتأجيل الزواج لعدة سنوات، إلى أن انصاع للضغوط لأن الإمارة بحاجة إلى ولي للعهد. والزواج أسهل من تغيير الدستور واتخاذ إجراءات معقدة للسماح لأحد أبناء كارولين بالجلوس على العرش، لا سيما أنهم مولودون من ثري إيطالي قتل في حادث زورق سريع ولا يحملون لقبا أميريا، باستثناء الطفلة الأخيرة المولودة من الأمير دو هانوفر، وهي ما زالت أصغر بكثير من سن ولاية العهد. كان على ألبير أن يعثر على زوجة قادرة على أن تكون امتدادا للأميرة الراحلة غريس، بكل بهرجتها وسحر شخصيتها. ولم يكن هذا الأمر سهلا، بل كان يرعب الأمير ويرعب النساء العديدات اللاتي تعرف إليهن.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :