أسرار خوف الأقباط من الشريعة الإسلامية
هذا السؤال هو ما طرحه كتاب "المسلمون والأقباط في التاريخ" الصادر في طبعته الثانية عن دار الثقافة الجديدة من تأليف فكري آندراوس وتقديم المستشار محمود الخضيري مستشار محكمة النقض السابق.
يقع الكتاب في 239 صفحة من القطع المتوسط, وينقسم إلى أربعة عشر فصلاً يستعرض فيه المؤلف بداية دخول المسيحية لمصر ثم بداية دخول الإسلام والدولة الأموية والعباسية, وعصرالحكومات المستقلة, ودولة المماليك والعصر العثماني ثم دخول الفرنسيين وعصر محمد علي حتى الخديو إسماعيل, ثم يتطرق إلى عهد الخديو توفيق والثورة العرابية والاحتلال الإنجليزي, ومابين ثورة 1919 وثورة 1952.
ويتحدث الكتاب عن العلاقة مع الآخر وتغير العقل حيث يكشف آندراوس النقاب عن خوف الأقباط من تطبيق الشريعة الإسلامية خاصة بعد المد الإسلامي بعد عام 1967.
ويقول في مقدمة الكتاب: "لماذا يعيش بعض الأقباط بهذا الخوف؟ إن التفسير المستنير للشريعة الإسلامية لا يُضر الأقباط؛ لأنه لا يفرض على غير المسلمين ما يفرضه عليهم دينهم، حيث إن الأديان الإلهية تلتقى في محتوى العقيدة وتتمايز من حيث شرائعها واحكامها.
ويستعرض آندراوس أسباب الفتنة، مؤكداً أن العنف والإرهاب الذي نراه من المتطرفين الإسلاميين مجرد حوادث مازالت فردية لا تمثل عامة الشعب المصري بل هى موجهة أساساً ضد النظام الحاكم لقلقلته وإحراجه؛ وتلك الفتنة لها ضحايا من الأقباط والمسلمين.
ومن أهم الأسباب التي أدت إلى توتر العلاقة كما يراها آندراوس هى تشويه الإعلام وجهل بالوقائع فيقول: "بعد حرب 1967 عندما انتهجت الدولة اتجاهاً دينياً لأسباب سياسية مع بداية رئاسة السادات للدولة وأصبحت هناك مزايدات بين بعض المتطرفين إسلامياً وبعض رجال الدولة أيهما أكثر تأسلماً, وأصبح هناك خوف بين المسلمين والأقباط نتيجة تشويه إعلامي أو جهل بالوقائع ".
ويضيف: " الأقباط يحاولون إعادة مصر دولة قبطية بمساعدات خارجية والعمل على تحديد نسل المسلمين وزيادة عدد الأقباط من أجل أن تعود مصر دولة قبطية كما كانت " .
ودافع آندراوس في كتابه عن الخلط الذي يُحدثه البعض بين المسيحية المصرية والشرقية عموماً وبين مسيحية أوروبا الاستعمارية التي بدأت بالحروب الصليبية وطردت المسلمين من الأندلس معتبراً هذا الخوف بمثابة جهل وخلط بين هؤلاء.
كما انتقد المؤلف مايفعله بعض المسئولين الآن مثل صور لعناق رؤساء الأديان أو لكاهن يعانق شيخاً واصفاً هذا بالديكور .
وعن السلفية يقول المؤلف إن ازدهار السلفية الدينية ذات الأهداف السياسية ماهو إلا نتيجة تراكم سقوط دولة محمد علي ودولة اسماعيل ومحاولة عرابي ثم ثورة 1919 وأخيراً ثورة 1952 وستكون المرحلة الإسلامية -إن قُدّر لها أن تكون مرحلة أخرى- من مراحل السقوط إلى أن نتمكن من الوصول إلى الطريق السليم وهو الدولة الحديثة .
ويضيف في كتابه: "الدولة المدنية موضوعاً وليست مجرد شكلا, نحن لا نعرف ما يخبئه لنا المستقبل, هل ستكون هناك مرحلة إسلامية؟ وإن كانت كذلك فكيف ستكون؟" مشيراً إلى أن "الإسلام لم يعرف الدولة الدينية إلا فترة الرسول صلى الله عليه وسلم"، وبعض الخلفاء الراشدين فيما عدا ذلك كان الحكم أقرب ما يكون للحكم المدني .
وأكد آندراوس أن هناك خلافا كبيرا بين المفكرين الإسلاميين المعاصرين، ولا توجد إيدولوجية واحدة مطروحة على الساحة ولن توجد؛ وهذا الأمر يراه طبيعي لأنها مجهود بشر.
واعتبرالمؤلف أن توتر العلاقات بين الأقباط والمسلمين يجب ألا تكون مشكلة تعاني منها الأمة, مؤكداً أن هناك مشاكل أهم بكثير
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :