الأقباط متحدون | وذلك رأيهم فينا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٥٢ | السبت ٢٥ يونيو ٢٠١١ | ١٨ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٣٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

وذلك رأيهم فينا

السبت ٢٥ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: سحر غريب

عندما تزور بلدًا غريبًا فإنك تلتهم تفاصيله بعينك حتى تتعلم ثقافة وأخلاق شعبه، وهذا ما يقوم به السائح داخل مصر، هو كالطفل الصغير التائه في التفاصيل الصغيرة، كل الأحداث بالنسبة له أحداث مُبهرة غريبة، يراك فيبني تكهناته علي أساس ما رآه فيك، إذا كنت مُتطفلًا فمعنى ذلك أن شعب مصر كله مُتطفل، أما إذا رأى فيك مواطنًا مصريًا شهمًا يحب بلده ويحافظ عليها ويحترم ضيوفه، فهذا لا يعني بالنسبة له إلا أن المصريين كلهم يحبون بلدهم ويحترمونها ويكرمون ضيوفهم.
هذه هي ثقافة الغريب الذي يتعلق بالتفاصيل الدقيقة التي قد لا تراها بعيناك، عندما كنت في زيارة لشرم الشيخ، كونت صداقات عديدة من مختلف أنحاء العالم، كان أصدقاؤنا يتابعوننا عن كثب، كل تصرفاتنا كانت تحت المجهر، كنا كأننا الأسرة الوحيدة في مصر، رغم أن عدد الأسر في مصر كالليمون، كنت عندما أتجول على الشاطئ وأرفع ورقة أو زجاجة سقطت سهوًا أو إهمالًا من أحدهم، كان أصدقاؤنا الأجانب ينبهرون بهذا التصرف البسيط، وكان اهتمام زوجي بأطفالنا يعطيهم انطباعًا بأن جميع الرجال المصريون أباء ماهرون متعاونون، أما أكثر ما جعلهم ينبهرون فهو عندما كنت أقف في طابور طويل ثم أعرض على سيدة عجوز أن تأخذ مكاني في الصف حتي لا تتأذى من طول الانتظار، أو عندما ألقي السلام على من لا أعرفهم صباحًا، كل هذه التصرفات الغير مقصودة، والتي اعتاد بعضنا عليها هي بعض ما يبهر السائح في بلدنا.

علي الجانب الآخر كان يقف هذا الشاب المُستهتر، الذي لا يهتم إلا بمحاولة التعرف على أكبر عدد ممكن من فاتنات السائحات لعله يحصل على علاقة سريعة مع إحداهن، كان يمسك كاميرته ويلتقط صور لهن دون سابق معرفة، كانت نظراته الغير بريئة تلتهم أجسادهن من الرأس وحتى أخمص القدمين، كنا كمصريين نخاف على سُمعة بلدنا فنتدخل دائمًا لنبعده عنهن وعن مرمى أنظاره المُتوحشة، فنظراته دائمًا كانت واضحة مُبتذلة مفهومة، فلغة العيون لغة عالمية، لم يبدأ الأجانب في التعامل معنا كمصريين إلا بعد رحيل هذا المُتطفل، فخوفهم منه وحرصهم على الابتعاد عنه قدر الإمكان كان عظيمًا.
أما أكثر سؤال حيرتني الإجابة عنه فهو سؤال "لورين" صديقتي الإنجليزية أثناء العرض الشرقي الذي نظمته إدارة الفندق: لماذا كل الرجال منبهرون بالراقصة الشرقية العارية في حين أن زوجاتهن مُغطيات تمامًا، لماذا يسمح لنفسه بأن ينظر لسيدات عاريات ولا يقبل من زوجته هذا، أليس الأولى له ألا ينظر لهن!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :