الأقباط متحدون | المعذبة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:١١ | الاربعاء ١٠ يونيو ٢٠٠٩ | ٣ بؤونة ١٧٢٥ ش | العدد ١٦٨٧ السنة الرابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

المعذبة

الاربعاء ١٠ يونيو ٢٠٠٩ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 


لكل منا همومه ومشاكله الشخصية، العاطفية، العائلية، بعض من هذه المشاكل يستطيع المرء أن يتخطاها بمفرده، والبعض الآخر من المشاكل تحتاج من يسمعك، ويفهمك، ويقدر مشاعرك ويحترمها مهما كانت ظروفك، وقد لا تجد هذا المعين أو هذا المشير الذي لا يدينك ولا يوبخك، وفي نفس الوقت يقدم لك المساعدة، لذا نحاول هنا من خلال بابنا "قلب يسمعك" أن نقدم لك هذا المعين وهذا المشير.


أنا آنسة عمري 33 سنة.. فتاة مثل أي فتاة جرى بيها الزمن ولم تتزوج مع العلم أنني فتاة متعلمة وخادمة ومسئولة عن شركة منذ تخرجي، وحصل بأن تمت خطبتي أكثر من مرة ويتم فسخها لوجود سبب عندي وهو أنني مريضة (عندى زيادة كهرباء في المخ) يعني نوبة إغماء بتحصل لي، وبالتالي بتعالج وبآخذ دواء وهذا الدواء مستمر معي إلى أن يريد ربنا شفائي.. ودايمًا أقول لنفسي أنا أحسن من غيري بكثير لأني لا أختلف عن باقي الناس العاديين الغير مرضى الذين لا يعانون من أي شيء.. وبالتالي يتم فسخ خطبتي لهذه المشكلة مع العلم بأنهم يعلمون بكل شيء قبل خطوة الخطوبة وبعد ذلك أتفاجأ بأنهم يتركونني لأنني بآخذ دواء وأن هذا الدواء فيه خطر عندما أكون حامل بأني سوف أخلف أولاد مشوهين أو بهم عيوب خلقية.. هذا هو سبب عدم زواجى لحد الآن..
وهذه هي مجمل تفاصيل حياتي أو مُختصر شوية لمشكلتي التي أنا فيها الآن: مشكلتي مع عائلتي ومع نفسي أيضًا ولا أجد لها حل لأنها غير منتهية بالمرة ولا أعلم كيف تنتهي أو متى تنتهي..
من شهر جاء لى عريس من أصدقاء العيلة كعادة البنات -يعني زواج صالونات- وتقدمت لمعرفه هذا الشخص عندما جاء لأول اللقاء عندنا في البيت وأتفاجأ بيه بكبر سنه على ملامحه، وعندما سألته بذكر سنه قال لي باللفظ الواحد اعتبريني 48 سنة، وأهلي مسكت على هذا السن ثم خرجت من الغرفه وقلت مش موافقة عليه علشان سنه وعدم ارتياحى وعدم قبولي لهذه الشخصية، ولا أتذكر في يوم بأنني فكرت في مركزه كوظيفة أو مركز العائلة أو شقته أو مستواه الإجتماعي... إطلاقًا، ولكن لعدم ارتياحى إليه ولعدم انجذابي إليه وأيضًا السن، تخيل أنت معي هذا الفرق في السن عندما أكون في سن 33 سنة وهو 49 والله وأعلم ما هي الحقيقة لمعرفة سنه الحقيقي لأنه مش راضي يقول على سنه الحقيقي غير لما يكون فيه ارتباط بالدبل.. هل هذا يجوز؟؟ أنا لا أعيب فيه بشيء على الإطلاق سواء مركزه أو ...إلخ، ولكن المشكلة هنا تبدأ بقبول عيتلي له وكأنهم شافوا ملاك نازل على الأرض ومسكت فيه ومش عاوزين يسيبوه علشان عيلته ومركزة ووظيفته، آآآه ما هي الدنيا دلوقتي بتبص للمظاهر وللفلوس وإني هعيش في مستوى عالي... وغير كدااا لازم أفكر إن سني كبر ولازم اتجوز قبل 35 سنة علشان أجيب أولاد وكمان إن هو عرف عني كل حاجة والراجل كتر خيره موافق عليّ ودااا ليه علشان عنده عقل وبيفكر.. وإني مش هلاقي حد في الزمن دااا بالمواصفات دي أكيد طبعًا.. أهي جوازة والسلام.. كل داااا كلام أهلي ليّ باختصار وإنهم مصممين عليه لحد الآن، مع العلم بأني قلت لهم كذا مرة إني مش عاوزاه، يسمعموا مني وأتفاجأ بأنهم لسة على تليفونات معاه عندهم أمل في رجوعي له!!
أنا لم أتخيل نفسي علشان وصلت لهذا السن أقوم اتجوز واحد عنده 50 سنة، أنا في مشاكل ليس لها حدود مع أهلي لعدم موافقتي له حتى يومنا هذا، ماذا أفعل غلبت وتعبت معاهم من كثرة كلامي لمجرد رفضي لهذا العريس بيحسسوني إني مُعاقه أو بي عيب خلقي لهذه الدرجة لمجرد إنه وافق عليّ لما عرف إنى مريضة؟.. لمجرد إني أقول لهم أنا ليّ عقل وليّ شخصية ومن حقي إني أرفض ومن حقي أن يكون ليّ مشاعر وقبول نحو اختياري للشخص اللي أوافق عليه.. غير مقتنعين لهذا.. سمعت كلامهم كذا مرة علشان أخرج معاه وبغير رضا مني ولكن علشان أخرج من كثرة الزن على دماغى من جميع الجهات، باصين بس بإنه شخص كويس وإنه وافق عليّ بمرضي وباصين لعيتله ذات المقام العالي ووظيفته والبروتوكول العالي منذ نشأته..
أنا لا اعلم وماذا افعل؟؟ أنا تعبت حقيقي تعبت وأرجو لي حل مع عائلتي.
أرسلت هذه المشكله لأب اعترافي وللأسف.. كنت متشجعه بيه وبكلامه معي ولكن.. عندما ذهبت إليه أمي اتغير كل شيء وكلامه اتغير 360 درجة.. وقال لها إني بفتري على العريس عندما عرف حقيقة مرضي.. ياااااااااه مش لاقيه حد يقف جنبي من هذه الأزمة.. أرجو لى حل هذه المشكلة..
المعذبة

الرد:
الأخت الفاضلة، لن أقول أن المشكلة بسيطة وأن لها حل سهل وأبدأ في سرد حلول ربما لا تجدي، بل أحب أولاً أن أقول لكِ أن مشكلتك كبيرة ولكن أحب أن أعطيكِ الأمل أن الحياة تحتاج منّا إلى قوة وعزيمة للمواجهة والتحلي بالتحدي أمام كل الصعاب فتحلي بالأمل ولا تفقديه. أشعر بكِ وأسمع أنّات قلبك وأتفهم ما بين السطور من كلماتك ولكن كما قلت تحلي بالأمل والتحدي.. وستتغير الأمور إلى الأفضل.
لقد قرأت رسالتك عدة مرات، ومن خلال بعض عباراتك التي ذكرتيها وجدت سبعة محاور للحديث فيها حتى تستطيعي أن تفكري بطريقة أفضل، وتحدث استنارة لذهنك، فتأخذي القرار السليم، هذه المحاور هي:

1- تأخر سن الزواج:
مشكلة تأخر الزواج مشكلة يمر بها الكثيرين، سواء كان بمرض أو بدون مرض، فكثير من الشبان والشابات كبر بهم السن بدون زواج وأهم سبب معروف للجميع هو السبب الاقتصادي، مع المغالاة في الطلبات التي تجعل الزواج مشروع مكلف جدًا جدًا، مما يجعل الشباب يتأخرون في سن الزواج، وبإيجاز أقول حل هذه المشكلة الرجوع لحياة البساطة وتخفيف الأحمال عن كاهل الشباب.
ما أريد أن أقوله لكِ أختي العزيزة أنكِ لستِ وحدك في هذه المشكلة، وأنه ليس مرضك هو السبب لكن هذا هو الطبيعي في هذه الأيام.

2- فسخ خطوبات سابقة:
ذكرتِ أنه "يتم فسخ خطوبتي لهذه المشكلة –المرض- مع العلم بأنهم يعلمون بكل شيء قبل خطوة الخطوبة وبعد ذلك أتفاجأ بأنهم يتركونني" أعتقد أنك تحتاجين لاختيار الوقت المناسب لتخبري الشخص بمرضك، فلا تخبريه في مرحلة مبكرة في وقت التعارف فينفر منكِ، ولا تتأخري فيشعر إنكِ خدعتيه، ورأيي الشخصي أن تخبريه بعد التأكد من مشاعره نحوك. فإن كان يحبك حب حقيقي سيقبلك كما أنتِ، وإن كان حب كلام فقط سيذهب لحالة كغيره.

3- فارق السن:
ذكرتِ أن فارق السن بينكما كبيرًا: "تخيل أنت معي هذا الفرق في السن عندما أكون في سن 33 سنة وهو 49" فارق السن اجتماعيًا قد يُحدث بعض المشاكل، فيكون لكل فرد ميوله، واتجاهاته وطموحاته المختلفة عن الآخر، فالصغير يميل لتعدد العلاقات والأصدقاء مثلاً والكبير يميل للعكس، الصغير يميل للفسح والخروج الكثير والكبير عكسه تمامًا، ومن هنا ينشأ صراع داخلي بين الزوجين.
لكن هذه ليس قاعدة عامة فكثير من الناس تستطيع أن تعيش سنًا أكبر منها، أو تظهر بمظهر وشخصية بسن أصغر من سنها الطبيعي.

4- تزييف الحقائق:
ذكرتِ: "والله وأعلم ما هي الحقيقة لمعرفه سنه الحقيقي لأنه مش راضي يقول على سنه الحقيقي غير لما يكون في ارتباط بالدبل" وبالفعل انتِ شخصيًا مذبذبة في سنه فمرة ذكرتِ 48 وأخرى 49 وأخرى 50!! وما خفي كان أعظم.
في دورة عن الزواج، شرح لنا المحاضر عن أنواع من الناس لا ترتبط بهم، وكان من ضمن اللستة الشخص "الكذاب" فالشخص الذي يبني حياته على الكذب والخداع من الصعب تغييره، سيكون هذا منهج حياته في كل شيء، فإن كان بدأ علاقته بكِ وأخفى سنه –على أساس أنه سر خطير– فكم وكم بعد الزواج، ماذا سيخفي من حقائق؟!

5- تمسك الأهل:
ذكرتِ: "المشكله هنا تبدأ بقبول عيتلي له وكأنهم شافوا ملاك نازل على الأرض ومسكت فيه ومش عاوزين يسيبوه علشان عيلته ومركزه ووظيفته"
عيلته ومركزه ووظيفته، أسباب يراها الأهل "لقطة" وفرصة لا نضيعها من أيدينا، وكأننا نعقد صفقة تجارية، فليس مهم عندهم الشخص، لكن ما يمتلكه هذا الشخص، هناك مثل شعبي بدر على ذهني الآن سأذكره بعد حذف بعض الكلمات منه وأعتقد الكثيرين يعرفونه: "يا واخد .... على ماله، بكره يروح المال ويفضل ..... على حاله"، نحن لا نتزوج عائلة ولا مركز ولا وظيفة لكننا نتزوج شخص.
تمسك الأهل ربما الدافع له الحب، لكنه حب الدبة التي قتلت صاحبها. فهناك نوع غريب من الحب اسمه "ومن الحب ما قتل".

6- حق تقرير المصير:
في الحقيقة يا أختي العزيزة لا أحد يمتلك قرار الزواج إلا أنتِ، قال الحكيم سليمان: "إن كنت حكيمًا فأنت حكيم لنفسك وإن استهزأت فأنت وحدك تتحمل" فحق تقرير مصيرك هو حقك الطبيعي والذي أشجعك على التمسك به. فقد ذكرتِ: "أني قولتلهم كذا مرة إني مش عاوزاه يسمعموا منى و اتفاجأ بأنهم لسة على تليفونات معاه عندهم أمل في رجوعي له!!!"
لا بد من الإصرار على رأيك بالرفض نحو العريس المتقدم لأنه سيؤدي إلى زواج فاشل فتحمل الإلحاح الآن ابسط من تحمل زواج فاشل لأنه غير مبني على التكافؤ. لأن السبب ليس السن فقط بل عدم قبولك للشخص نفسه. وهذا المهم.

7- مرض وليس إعاقة:
أنا لا أعلم الكثير عن طبيعة مرضك –فأنا لست طبيبًا- لكن من كلامك أستطيع أن أقول أنه مرض وليس إعاقة، وهناك فرقًا شاسعًا بين الاثنين، فالمرض قابل للشفاء وقابل للعلاج، أما الإعاقة ليست كذلك، لا تنظري لنفسك نفس نظرة أهلك التي تصفك بـ "المعاقة"، كل إنسان معرض للمرض والمرض ليس عيبًا اقبلي نفسك كما أنتِ وستجدي من يحبك ويقبلك كما أنتِ، ثقي في نفسك وفي قدراتك، فأنتِ مسئولة في عملك كما ذكرتِ وفي خدمتك، وواضح أنه لا يعيبك شيء، قاومي الأفكار السلبية، وتحدثي لنفسك وعن نفسك بكل إيجابية.

أرجو أن أكون قد وفقت في إلقاء بعض الضوء على هذه المشكلة، وأكون قد –فهمتك– وقدّرت مشاعرك، فالكلام كثير والحلول كثيرة، لكن التفهم والإحساس بالآخر هو الأهم. وربنا يوفقك.

ماهر ميشيل
maher@copts-united.com

إن كانت لديك مشكلة وترغب بإرسالها... أضغط هنا




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :