"دميانة".. طفلة تعبَّر عن قضايا المسيحيين في قصيدة "تهد كنيستي ليه؟"
كتب: هاني سمير
هذه الكلمات خطتها "دميانة"- "سهير جوزيف حنا"- وهي طفلة في السادسة عشر من عمرها، في جرأة نادرًا ما تتكرَّر.. تلتها في سيارة أجرة بها بعض السلفيين ليسمعها أحد أقاربها الذي كان يستقل السيارة معها من مدينة "جرجا"- 35 كيلومتر جنوب محافظة "سوهاج"- حيث تسكن في قرية صغيرة تسمَّى "نجع الشيخ مجلع" نسبة إلى شيخ البلد "مجلع عبد الملاك"..
كنا نستقل سيارة من "جرجا" إلى محافظة "سوهاج"، سمعتها تتلو أبياتها لأحد أقاربها، اختلست السمع، بل أستطيع القول إن كلماتها جذبتني.. ببساطتها وجرأتها في التحدُّث عن قضايا المسيحيين في سيارة..
كانت "دميانة" بسيطة، عفوية، ولكن كلامها يخترق القلب والعقل كالسهام المرهفة.. تعبِّر عن القضية القبطية وعن كل ما يعانيه المسيحيون في "مصر" في أبياتها الشعرية.. طلبت منها نسخة من تلك الأبيات، لم تتردد وقالت: "اعطني مهلة دقائق أعيد كتابتها على ورق آخر لأنك لن تستطيع قراءة خطي"..
كانت هذه هي القصيدة:
تهد كنيستي ليه؟ وتخطف بنتي ليه؟ .. وتقتل ابني ليه؟ ومن بيتي تطردني ليه؟
أنت فاكر نفسك إيه ولا عشان إحنا ساكتين.. فاكر إن إحنا خايفين وبتقول إننا مش مؤمنين
وأنتم الأفضلية وللسما رايحين.. طاب قولي بأمارة إيه؟ والجنة هتكون مكانكم ليه؟
دا أنت بتقتل ودار عبادة بتحرق.. بتقول ده مؤمن وده كافر
هو أنت نفسك إيه فاكر.. ولا ربنا حطك في مكانه وسافر
اسمع بقى وقفة المصريين.. هيقولولك لأ وأنت مين
دا أنت مجرد إنسان.. تحرق وتقتل وتكفر الأديان
دا الدنيا رحلة والنار للي زيك تحرق
مش نار الأرض لأ.. دي نار السما وانتقام الله
قلبك إيه يا إنسان.. وأنت في إيدك سلاح
تقتل إنسان وانت مش ندمان.. وصوت بنت بريئة بتصرخ وتقول لأ حرام
تخطف بنتي وتعذبها.. بالفضيحة بتهددها
بإنكار ربنا بتخيرها.. تكسر قلبها وبتحزنها
هو قلبك قاسي ليه؟.. هو أنت مجرم ولا إيه؟
قولي: من موتي هتكسب إيه؟.. وفي بلدي وبلدك بتخرَّب ليه؟
دي مصر مكاني أنا القبطي.. ومسيحي إلهي هيمسح دمعي ويقولي: لا تبكي
دا إلهي إله حنان.. بيسامح كل إنسان.. توب بسرعة وارجع ندمان.. قبل ما يفوت الأوان
دا أنت في الأول وفي الآخر مجرد إنسان
طاب نتفاهم ونتكلم.. ليه تستمتع لما أتألم
طاب ما أنا زيك إنسان.. ممكن أعمل زيك وأكتر كمان
ليه تخلي في قلبي بركان؟.. لو هيحرق.. هيحرق كل مكان
بكرة ربنا هيسألك ليه.. في الأرض عملك إيه؟
هيقولك كنيستي ليه حرقتها.. وأولادي ليه عذبتها؟
ليه بتحكم بدالي؟.. وبتقعد ليه مكاني؟
ليه قلبك من الحب خالي؟.. بتقتل إنسان وتقول عشاني؟
وأنا رحت فين؟.. ما أنا قادر أدمر العالم بطرفة عين
هيقولك اسمع عقابك.. أنت اخترت هلاكك
بص على اللي قتلتهم.. بيصرخ ليَّ دمهم
مستنيين من زمان.. أخد لهم حقهم..
وأنت لا سمعت صوتي.. كنت أتمنى إنك تبقى زيهم
اسمع صوت ربنا هيقولك صدقني كده
ليه تخليني عدوك؟.. ليه تضيَّع شبابي وشبابك؟
طاب ما أنا زيك إنسان.. وقوتي هي نفس قوتك
زي ما تقدر تمسك سلاح.. ممكن من بكره أبقالك سفاح
بس أنا مش هعمل كده عارف ليه؟.. علشان أنا مسيحي ده السبب الوحيد اللي مخليني باقي عليك
نفس السبب اللي مخليك تقتلني.. هو اللي مخليني أصليلك
علشان أنا مسيحي.. بدال ما آخد بثاري.. واقف أتفاهم معاك
خايف عليك.. ليه مصيرك يكون هو الهلاك؟
يا الله اللي شايفنا من سماك.. ارحم عبدك اللي سايبك وماشي ورا شيطان كداب
وهفضل أسألك: ليه؟.. وليه؟!!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :