الأقباط متحدون | القديس أنبا أبرآم وتماف إيرينى وفضيلة العطاء
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٠٦ | السبت ١١ يونيو ٢٠١١ | ٤بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٢١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

القديس أنبا أبرآم وتماف إيرينى وفضيلة العطاء

السبت ١١ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم / د.فكرى نجيب أسعد
سمح الرب بعد نياحة القديس العظيم أنبا أبرآم أن يكشف لنا عن فضائل القديس وأهمها - كما تحملها الألقاب التى يلقب بها - فضيلة محبة أخوة الرب الأصاغر والعطاء، فيقول لنا أبونا القمص يوسف أسعد المتنيح عن الأنبا أبرآم العظيم فى الأساقفة : " أن القديس الأنبا أبرآم كان فى كثير من الأحيان لا يستطيع إخفاء العطاء، وذلك لأن المحتاجين كانوا واقفين بالطابور فكان رده البسيط إنه يأخذ باليمين ويعطى بالشمال، أنا مجرد موصلاتى ". ويروى لنا أبونا القمص يوسف أسعد عن محبة القديس للعطاء فى الخفاء تلك القصة :
بلغ لعلم أبينا القديس أنبا أبرآم بأنه يوجد أحد الأباء الكهنة لا يوجد عنده ولا رغيف خبز فى بيته، وقالوا له أن هذا الكاهن فى بلد بجوار الفيوم ، بينها وبين الفيوم 7 كم. أراد الأنبا أبرآم أن يجعل عطاءه لهذا الأب الكاهن فى الخفاء فنادى تلميذه رزق وقال له : " ألن تذهب إلى زوجتك يارزق .. قم الآن وأذهب إلى زوجتك وأغلق باب المطرانية وراءك جيداَ .. " فاتقن القديس حبك الموضوع على رزق تلميذه أنه لن يخرج من المطرانية هذه الليلة، ثم نزل الأنبا أبرآم إلى غرفة المائدة التى يجعل الفقراء يأكلون فيها، ووجد بها بعض الطعام، ثم وضعه بإحكام فى أحدى ملابسه فى شكل صرة ولبس جلابية بيضاء ووضع الصره فوق رأسه وكأنه أحد عمال التراحيل، وخرج من المطرانية ثم سار خارج الفيوم 7 كم إلى أن وصل إلى بيت أبونا، وخبط عليه ثم قدم إليه ما حمله من طعام وهو يقول له : لم أجد غير هذه المؤنة البسيطة ثم تركه ومضى وهو يطلب دعواته، خرج أبونا ليجرى وراء أبانا الأسقف ليدعوه أن يبيت عنده .. وأما أبونا الأنبا أبرآم لما أحس بأنه خرج وراءه أختفى وراء شجرة مشمش إلى أن ظن أن أبونا قد عاد إلى بيته، حينئذ خرج الأنبا أبرآم ليستكمل مسيرته عائدا إلى المطرانية، وأما أبونا استدار مرة أخرى عائداَ ليبحث عن الأنبا أبرآم ليجده سائراَ فى طريق العودة فسار وراءه إلى المطرانية، وهناك على الباب أسرع وراءه ليأخذ بركته، وهو يقول له : إنه كان يتمنى أن يبيت عنده هذه الليلة، وهنا أمره أبونا الأسقف بألا يعرف أحد شيئاَ من هذه الأمور إلى وقت مماته.
وقد كشفت لنا أيضاَ البارة المتنيحة تماف إيرينى رئيسة دير القديس العظيم أبى سيفين للراهبات عن فضيلة العطاء لمن تنيحح من عائلتها المباركة التى كانت تحتفظ بصورة كبيرة للقديس أنبا أبرآم والتى كانت قتدى بسيرته العطرة فى العطاء .
لقد كان جدها يسمح أن ترافقه البارة تماف إيرينى وهى طفلة صغيرة حيثما يذهب فى عمل الخير، بشرط أن لا تخبر أحداَ بما يفعله وكانت تعده بتنفيذ ذلك " وأما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك ، لكى تكون صدقتك فى الخفاء. فأبوك الذى يرى فى الخفاء هو يجازيك علانية " ( مت 6 : 3، 4 ).. فكانت ترافقه فى الذهاب إلى مكتبه حيث كان تاجراَ للأخشاب ولديه معامل لتفريخ الكتاكيت وفى العودة إلى المنزل. فى العودة كانت تركب معه العربة الحنطور التى كان يملأها بأنواع مختلفة من الخضروات والفاكهة، بالإضافة إلى أظرف مالية وكان يمرعلى البيوت بنفسه وكانت تذهب معه تقرع الباب وبمجرد سماعة حركة سقاطة الباب عند فتحه، كان جدها يضع ما يحمله أمام الباب ويختفى فى الحال دون أن يراه أحد.
وقد كانت والدتها تقتدى بالقديس أنبا أبرآم فى محبة الفقراء جداَ، فكانت تعد طعام للعائلات الفقيرة المستترة وكانت تحرص على القيام بهذا العمل فى الخفاء، فترسل بناتها إما فى الساعة الثانية بعد الظهر أو فى المساء حين يندر وجود مارة فى الشوارع.
ليت الوالدان والكنيسة يحسنون تربية الأطفال، تربية صالحة فى السنين الأولى من حياتهم، فأنهم بلا شكك سيجنون منهم ثمار ما زرعوه ، تعود عليهم وعلى الكنيسة والمجتمع بالنفع. وليت أيضاَ رجال الأعمال وأغنياء العالم خاصة الذين يمتلكون رؤساء أموال تتخطى فى مجموعها أجمالى الناتج القومى لعدة دول مجتمعة والذين يمتلكون مشاريع عملاقة متعددة الجنسيات تتخطى الحدود الدولية الأقتداء بمنهج القديس فى محبته وعطائه للفقراء الذى يؤمن بأنه من يد الله العلى يعطى وأن يشاركوا القديس فى رأس مالهم لصالح أصدقائه وأحبائه من الفقراء .. لتعود عليهم بالعطاء .. ليس عطاء فى الماديات فقط ، بل عطاء فيما هو أهم وهو توفيرأعمال لهم لكى يكونوا منتجين وليس مستهلكين ولكى تمتد أيديهم بالعطاء وليس بالأخذ وذلك بدون تمييز بين إنسان وآخر فى الأسرة البشرية على حسب اللون أو الجنس أو العقيدة أو النسب أو على حسب المستوى الإجتماعى.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :