الأقباط متحدون | الله والإنسان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٠٢ | الثلاثاء ٧ يونيو ٢٠١١ | ٣٠ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤١٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الله والإنسان

الثلاثاء ٧ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: نشأت عدلي
الله خلق الإنسان، أولًا لكي يسعد الإنسان بصُنع الله فيه.. لكي يشاهد الإنسان مدى حب الله له.. وتقديره كخلقته.. يشعر الإنسان بقوة اقتداره.. ويصير الإنسان ملكً لله ويشكره في كل وقت.. يسلِّمه كل حياته.. لأنه هو خالقها.. وهو الذي يستطيع أن يتصرف فيها بكل حكمة لصالح الإنسان.. ولم يكن للإنسان في ذلك الوقت سوى الله.. يحبه ويفكِّر فيه دائمًا.. ويطلبه ليعينه.. كان الله يكلم الإنسان في بداية خلقته له مباشرةً.. ويعلِّمه وصاياه.. وكان الإنسان يتكلم مع الله لأن طبيعة الإنسان النقية كانت تجيز له التحدث مع الله مباشرةً.. لم يكن قد تلوَّث بعد.. وعندما يحيد عن وصية من الوصايا كان عقابه فوري.. كانت بساطة الإنسان الفطرية ترضي الله.. لذا كان يكلِّمه مباشرةً.. وعندما تكاثرت أعداد البشر.. كان الله يختار أكبرهم سنًا وأتقاهم ليحادثه عما يجب أن يفعل هؤلاء البشر الموجودين.. وكل من يخطئ كان ينال العقاب الفوري.. المبادئ الفطرية الصحيحة هي التي كانت سائدة في ذلك الوقت.. وكانت أول وصايا مكتوبة لشعب الله هي الوصايا العشر..

الله خلق الإنسان أولًا.. قبل الوصايا وقبل أن يحدد له المسار الذي يسير فيه وكيفية عبادته الصحيحة. وبتطوُّر العنصر البشري وزيادته العددية واختلافاتهم المتزايدة، وضع الله قانونًا للبشر يسيرون عليه..

كان الإنسان في بدايته يسير بفطرته الطبيعية تحت قيادة الله مباشرةً، ولم يكن محتاجًا لوصايا؛ لأن وصاياه كانت من الله مباشرة، وكان الله يرافق الإنسان في كل خطواته ويبين له الخطأ الذي يعاقب عليه. لذا كان الإنسان يخشى الله كثيرًا ويحبه كثيرًا، ولم يكن يجرؤ على عصيانه لأنه كان يحب الذي أوجده وأبقاه..

الله خلق الإنسان أولًا لأنه أحب الإنسان الذي خلقه.. ثم بعد ذلك خلق العقائد لتزداد محبة الإنسان للآخر، ويعرف الله مدى توافق البشر بينهم وبين بعض عند اختلافها.. ويقرِّر الله هل خلقته تقدّر وتحب خليقته التي أحبها الله؟ وهل هم على محبته ثابتين؟.. ولكن الإنسان أحب عقيدته أكثر من الله الذي وضع هذه العقيدة، وقتل الإنسان أخيه لأجل هذه العقيدة التي وضعها الله لإزدياد محبة البشر وتمجيد أسمه!!

من نحب؟؟.. الدين، أم الذي أسس الدين؟؟.. ولا تقل إنه ليس انفصال ما بين هذا وذاك.. يجب أن نُحب الأصل الذي وضع لنا الأديان.. نقاتل من أجل الله وليس الدين.. ستنتهي هذه العقائد بزوال البشرية يومًا ما.. ولكن سيبقى الله.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :