الى أين أنت ذاهب يا وطنى
بقلم: زكريا رمزي
المتابع لسير الأمور فى الأيام الأخيرة يرى أن المشهد السياسى فى مصر يسوده كثير من الضبابية ، فلا أحد يستطيع التنبؤ بما هو قادم وما المصير المحتوم الذى سنصل اليه فى النهاية ، ولو نظرنا إلى المعطيات التى توجد على الأرض لوجدنا ، أن هناك كثير من المتناقضات فنرى من هو مستريح لهذا المشهد الضبابى ويود أن تزيد الضبابية لأنه وأتباعه هم المستفيدين من هذا التعتيم ، ونراهم يعملون وبخبث من خلف الستار ، ويؤجلون تقديم مطالبهم أو نواياهم الى الرأى العام . ففى أيام الثورة الأولى كان هؤلاء يرفعون مع الشعب مطالبه من حرية وعدالة اجتماعية ودولة مدنية ، وذابوا فى ميدان التحرير بحيث لا تستطيع فصلهم عن باقى فصائل المجتمع ، ثم سرقوا الثورة البيضاء لشباب مصر بل وطوعوها لمطالبهم وأخفوا مطالب الثورة الحقيقية وأظهروا هم مطالبهم حيث أننا نشاهد اليوم تغيير فى مواقفهم حيث أنهم يطالبون باقامة الدولة الدينية صراحة وتطبيق الحدود وكأنهم يتنكرون لكل ما هتفوا به ، يراوغون ويتسللون إلى عقول البسطاء ليقنعوهم بأنهم هم حماة الدين وعلى الناس إتباعهم إذا أرادوا لدينهم النجاة ، وهذا ما ظهر جليا وعلنيا فى أيام الإستفتاء على التعديلات الدستورية ، حيث قالوها صراحة من يصوت ب ( لا ) فهو عدو للاسلام ، ولن يرى الجنة وكأننا نعود لزمن صكوك الغفران ، ولم يتركوا البسطاء من الناس بعد ذلك ولكن أوصوهم بعدم الإقتراب الى أولئك العلمانيون الداعيين الى الدولة المدنية لأنهم ملحدين لا يعترفون بوجود الله وهم أعداء الدين الحقيقيين الذين يريدون اسقاطه حتى يحققوا شهواتهم وأغراضهم الدونية ، لقد إستخدم هؤلاء المتأسلمون مبدأ الغاية التى تبرر الوسيلة فغاية هؤلاء هى إعتلاء المناصب وحين يعتلونها يرسمون حول ذواتهم هالات دينية بحيث يمنع إختراقها لأنها مقدسة ، وقد بدأت هذه الهالات تظهر فمن ينتقد أمثال هؤلاء يكفرونه ويتهمونه بسب الذات الإلهية والأمثلة على ذلك كثيرة ، وأمثال هؤلاء ما هم إلا مجموعة من المتسلقين لا هم حماة دين ولا هم سياسيين والدليل على ذلك إنكشافهم فى حواراتهم مع العلمانيين وعدم القدرة على مجاراتهم لأنهم لا يملكون إلا اللعب على العقول البسيطة فلابد للناس أن تعرف حقيقة هؤلاء الذين إن وصلوا إلى ما يرنون إليه سيدفعون بمن أوصلوهم إلى الهاوية ، وسيستعبدون البشر والحجر حتى أننا سنندم أننا خرجنا من منازلنا وقمنا بثورة . من هنا بدأت أخاف عليك ياوطنى العزيز كما يخاف عليك الكثير من العلمانيون والليبراليون الذين يمثلون الفريق الثانى ، وهؤلاء لا يهمهم شىء سوى مصر يريدون أن يصلوا بها إلى بر الأمان ، إلى مصاف الدول المتقدمة ، يسعون إلى بناء دولة نباهى بها العالم ، ولم يطمع أى من هؤلاء فى منصب أو شىء من هذا القبيل . إنهم روح مصر التى إن بعثت فيها الحياة قامت مصر وأنتفضت ومارست دورها الحيوى على مستوى العالم ، ولو قدر أن ماتت هذه الروح سنجد مصر بين الأموات نطلب من العلى أن لا يقدر لمصر مثل هذا المصير ، من هنا ولخوفى على وطنى الذى لا أملك سواه قررت أن أخوض الحرب مع الفريق الثانى ، حرب تنويرية ، حرب ضد الظلام ، تعالوا لنحطم أوكار الظلام التى تعشش فيها الأفكار الهدامة التى ستنخر البناء وتؤدى إلى إنهياره . أخاف عليك ياوطنى أن تنحدر إلى هوة سحيقة ، فلابد لكل مصرى يخاف على وطنه أن يحافظ عليه ويسلمه لمن يقوده إلى مواكب النور . يا أبناء مصر لا تتركوا مصر تذهب إلى حيث لن نستطيع استعادتها مرة أخرى ، أعرفوا صالحكم وصالح مصر مع من واختاروا الأنسب لهذا الوطن العزيز ، إنها دعوة للثورة على الأفكار التى يبثها أعداء الحياة وطيور الظلام ، دعوة لبناء وطن نتمتع به جميعا ونحيا فيه كما يحيا باقى أقراننا فى كل أنحاء العالم المتقدم
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :