الأقباط متحدون | لحظة من لحظات تاريخ مصر الأسود
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٠٥ | الخميس ٢ يونيو ٢٠١١ | ٢٥ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤١٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لحظة من لحظات تاريخ مصر الأسود

الخميس ٢ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: شريف منصور

لا يمر يومًا دونما يستطيع المؤرخون أن يذكروا أن هذا اليوم من أحلك وأشد أيام مصر سوادًا، حتى يأتي اليوم التالي ويسحق سواد تاريخ اليوم السابق بكل سهولة.

إدارة الدولة المصرية أصبحت إدارة عشوائية، تتغير بتغيير درجات حرارة هواء المتطرفين أصحاب الصوت العالي. القضايا اليومية أصبحت قضايا الغد، و قضية الغد أصبحت نتيجة حتمية لإخفاق الإدارة في التعامل مع مصيبة اليوم السابق.
السقوط اللولبي للإدارة هو سقوط من فقد وعيه بسبب عنف الدوامة التي أسقطت الإدارة نفسها فيها، ممسكة بتلابيب تسحب شعب بأكمله فقد توازنه بسبب طعنات قاتلة في وطنيته.

لقد أماتت ثورة 23 يوليو وطنية المصري، وحولتها إلي خنوع و استسلام كامل للجالس علي كرسي الحكم. وجاءت ثورة 25 يناير لكي تتخلص من الجالس علي كرسي الحكم، وفات على من قاموا بها أن أهم مفقود في مصر هو سلاح الثورة الوطنية هو شعور المصري بالانتماء لوطنه. وأجهزت الإدارة الحالية على روح الوطنية المتبقية بوقوفها متفرجة أمام تعدي السفلة من المواطنين علي المتحضرين منهم، بسبب شيء لا يمت إطلاقا للوطنية المصرية. فماتت بقايا روح الوطنية بسبب الجالسين على إدارة البلاد.
أصبح معيار الوطنية ينحصر في الموافقة التامة علي كل قرارات الإدارة حتى ولو كانت قرارات خطأ. و كأن من وقعت على حجرهم إدارة مصر شعروا في لحظة أنهم المعصومين من الخطأ أولياء على شعب مصر.

بمجرد أن يفصح أحد عن رأيه في قرار من قرارات الإدارة يصبح فورًا عدوًا يستلزم استئناسه أو استئصاله بشتى الوسائل، مستغلين سلطة لم تعط لهم شرعيًا، وأصبحت مثالًا على سوء استخدام السلطة.
وأصبح واضحًا وضوح الشمس، أن الدول الأجنبية التي وضعتها الإدارة في قائمة الدول الأجنبية، هي كل الدول التي تطالب بحق الشعب المصري في تقرير مصيره، بعيدًا عن ديكتاتورية الإدارة. و كأنه خائن من يطالب بحق الشعب المصري في تحقيق رغبته في دولة مدنية لا دينية ولا عسكرية.

على النقيض إن طالب أحد بأن تصبح مصر ولاية سعودية، تأتمر بأوامر آل سعود، لن يزعج هذا الإدارة بل سيعتبرون هذا شيء طبيعي وحق ديموقراطي. وإن طالب أحد بأن مصر تحتذي حذو أي دولة ديموقراطية أخرى في العالم، سيصبح عدوًا لمصر خائنًا. إن رفع أحد المختلين وطنيًا علم السعودية، وأزلت علم مصر، فلن تسحب جنسيتي، وإن رفعت علم موزمبيق سوف تسحب جنسيتي المصرية.

أتمني أن نكون جميعًا مخطأين و أن تكون الإدارة إدارة مظلومة!! ولكن لا يوجد دخان بلا نار. وإن كنت أنا الوحيد الذي يرى هذا التخبط و الانهيار الغير عادي، كنت قلت في نفسي وعن طيب خاطر أنا الغبي الذي لا يفهم لغة السادة القائمين علي الإدارة. وقد أقول أيضًا بسبب تنفسي الهواء النقي في جو ديموقراطي، أصبحت رأسي مشوشة أري الديموقراطية ديكتاتورية، وأرى الشعب هو الظالم والإدارة هي المظلومة. وقد يكون رأسي أصيب بارتجاج في المخ نتيجة تخبطي كل يوم وأنا أترنح من كيل لكمات و لطمات الإدارة بقراراتها الفذة لعقلي البسيط. لأنها قرارات يصعب علي عقلي المحدود فهم ما يأتي به علينا أسيادنا مديري المديرية.

وفي وسط كل هذا مازلت أنظر بكل إعجاب إلى حزم الإدارة مع كل هؤلاء المغرضين عديمي التربية الوطنية من الصحفيين والكتاب المرضى بالوطنية، والديموقراطية. وأقول لهؤلاء الصحفيين ومن ضمن شخصي الغبي خسئتم يا أغبياء، فأنتم دون مستوى الفهم لكي تتفهموا حكمة إدارة مصر الفذة.
كل هذا يعد لحظة من لحظات حياة مصر اليوم. لا تقلقوا ستجدون يومًا أعجب من هذا اليوم أو الغد. كانت أم كلثوم -رحمها الله ورحم أيامها- تخرج لنا رائعة من روائعها مرة في الشهر، واليوم نافستها الإدارة الحالية بنفيسة من نفائسها ودررها 24 مرة في اليوم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :