هي جات فيك
بقلم: مينا ملاك عازر
لا أعرف ما سر خفة الدم الزائدة عن الحد التي تمتع بها الأحباء المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين والأحباء المنتمين لفكر التيار السلفي، كل ما يقولوا حاجة وما تعجبشي الناس يقولوا ييييي هي جات فيك، أنا كنت بأهزر، أنا مش قاصدي أنا مش عارف ليه الناس بتفهمني غلط؟ يعني إحنا الغلطانين والعيب مننا؟!.
الأكادة تلاقيهم بقى يطلعوا في دور المظلومين، الناس متربصين بهم، وبكلماتهم، طب حد يفهمني يا جماعة، الناس دي عاملة حزب وعايزين يشتغلوا بالسياسة، إزاي؟ دي السياسة كل كلمة فيها لها وزن،وبتتقاس بالمسطرة، وبمعننا يعني لازم تبقى عارف كلمتك رايحة فين؟ ما ينفعشي الهرتلة والهطل في الكلام، وبعدين أقول ياه ميش قصدي، هي جات فيك؟ وطبعاً ساعتها أنا أقول له ولا يهمك يا حبيبي كمل كلامك اللي زي العسل، أو المفروض علي أني أقعد أدور على المعاني الطيبة لكلام الإخوان المسلمين والسلفيين بما لا يؤذي مشاعري، ولا يقلقني منهم، وده حل أفضل حتى يخليهم يتفرغوا أكتر للهزار، أقصد للكلام والحوارات والبعبة عن آرائهم، والبعبعة دي شيء مهم موت، بدل ما يقف الكلام في زورهم خليهم يتكلموا ويقولوا كل ما يريدونه.
لكن الخوف كل الخوف إنهم يقطعوا علينا نحن معشر الكتاب الساخرين –هذا إن اعتبرتني عزيزي القارئ من زمرة الكتاب الساخرين، إن قبلت مني وضع نفسي في زمرتهم- لإن الإخوان كده هزارهم حايخلينا نقعد في البيت، والصحف تكتفي بنشر أخبارهم، وكلماتهم المليئة بالهزار، ولا يطلبوا مننا إرسال مقالات ساخرة، مكتفيين بجرعة الضحك المقدمة للقارئ من خلال هزار الإخوان والسلفيين، خاصةً أنه هزار وأخبار غير مكلفة لهم، ولا يدفعون عنها مقابل مادي مثل مقالاتنا.
ومن ثم أناشد قلوب الإخوان والسلفيين الرحيمة، أن يرحمونا من هزارهم، ويبقوا يبصوا قبل ما يتكلموا هما بيخبطوا في مين؟ على الأقل يوفروا اعتذارهم، ويوفروا علينا حرقة الدم، ويضمنوا لنا بقائنا نكتب مقالات ساخرة مطلوبة، وإلا يعلنوا عن أنفسهم ككتاب ساخرين، وندخل معاً في منافسة، ونبدأ نحن الآخرين في إطلاق النكات التي تنتمي لفصيلة نكاتهم المؤذية، كأن نقول لهم من باب الدعابة مثلاً أسكتوا يا أرباب السجون والدمويين ومفجري الفتن، طبعاً عزيزي القارئ والإخواني والسلفي ده هزار من فصيلة هزاركم، أو نقول لكم أيضاً أنتم غير منتمين لمصر بدليل ما قاله مرشدكم السابق "طظ في مصر" أو نقول أنتم ديكتاتوريين، أو نقول لكم ما تسيبوا مصر وتروحوا إفغانستان أو السعودية أو السودان وتريحونا، وما تقطعوش الجوابات أصل الفراق صعب علينا، برضه ونبقى كده مش بايعين زيكم، على الأقل بنقول لكم إبقوا طمئنونا عليكم، وطبعاً كل ده هزار، وما خفي كان أعظم، وبالتالي عليكم أن تكفوا عن هزاركم، أو تتحملوا هزارنا، وإللي يتوجع ما يرجعشي يزعل، ما هو كله هزار، والا نبطل هزار، وتشوفوا لكم حاجة مفيدة تعملونها غير كده؟ سؤال على الهامش هو لو مسكتم الحكم –لا قدر الله- ممكن تفضلوا تهزروا كده مع دول العالم؟ على فكرة تبقى دي مصيبة، لإن ممكن تقوموا حرب هزار برضه، وخلوا بالكم فيه دول في العالم مبدأها التعوير في الوش، مافيش ماعلشي، يعني ما ينفعشي تقول لهم إحنا آسفين كنا بنهزر.
المختصر المفيد يقول المثل الشعبي انصح صاحبك من الصبح للضهر، ومن الضهر للعصر، وإن ما إتنصحشي ضلُّه يا تسيبه يولع.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :