الأقباط متحدون | فى يوم الغضب
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٢٤ | الاربعاء ١ يونيو ٢٠١١ | ٢٤ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤١١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس رؤية
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
١٢ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

فى يوم الغضب

الاربعاء ١ يونيو ٢٠١١ - ٣٥: ١١ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: د. حمدي الحناوي

يعترض الإخوان اليوم على الغضب ويتهمون الغاضبين بأنهم علمانيون أو شيوعيون، يتآمرون لتخريب العلاقة بين الجيش والشعب. ولا غرابة فى هذا، فالإخوان أكبر مستفيد بالثورة؟ رفع الحظر عن جماعتهم، وأفرج عن المحبوسين منهم، وأسسوا أحزابهم، وتبدو الديمقراطية الجديدة ضمانا لتحقيق أهدافهم. وبجانبهم يقف السلفيون وسائر جماعات الإسلام السياسى فى مواجهة سائر القوى الوطنية، وهكذا يبدأ الاستقطاب تمهيدا للحظة فاصلة.
كانت الفتنة الطائفية أول فرصة للاستقطاب، وعلى خلفيتها قال مرشد الجماعة "فليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله". ليس حبا فى الكنيسة بل لتكون "المحلل" الذى يسمح لهم بأن يدفعوا الاستقطاب لأقصى مداه، فتقسم مصر، لتحكم الكنيسة المسيحيين بالإنجيل، ويحكموا هم المسلمين بالقرآن. جائزة كبرى، لا يسمحون بأن يضيعها غضب من محاكمات عسكرية لا تفرق بين الثوار وبين البلطجية، أو إعلان دستورى بقرار منفرد، أو صدور قوانين الأحزاب ومباشرة الحقوق السياسية دون حوار حولها. وبالطبع لا يغضبهم إصرار الإدارة السياسية على إجراء الانتخابات فى هذا المناخ، فهذا لا يتعارض مع مصالحهم، بل ييسر لهم التسلق إلى السلطة.


هنا عنوان ديمقراطيتهم لا نخطئه. لا يحق لأحد أن يغضب قبل أن يستأذنهم، ومن يتجرأ ويفعل فهو علمانى أو شيوعى. وحديثهم عن الدولة المدنية تقطعه تصريحات واضحة من زعمائهم تقول أنهم سيحكمون بالشريعة وتقول لا تصدقوا أى مسلم يقول غير ذلك. وليس لنا أن نغضب لهذا الخطاب المخادع، فمن حقهم أن يحاولوا تجميل خططهم. لكننا سنغضب ولن نخاف من صفة العلمانية أو غيرها. ويحق لنا أن نتساءل إن كان ما يجرى الآن هو ما سبق أن حذرنا منه، منذ قال العسكريون ها قد أسقطتم النظام فعودوا إلى بيوتكم ودعونا نعمل فى هدوء.


لا أتحدث باسم ثوار 25 يناير، فلم أكن من قياداتها، وإنما أتحدث كمواطن رحب بالثورة وشارك فيها بقدر ما استطاع، ليتمتع بحريته ويشارك فى تقرير مستقبل بلاده. أتحدث ولا يهمنى أن نتفق كلنا فى التفاصيل، فالديمقراطية تعطينا جميعا حق التعبير مهما اختلفت توجهاتنا. وقد كان منهج الإخوان العمل على مراحل، لا يستبقون الأحداث، ولا يرفعون مطالب فى غير أوانها، ويسكتون على مضض، لكن لسانهم ينفجر بسقطات تكشف ما فى رؤوسهم.


المؤكد أن الجماعة ليست أكثر منا تقديرا لدور الجيش، لكن ساعة إعلان الدولة الدينية لم تجئ بعد، والسكوت عن إعلانها ليس تنازلا، بل هو سكوت مرحلى. لا نحاسب على النوايا، لكننا نتحسس الطريق ونحاول أن نفهم. هل الغضب يعطل الإنتاج؟ لقد اختار الغاضبون يوم الجمعة وهو يوم عطلة، وهم لا يطلبون أن يترك الناس أعمالهم ويخرجوا إلى الميدان. ويجب ألا يخلط أحد بين مباريات الكرة وبين مظاهرات الغضب.


لم أتعود متابعة مباريات الكرة، لكنى بالصدفة طرقت مكانا يتابع فيه الحاضرون إحدى المباريات. وبدون مناسبة كان المعلق يسخر من الدعوة لمظاهرات الغضب، وملايين تسمعه تحكمها سيكولوجية القطيع. بهذا وبإعلان الجيش والشرطة أنهم لن يكونوا بالميدان، تكتمل الاتهامات الإخوانية. وسواء كانت تحريضا أو تحذيرا، فهى تذكرنا بقول الحجاج بن يوسف للمصلين، "أرى رءوسا أينعت وحان قطافها".

 



والسؤال الآن: ما العمل؟
ردا على هذا السؤال أقول: لا داعى للخوف، فالخوف يشل الإرادة، ولا يجوز الرد على العنصرية بعنصرية مضادة، أو على التعصب بتعصب مضاد. والمعركة الفاصلة لن تكون من أجل الدين، وإنما من أجل الوطن. الدين فى قلوبنا، ووطننا لا نتنازل عنه، والحرية نمارسها ولا نطالب بها، والكرامة أن نغضب مما يثير الغضب.

 

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :