الأقباط متحدون | ثورة إلا حتة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:١٨ | السبت ٢١ مايو ٢٠١١ | ١٣ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٠٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ثورة إلا حتة

السبت ٢١ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: سحر غريب

دخلت على صفحة كلنا "خالد سعيد" أثناء أحداث "إمبابة"، وجدت القائم على الصفحة يطلب الراحة من المتابعين ويستأذن في ألا يكتب الفترة القادمة، أرسلت رأيي في اختياره لهذا التوقيت بالذات ليتنحى، هل هكذا تنتهي الثورات! أيذهب كل إلى بيته ليتغطى باللحاف وينام، ويحلم بمصر أحلى وهو فقط نكش الماء العكر ولم يستبدله بعد بماء نقي رقراق، هل ستتركون لغيركم أن يضع الماء الذي يبتغيه دون الرجوع إليكم، وكأنكم يا مصريين لا تحركتم ولا قمتم بثورة!
أتتركون البلد للتيار الديني ليخربها كيفما أراد وشاء، ويقلب البلد على بعضها البعض، ويتفنن في خلق الفتن، هل قمتم بما عليكم، وحان الآن موعد التنحي حسب التوقيت المحلي للغباء السياسي، ألا تفهمون بأن القادم هو الأهم والأخطر في تاريخ بلدنا؟
أم أنكم لم تتعلمون بعد أن الفعل ليس مهمًا الأهم أن يتخذ هذا الفعل صفة الديمومة والاستمرار.
كنت أتمني أن تكون الثورة قد استطاعت أن تُحدث فارقًا من سلوكيات معظم الشباب، وألا يكونوا مجرد نسخ مكررة ممن تعاملت معهم خلال حياتي العملية، ينشط الشاب من هنا ويتحمس بشدة تجاه أي نشاط، ثم وبعد أن يفتر حماسه تجده يتجه بكامله إلى نشاط جديد ويصب حماسه كله داخله حتى يفتر من جديد، ثم يبحث عن نشاط جديد، وهلم جرا، هو لا يهدأ ولكنه لا يستقر على شط واحد، طائر هائج لا يحقق في الحياة شيئًا، عايش بلا هدف يستقر عليه.

لقد قمنا بثورة ودخلت مصر دور النقاهة بعد عملية قلب مفتوح شديدة الصعوبة، ثم قررت بعض كرات دمها الحمراء - شبابها الغير مُستقر - أن الثورة انتهت وأن مصر أصبحت فتية وتعالجت من مرضها الطويل، وقرروا فجأة أن الآوان قد آن للاتجاه إلى غزة، ولولا ان الجيش وقف ضد هذا التحرك غير المسئول لأصبحنا اليوم نعيش داخل جمهورية مصر المُحتلة والمُختلة عقليًا، التي لا تفهم سياسة ولا تراعي قائمة الأولويات.
مصر لم تشفى بعد مما حدث لها طوال العهد البائد، واقتصادها يعاني من عدم الاستقرار، تعلموا قبل ان يفوت الأوان، ولا تورطوا أمكم الغالية فيما لا طاقة لها به.
إن مشكلة ثورتنا أنها بلا رأس يفكر لها، فأصبح مكان الرأس شاغرًا لأي مغامر عنده حب الظهور، وله أجندته الخاصة التي قد لا تتفق مع أجندة شعب مصر بجميع طوائفه المختلفة، لا تتركوا مكان الرأس شاغرًا كثيرًا حتى لا تفاجئنا الأيام بما لا يُحمد عُقباه.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :