الأقباط متحدون | نحن صانعى الفساد أيضا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:١٣ | الخميس ١٩ مايو ٢٠١١ | ١١ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٩٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

نحن صانعى الفساد أيضا

الخميس ١٩ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: زكريا رمزي
تذكرت مقولة الفنان أحمد زكى فى فيلم ضد الحكومة "كلنا فاسدون " ، لا أعرف لماذا تتبختر هذه المقولة على ذاكرتى الآن ونحن بصدد محاكمة روؤس الفساد ، التى غيبتنا عن الواقع عقود طويلة وبنت امبراطوريتها المحكمة الاركان من الفساد وصنعت فاسدين كبار وصغار ، وأعتقد ان أى منا لابد وانه شارك فى دولة الفساد هذه ، لا يمكن أن يوجد شخص لم يلوث ثوبه بالفساد . وهنا أود أن أنوه على هذه الحقيقة وأنا من المؤيدين للثورة العظيمة التى قامت فى مصر ، لكن يبدو أن الثورة على حافة الهاوية ، تحيطها المخاطر من كل صوب وحدب من الداخل والخارج ، ولا سيما أن رؤوس الفساد الموجودة داخل السجون لها أعوان بالخارج لا تعدم الوسيلة فى التواصل معهم وهؤلاء الأعوان على درجة عالية من الخبرة فى أدارة صنع الأزمات ، كما أن هناك دول مجاورة تساند النظام السابق حتى وهو فى غياهب السجن لا أدرى لماذا ولكن الذى أعلمه أن الثورة فى حالة من المخاض المتعثر جدا ، ولابد من وجود حلول وسريعة لانقاذ الثورة ومولودها مما يحيطها من أخطار ، ولتكن أول هذه الحلول إعفاء الرئيس السابق وأسرته ومعاونيه من المحاكمة مع تنازلهم عن كل أملاكهم فى الداخل والخارج لصالح مصر ومغادرة مصر وعدم العودة إليها مرة اخرى ، بهذا نضمن تجنب شر هؤلاء فى ادارة المؤمرات ضد الثورة ونضمن أموالهم التى نهبوها على مر السنين لصالح إعادة الاقتصاد المصرى ، اقول هذا الكلام وسوف يجد معارضيين كثيريين لكن العقل يقتضى أن نلعب بالورقة الرابحة ، فلن نستفيد شىء اذا قطعناهم اربا وتذهب ملياراتهم سدى ، ومن ناحية ما اقترفوه فى حق مصر فهو لا يمكن حصره لكننا ساعدناهم فى ذلك كل منا شارك فى وضع طوبة فى دولة الفساد ، المدرس الذى اعطى دروس خصوصية والموظف الذى تقاضى رشوة ، والضابط الذى عذب والطبيب الذى اهمل فى علاج المرضى ورجل الدين الذى جامل النظام والمواطن الذى يدمر ممتلكاته ومن قال طظ فى مصر ورفع الحذاء عليها ، ومن قال افضل ان يحكمنى رجل مسلم من ماليزيا ولا يحكمنى قبطى مصرى شارك فى فساد ، ومن حمل المجامر والمباخر فى مواكب هؤلاء فهم فاسدون ويمارسون اليوم دورهم بكل بجاحة ويحملون المباخر للثورة ، ومن ركن وسكت عن الفساد ومثل دور المعارض الثائر بتعليمات من النظام ، ومن هاجر وترك وطنه نهبا لهؤلاء ، ومن باع واشترى فى أقوات المصريين ومن ساهم فى تدمير اجيال باكملها عن طريق انتشار الغش الجماعى فى الامتحانات ، ومن أرتضى أن يأخذ فرصة شخص أفضل منه باستخدامه الوساطة ، ومن ترك الجانى بلا عقاب ومن تغاضى عن تأدية واجبه الوطنى ومن أحب نفسه أكثر من الوطن ، .. نعم كلنا فاسدون ساهمنا وشيدنا دولة من الفساد واكبر دليل على ذلك أن هذا الفساد مازال مستشرى فى كل أنظمة الدولة ، فلك ان تذهب الى اى مؤسسة حكومية الأن ستجد نفس الموظف الذى كان يعطل مصالح الناس هو هو يتحدث بنفس اللغة ويمارس نفس البيروقراطية . لماذا لم ينتهى الفساد بإنتهاء النظام لأننا حاضنين له لا نستطيع أن نستغنى عنه بسهولة فالأم تأتى للمدرس وتقول له غشش العيال فى الامتحان علشان ربنا يباركلك ، إنها فعلا دولة الفساد وكل شخص فيها عضو فى فريق الفساد ، لا أقول هذا لكى أدافع عن النظام السابق مطلقا أقول هذا لكى نقف على الحقيقة الغائبة عن أعين الجميع أو التى لا نحب ان نراها ، اقول ذلك لأننا يمكن ان نبنى دولة فساد أخرى ونحن لاندرى فالبناء على البيت المهدم يقوض الأثاث ، فلينظر كل منا الى نفسه ويطهرها من كل ما ألم بها ، ليحاكم كل منا نفسه ويعطيها الحكم الذى تستحقه بقدر ما مارسه من فساد ، لنحرق الفساد الذى بداخلنا لأننا لو أبقينا على بذوره فسينبت من جديد ويكون فى هذه المرة اقوى واشد . اناشد كل من شارك فى الثورة او لم يشارك فلنعترف باننا مشاركين لهؤلاء فى فسادهم ولا نجعل من أنفسنا ملائكة .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :