حرب الشوارع
بقلم: ميرفت عياد
نظرت والخوف بعينيها.. تتأمل فنجاني المقلوب.. قالت ياولدي لا تحزن.. فالغلب عليك هو المكتوب.. فالغلب عليك هو المكتوب.. مع اعتذاري للعندليب الأسمر "عبد الحليم حافظ"، الذي لو كان يعيش هذه الأيام، لتأكَّد له أن الغلب وليس الحب، أصبح هو المكتوب على البشر..
والحقيقة، لا أقصد هنا الحب بمعناه الضيق بين الرجل والمرأة.. والذي تم تحريمه في أيامنا الغابرة هذه.. حيث أصبح قلة أدب وفجور.. ولكن أقصد الحب بمعناه الأشمل والأوسع، وهو حب جميع البشر..
القلب الذي يحب الخير والسعادة للجميع لم يعد موجودًا بعد، وتم استبداله بقلوب حجرية لا تعرف غير القسوة والعنف وقنابل المولوتوف.. نعم، فلم تعد أيادينا تقدِّم الورود.. بل أصبحت تلقي الحجارة..
لأول مرة في "مصر" عبر تاريخها الطويل.. وحضارتها التي أبهرت العالم.. تعرف حرب الشوارع.. فمن موقعة الجمل إلى موقعة الخبل "يا قلبي لا تحزن"..
كلها مواقع دامية كئيبة غير إنسانية.. تدل على أننا أصبحنا شعبًا همجيًا يمتلك ثقافة القطيع.. وننساق إلى العنف.. ونصوِّب فوهة بنادقنا إلى صدور بعضنا البعض.. دون أن نمنح أنفسنا لحظة تفكير في منْ المستفيد من هذا كله..
ومما يثير الدهشة، إنه في الوقت الذي نصلح فيه بين حركتي "فتح" و"حماس" المتنازعتين منذ سنوات طويلة.. ونوحِّد صفوفهم ونؤلف قلوبهم.. نشق وحدة صفنا بحروب أهلية مريضة.. وفتن طائفية بغيضة.. تُضعف من قوانا وتملِّك منا أعدائنا الحقيقيين..
وهنا أصرخ بعلو صوتي.. استيقظوا أيها المصريون، لم يعد لدينا الوقت لنهدره في تلك الحروب الجانبية التي لا طائل منها غير تدمير أمن واقتصاد بلادنا..
استيقظوا أيها المصريون؛ لأنه لو استمر الوضع على ما هو عليه.. سنفقد مطالبنا التي أعلناها واضحة وصريحة في ثورتنا المجيدة.. فلن نرى عدالة اجتماعية.. أو كرامة إنسانية.. أو حرية رأي وتعبير.. ستتضاعف أعداد البطالة التي ستنهش قلوب المصريين.. وتقودنا إلى مصير مظلم وحالك وفساد أكبر مما كنا فيه..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :