الأقباط متحدون | المتطـرفون الجدد‏: أفكارهم الشريرة تشعل نيران التعصب !‏
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٢٣ | الاثنين ١٦ مايو ٢٠١١ | ٨ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٩٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

المتطـرفون الجدد‏: أفكارهم الشريرة تشعل نيران التعصب !‏

كتب: أحمد فرغلي-إيلاف | الاثنين ١٦ مايو ٢٠١١ - ٤٥: ٠٩ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

لقد كانت مصر وثنية في العصور القديمة‏,‏ ثم تنصر أغلبها‏,‏ فهل يقول الوثنيون المصريون لمن تنصر‏:‏ انك فقدت وطنك بتنصرك؟ ثم أقبل الإسلام‏,‏ فدخل فيه جمهور المصريين‏,‏ فهل يقال للمسلم‏,‏ انك فقدت وطنك بإسلامك؟‏!‏

ما هذا الكلام؟! إن علينا أن نرأب كل صدع, ونطفيء كل فتنة, لكن ليس علي حساب الإسلام والمسلمين وليس ـ كذلك ـ علي حساب الجمهور الطيب من المواطنين الأقباط.. وما نرجوه هو أن يكفينا العقلاء مئونة هذا المخطط الذي لا يطاق. برغم أن هذه الكلمات كتبها الشيخ محمد الغزالي رحمه الله ـ قبل سنوات طويلة إلا أن هناك بعض العناصر المتشددة سواء من المسلمين أو المسيحيين يقفزون علي كل الأعراف والأديان والتقاليد الوطنية ويصدرون أفكارا ما أنزل الله بها من سلطان محاولين قطع جسور المودة بين أبناء هذا الوطن ببث بعض الأفكار أو الشائعات الشريرة غير مدركين أن الوطن هو الذي يصنع هوية الإنسان ويمنحه نعمة الانتماء.. ولعل السؤال المطروح الآن.. سواء أمام ماسبير أو في أي مكان آخر هل يمكن تسمية هؤلاء المؤججين لنيران الفتن والتعصب بالمتطرفين الجدد؟! ولعل السؤال الصعب هل يضع هؤلاء المتطرفون أقدام البلاد الآن علي أعتاب الحرب الأهلية أم أن مصر قادرة بحق علي تجاوز المأساة؟

مصدر القلق الآن ليس حركة سياسية أو جماعة متشددة, بل حفنة وخليط من البشر يمكن أن نسميهم المتطرفون الجدد المنتشرون في بقع كثيرة بالقاهرة والاسكندرية والدلتا حتي أقصي الصعيد, هؤلاء الناس لديهم براعة في اشعال النيران سواء بقصد أو عن غير قصد, وربما يكون بينهم الجاهل والعاطل أو الباحثين عن دور المدعين التدين المبني علي جهالة سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين, وربما أيضا يضاف إليهم بلطجية الحزب الوطني الذين انعدمت ضمائرهم, ومنهم الذي أقدم علي قطع أذن أخيه في المواطنة متسلحا بمنتهي الغباوة ولعل من خرج في أحد البرامج الشهيرة ـ نقلا عن أحد الفيديوهات ـ شاهرا لحيته متوعدا بحرق كل كنائس امبابة حتي يصبح رجلا, ومن قبله أطلق شاب مسيحي الرصاصات الحية بزعم الدفاع عن الكنيسة, لتتوالي النيران المدوية ويسقط الشهداء ومئات الجرحي فيما عرف بفتنة امبابة.

كل هؤلاء هم المتطرفون الجدد.. هل فقدوا الذاكرة فلم يعرفوا حدود مكانهم من التاريخ والجغرافيا علي أرض هذا البلد وكل الذي عرفوه كيف يثأر كل منهم لجهله وحماقته ـ ظنا منه أنه يثأر لعقيدته ـ والعقيدة والدين منه براء؟.
هذا الوضع الكارثي أسس له آخرون ربما كان لديهم حسن نية, فبعض الأقباط الذين كانوا يحتجون لايجاد حل لمشكلاتهم لم يدركوا خطورة التوقيت ولا حسن اختيار الزمان والمكان.. كما أن الشيخ حافظ سلامة وغيره من مجموعات السلفيين لم يدركوا أيضا خطورة ما فعلوه أمام مسجد النور, وكذلك من يعتصمون أمام ماسبيرو, هل يعرفون من يقف بينهم ومن يهتف وماذا يقول ولمن؟!

هل هناك توصيف حقيقي لما يحدث الآن وكيف يمكن توصيف هؤلاء المخربين الجدد مع كل التقدير لأصحاب المطالب الحقيقية في كل مكان؟ حاولت أن أجد اجابة لدي أحد العقلاء من المفكرين فطلبت من المستشار طارق البشري المفكر والكاتب أن يوصف هذه الظاهرة ففاجأني البشري بأنه مشغول بدراسة هذه الظاهرة منذ ثورة25 يناير وأنه يرفض فرز المواطنين المصريين فيما بين مسلم ومسيحي ويرفض أيضا أن يعتصم الأقباط أمام الكنيسة والمسلمون أمام المساجد أو حتي أمام أي جهة في الدولة لكن لا مانع أن يعتصم مصريون لهم مطالب مشتركة ويلقي البشري بالتبعة علي الاعلام الذي يلعب دورا خطيرا في تغذية مثل هذه المشاعر, لكن يجب علي كل العقلاء أن يتنبهوا فورا إلي خطورة هذا الفرز وتلك التقسيمات خاصة أن هناك من يعملون علي إذكاء روح التطرف.في سنوات سابقة ارتبط التطرف بالجماعات الإسلامية المتشددة التي دفعت ثمنا غاليا لتشددها, وكانت هذه الجماعات تمارس كل أشكال العنف ضد النظام ورجاله لكن أن يظهر الآن من يطلقون رصاصات الموت أو التخوين أو حتي الاتهامات الجزافية كيف يراه الدكتور ناجح إبراهيم ـ أحد قادة ومؤسسي الجماعات الإسلامية؟ هكذا سألته؟ أجابني الرجل الذي قضي أجمل سنوات عمره بين جدران الزنازين ثمنا للتطرف.. فقال: الذي يحدث الآن فوضي خلاقة ويظن البعض ـ وهذا خطأ ـ أنها حرية لأنها تفتقر إلي المسئولية, وهذا في تقديري نوع خطير من التطرف بل أخطر من تطرف الجماعة الإسلامية, لأن الجماعة الإسلامية كانت ضد النظام الفاسد الظالم, ولم تكن ضد المواطنة ولا الشعب, ورغم ذلك كنا أول حركة تعترف بأخطائها وتصوب نفسها ولم ننسب الخطأ الذي ارتكبناه إلي نظرية المؤامرة لكن الذي يحدث الآن يعد من الأخطاء الجسيمة فهناك تطرف مسيحي واسلامي ظهر بقوة بعد25 يناير والسبب يرجع إلي غياب الخطاب الوسطي وفي ظل تسيد البلطجة وعدم وجود الأمن تفشت مرة أخري نظرية المؤامرة وظهرت فزاعات جديدة يمارس المتطرفون الجدد ما يحلو لهم تحت غطائها والسبب لذلك من وجهة نظري والكلام لناجح إبراهيم ـ اننا انتقلنا

من حالة طغيان الأمن الكامل إلي غياب الأمن تماما, فقديما وقبل25 يناير كان الأمن يقهر الناس أما الآن فالناس يقهرون الأمن, وخاصة فئة البلطجية والمسجلين خطر فهؤلاء كانوا صناعة أمنية لا أحد يلومهم الآن عندما يمارسون التطرف بأي نوع سواء التظاهر أو القتل أو الاشتراك في موقعة الجمل وخلافه, ولذلك فكان يجب علي الناس وتحديدا شباب الثورة أن يتحكموا جيدا في عمليات التظاهر. بدليل أن ميدان التحرير لم ينجح أحد في اختراقه بسبب لجان التفتيش التي نظمها شباب الثورة لحماية الميدان وعندما توقفت هذه اللجان ظهر الفكر المتطرف لكي ينسف كل شيء في ليلة جمعة المحاكمة والتطهير لولا ستر الله.
وباعتباري صعيدي الأصل فقد أبلغني مقربون لي في بلادنا بالصعيد بأن هناك متظاهرين جاءوا بالأتوبيسات في أكثر من مظاهرة مسلمين ومسيحيين وعلمت بأنهم كانوا يأخذون مائة جنيه في اليوم وهذا يعني ان هناك تنظيمات متطرفة تقود هذه المسألة وتديرها وهذا سوف يعيد البلاد إلي الخلف. فأنا شخصيا ضد السماح بالتجمعات أمام دور العبادة ومبني ماسبيرو, وعلي هؤلاء أن يقدموا مطالبهم إلي الحكومة والمجلس العسكري وينشروها في الاعلام ثم يعطوا فرصة لهذه الجهات.

> وهل هناك تطرف مسيحي؟ وما ملامحه؟
>> التطرف المسيحي موجود منذ سنوات ويقوده بعض المسيحيين المتشددين وهؤلاء مثلا يرفضون فكرة انتقال مسيحية أو مسيحي إلي الاسلام ويدفعون بفكرة العكس المعروفة باسم التبشير ولكن أمن الدولة كان يقف حائلا دون ظهور هؤلاء حتي لا تدخل البلاد في بحر الفتن وهؤلاء هم الذين كانوا وراء تدويل قضية كاميليا وعبير وغيرهما. نحن من أصل عرقي واحد برغم الاختلاف الديني هكذا بادرني سمير مرقص عضو المجلس القومي لحقوق الانسان واصفا ما يحدث الآن بأنه نوع من التناحر القاعدي الذي ينتشر بسرعة النار في الهشيم نتيجة لشائعة ما وقد بدأ هذا التناحر يظهر عقب حادثة العياط في عام2007 ثم تكرر في أحداث كثيرة كان أبرزه قبل الثورة حادث كنيسة العمرانية وبعدها أطفيح وامبابة وخلافه, أيضا يتكرر ذلك عند الإخوة المسلمين, حيث يحدث توظيف للدين واستدعاء تفسيرات تقول بأن الأقباط أهل ذمة وليسوا مواطنين لهم كامل الحقوق وهذا الترويج يزيد من حالة الصراع الذي يتحول إلي عنف وفي هذه المجتمعات يتحول الدين إلي نوع من أدوات الدفاع عن الهوية والوجود وكأنه الملاذ أو الملجأ من كل شيء حتي الأخطاء الشخصية, فتجد شخصا مثلا لا يصلي ويمارس الكذب أو الظلم وفي هذه الأحداث يرفع المصحف أو الصليب. وعندما تفكر في أحوال هؤلاء الناس ـ والكلام مازال لسمير مرقص ـ تجد أنهم ضحايا بمعني أنهم يجدون من يحتويهم أو يأخذ بأيديهم ويستوعب أفكارهم بالحكمة والقدوة وبالتالي فيجب أن نعيد هذه الظاهرة إلي منظور المجتمع وليس إلي منظور التطرف الديني المسلم أو المسيحي لأن الدول في منعطف التمييز والتقسيم كارثة والأفضل لنا أن نبني مصر معا وبيد واحدة الآن وأن يطرح كل مصري فكرته بالطريقة التي يفضلها وليس فرضا علي الآخرين, وكون البعض يظن أن المسألة سوف تنتهي باصدار قوانين أو بناء كنائس وخلافه فهذا ليس صحيحا لأن هذا يمثل الجزء الفني من المشكلة وهو لا يكفي لأن الأهم منه يتعلق بنظام التعليم والثقافة المشتركة والتاريخ الواحد الذي يستوعب مرقص وأحمد بكل الهدوء والسلاسة دون استدعاء الأفكار المتطرفة وبدون الدخول في تفاصيل العقيدة واعتبارها خطا أحمر يمس الأمن القومي للبلاد ويجب أن يجرم عليه القانون حتي نتمكن جميعا من حماية البلاد وعودة التلاحم الحقيقي بعد دراسة كل الأسباب ومعالجتها. وجهة نظر سمير مرقص أعادتني إلي اعادة قراءة كلمات مكرم عبيد باشا ـ المصري البار وأحد أبطال ثورة1919 عندما كتب عن مصر والمصريين فقال: نحن مسلمون وطنا, ونصاري دينا.. اللهم أجعلنا نحن المسلمين لك, وللوطن أنصارا... واللهم اجعلنا نحن نصاري لك, وللوطن مسلمين.. هذا كلام رجل فهم معني المواطنة والديمقراطية مبكرا..

> لكن الذي لا يفهمه الكثيرون لماذا تنفجر المشكلات بقوة آلان؟ وهل هناك تفسير لدي المفكر والسياسي جمال أسعد عبدالملاك؟ أجابني.. أول سبب أن المشكلة القبطية لها ظروفها المتراكمة داخل العقل الجمعي القبطي ولها ظروفها وأسبابها وقبل عام1980 كان الأقباط متمركزين حول الكنيسة حتي تم توزيع الأراضي وحصل بعض الاقباط الذين كانوا يعملون لدي السلطات علي مساحات من الأراضي وبعد ثورة1919 أصبح لهم ثلاثة وزراء في حكومة سعد زغلول في عام1924 بعد أن كان لهم وزير واحد واستمرت الأمور حتي جاء عصر أنور السادات وحدث الصراع العنيف بين أنور السادات والبابا شنودة وفي تقديري أن هذا الصراع هو الذي أسس لما نحن فيه الآن وبرغم أنه لم يكن هناك حديث معلن عن مشاكل الأقباط إلا فيما ندر فقد ظل هناك تاريخ موروث, وظلت المشاكل تتفاقم ويتوسع اهتمام الاقباط بمشكلتهم ومع تغيب الدولة كان هناك علاقة غير شرعية بين النظام والقيادة الكنسية فكلاهما يتبادل المصلحة وتأييد حول الانتخابات ومواقف الحكومة ومجاملات في مقابل عدم تدخل النظام في شئون الكنيسة, وهنا في تقديري تنازلت الدولة عن مصلحة مواطنيها الاقباط فلم تهتم بحل المشاكل وتركتها للتوازنات وتزايدت التوترات شيئا فشيئا حتي تحولت إلي فتنة طائفية.. وفي ظني أن المشكلة الآن لها ثلاثة أبعاد فهناك محرضون علي التطرف وهناك أرضية خصبة للتطرف ثم نأتي إلي أشكال التطرف تلك هي ثلاثية المناخ المتطرف الذي يعبث في مصر الآن, فالارضية موجودة منذ مئات السنين وقد بدأت الأصوات الخارجية تستغل هذه المطالب ومن ثم إرتفعت الأصوات مدعية مصلحة الاقباط والوطن وهي تنفذ أجندات خارجية, وذلك لأن الورقة القبطية هي الأهم والأبرز لتنفيذ المخطط الأستعماري في المنطقة.
>بصراحة من العملاء من الاقباط الذين عملوا علي إذكاء هذه النزعة؟

>>أجاب جمال أسعد: أولهم أقباط المهجر الذين أخذوا قضية الدفاع عن الاقباط تجارة ومصدرا للاسترزاق سواء ماليا أو إعلاميا وهم أول من لعبوا بورقة التدخل الأجنبي وأمريكا ساندت ذلك وباركت باصدار وثيقة الحريات الدينية ثم اصدار قانون الحماية الدينية الذي حددت فيه16 عقوبة علي الدول الذي تضطهد الأقليات وحددت التدخل الامريكي بوجود أقلية دينية واضطهاد منظم من جانب الحكومات, وهنا سعي عملاء هذه الأجندة إلي الحديث عن الأقلية الدينية رغم أن القانون المصري لايفرق بين مسلم ومسيحي في أي شيء, أيضا تقدم الأخ ممدوح رمزي ببلاغ إلي النائب العام لادانة الحكومة ليس كرها فيها ولكن لاثبات ذلك قانونا.
حاولنا في هذا التحقيق أن ندرس القضية من منظور مختلف وأن نضع أيدينا علي مواطن الخلل أملا في يقظة ضمير الباحثين عن الجنة بين جثث الأبرياء.. وكفاهم تطرفا الآن حتي لاتدخل البلاد في متاهة أخري لايعلم مداها إلا الله.. ومهلا حتي تهدأ الأحداث ويلتقط الوطن الجريح أنفاسه.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :