الأقباط متحدون | العودة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٣٣ | الأحد ١٥ مايو ٢٠١١ | ٧ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٩٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

العودة

الأحد ١٥ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
أنا طبعًا مع عودة الزمالك لمستواه، وأرفض عودة الدرع للأهلي، وأتمنى عودة مسابقة "كأس مصر" لتكن أمل للزمالك إن خسر الدوري، وكنت أنتظر عودة ميدو للزمالك ليشكِّل ثنائي مع "عمرو زكي" على دكة الاحتياطي، وانتظرت عودة اليهود لأرض الموعد، فعادوا رغم أنني يومها لم أكن على قيد الحياة، وأبي نفسه لم يكن قد تم خمس سنوات، لكنهم عادوا بدون وساطة دولية فكان يكفيهم النكبة العربية.


المثير في الموضوع أن النكبة كانت للعرب، ومن يتألم لها المصريون فقط! ولا أفهم لماذا كانت الخسارة لأربع جيوش تقريبًا؟ ناهيك عن الفدائيين في 15 مايو 48، لكن المصريين وحدهم من يتحملون وزر الخسارة للآن، فتستمر الحرب في 56، ومن بعدها النكسة في 67، ويأتي التحرير في 73، ونتفاوض ويقاطعونا، ويتفاوضوا ونساندهم، ويتصالحوا، ونتظاهر لأجلهم، وتبقى "مصر" هي الأم، وهم الأبناء العاصين.


وليست المشكلة عزيزي القارئ في أن "فلسطين" كانت أرض بلا شعب، واليهود كانوا شعبًا بلا أرض، لكن الحقيقة أن "فلسطين" كانت أرض بلا دولة، واليهود كانوا دولة بلا أرض، هذه هي الحقيقة السياسية، فتفاوضت الدولة مع الدول العظمى وأخذت الأرض التي بلا دولة، ولم تستطع الدول العربية كلها تحرير الأرض، وبقت الأمور هكذا..


وكانت "بريطانيا" من وراء "بلفور" الذي وعد وعده الشهير في 1917، والمعروف بـ"وعد بلفور"، فكان وعد من لا يملك لمن لا يستحق، ولم يستوعب العرب أن هناك وعد، ولم يتهاون اليهود في تنفيذ الوعد، فكسبوا الأرض، وخسر العرب الحرب بعد ثلاثين سنة من الوعد، والتاريخ لا يرحم من لا يتعلم منه، والجغرافية لا ترحم من لا يقدِّر دلالاتها، والفلسفة في عقول الفلاسفة، والسلاح لم يزل بيد المتوحشين، والدم لا زال يصرخ، والغريب أن من يسفك دماء المصريين في "مصر" يرفض سفك دم الفلسطينيين في "فلسطين"! وكأن دماء الفلسطينيين "دماء"، والدماء إللي في مصر "مَيَّه"، فلا تتضايق عزيزي القارئ إن رأيت علمًا يُحرق، فمن الأفضل حينها أن تتذكر قلب كل أم حُرق على ابنها، فحرق القلوب لا يقدِّره إلا العُشَّاق، وحرق الأعلام لا يفعله إلا السفهاء، والصراخ لا يجيده إلا الضعفاء..


عزيزي القارئ، ها المقالة قد قاربت على الانتهاء، فمن الأفضل لي ولك بدلًا من أن أُطيل عليك بكلمات وأضايقك، أن تشغل موسيقى هادئة، وتغمض عينيك قليلًا، وتحاول أن تنسى أن هناك شيء يضايقك.. نعم، انسى حتى المدام وانظر للسقف، وتذكر أن العودة للأرض أهم من عودة الروح، ولا تصدِّق أن الزمالك خسر الدوري، فكما أن الرصاصة لازالت في جيبي، كذلك الدوري لازال بالملعب.


المختصر المفيد، المهم لعودة الحقوق أن تكون هناك حكومة ودولة تسعى لاستعادتها.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :