الأقباط متحدون | الحق والعدل
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٥٥ | الاثنين ٩ مايو ٢٠١١ | ١ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٨٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الحق والعدل

الاثنين ٩ مايو ٢٠١١ - ٥٨: ٠٣ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: أنطوني ولسن

الحق والعدل والمساواة قوانين سماوية، والمفروض أن يعرفها رجال كل الأديان السماوية، وغير السماوية. الحق والعدل والمساواة ليسوا بحكر لأحد بل هم لكل البشر في أي مكان على الأرض.
عرفت ذلك بعض الشعوب وطبقته، وشعوب أخرى نايمه في العسل نوم و لا يريدون الإستيقاظ إلا لتناول وجبة فكرية دينية يعدها لهم رجال الدين الذي يستغل البعض منهم مكانتهم بين الناس فيقوموا بتسميم أفكارهم ضد الأخر شقيقه في الوطن، وفي بعض الأحيان يفعلون ذلك " رجال الدين " رغبة في إرضاء حاكم ليتثنى له الحكم المطلق فيلتهي الشعب في كل ما يسمعه من رجال الدين حتى لو كان ما يسمعه فيه فتنة تضر الوطن الذي هو للجميع.فماذا يحدث ؟؟!!
طبيعي تتوترالعلاقة بين أبناء الوطن الواحد وقد تحدث أحداثا قد تصل إلى حد القتل وسرقة وحرق مساكن أو محلات أو حتى دور عبادة الأخر الجزء الذي لا يتجزأ من الوطن حتى لو إختلف عنه في الدين أو العقيدة أو المذهب، وربما اللون أو الجنس.
كل هذا يحدث في مصر قبل ثورة الشباب في الخامس والعشرين من يناير هذا العام 2011 والتي ظننا أن الأمور ستستجد عليها أمور بعد الثورة تغير الفكر المعادي للأخر المسيحي في مصر إلا أننا وجدنا الوضع قد إزداد سوءا وتحول إلى نوع من البلطجة غير المستحبة خاصة إذا كان يقودها رجال دين وبأسم الدين.
فئة جديدة قديمة طفت على سطح الأحداث وبدأت تفرض نفسها فرضا بعد أن كان وجودها ليس له ذلك التأثير على ساحة الأحداث التي تمر بها مصر في هذه الفترة التاريخية العصيبة الدقيقة، والتي سيتحدد عليها مصير البلاد إما أن نكون، أو لا نكون.هذه الفئة تعرف بالسلفيين والتي تؤمن بالسلف الصالح الذي يجب أن تسود صفاته وتراثه وقوانينه الإسلامية المجتمعات والبلاد الإسلامية.
الحقيقة أن العالم أجمع في أشد الحاجة إلى السلفية التي تعني ما كان عليه أجدادنا وجداتنا من أخلاق حميدة، يسودها المحبة والتآخي بين أبناء البيت الواحد والوطن الواحد ،ولا فرق بين أعجمي وعربي إلا بالتقوى، وهذه التقوى كانت موجودة بين جميع شعوب الأرض على مختلف أديانهم ومعتقداتهم، ولم يكن بين أصحاب دين دون أصحاب دين آخر. بل الكل يرغب في العيش بسلام وتناغم ومحبة.
نعم العالم يحتاج إلى جرعة ولو صغيرة من تلك السلفية التي افتقدناه، وتكاد أن تكون قد ضاعت وطوتها مطالب هذا العصر المادي، والذي ضاعت أو كادت أن تضيع منه الروحانيات وسط هذا الخضم الهائل من التقنيات التي قادت الإنسان إلى الهلاك بدلًا من إسعاده وتعميق الروحانيات التي أسعدت الأباء من قبل. لكن هذا ما وصل إليه العالم وقليلون هم من حافظوا على الروحانيات التي تظهرها الأخلاقيات والتي تبينها العلاقات العامة بين الناس بعضها مع بعض..
لكن سلفيات السلفيين المصريين -ولا دخل لي بهم خارج مصر- لا أظن أنهم يدركون خطورة ما يفعلون. مصر الآن تمر بمرحلة نكون أو لا نكون. ولكي نكون ويكون لنا وطن نعتز به ويعتز بنا، يجب أن ندرك جيدًا أن هذا لن يحدث إلا بتضامن أبناء مصر جميعًا لنكون قلب رجل واحد لنأخذ مكاننا بين الدول المتقدمة، والتقدم هنا أرجو ألا تترجموه إلى الإباحية والتبرج وعدم الاهتمام بالوطن. إنما التقدم بالعمل المشترك يدًا بيد، بالحب الذي جمعنا يومًا وأخشى أن تترجم كلمة الحب إلى الجنس. لأن الحب دائم، أما الجنس فهو شهوة ثواني أوحتى دقائق وتزول.
ركز العالم العربي الإسلامي على المظهر الخارجي كعلامة على التدين وأصبحنا أمم متدينة جدًا جدًا جدًا ومع الأسف ازداد الفساد بجميع أنواعه جدًا جدًا جدًا، ومن يكذبني ينظر إلى ما وصل إليه حال العالم العربي الآن... فساد فساد من ساسه لراسه كما يقولون. لا يوجد حاكم واحد غير فاسد، لا توجد حكومة واحدة غير فاسدة، لا يوجد إنسان غير فاسد إلا واضطهد ولا يوجد مكانًا له في وطنه وبلده. فماذا فعل تديننا الظاهري على المستويين، الحكومي والمجتمع؟ الإجابة لا شيء بل أن التدين الظاهري استغل أسوأ استغلال والعالم يعرف ويعلم ولا يبالي لأننا ارتضيناه لأنفسنا. وهذا مع الأسف ما يجب أن ننتبه له خاصة أن أخوة الوطن من السلفيين يريدون ليس فقط التدين الظاهري، بل والتحكم في المظهر للجميع ومن يخالف بغض النظر عن دينه أو مذهبة يقع تحت الحد. والأكثر غرابة هددوا بإلقاء ما يشوه وجه المرأة. الشيء المقزز حقيقة ما يشاع عنهم أنهم يريدون تميز "النصارى" المسيحيين بقطع أذن الرجال كما فعلوا مع مدرس أسيوط.
حرقوا كنيسة في صول وهجَّروا آلاف الأسر المسيحية، وقفوا ضد تعين محافظ مسيحي في قنا ولم يعيروا اهتمامًا لا لوزير ولا لرئيس وزراء وسامحوني ولا للأعلى للقوات المسلحة. خسرت مصر آلاف الجنيهات، ولم يهتموا بذلك. لكنهم استجابوا للدعاة والمشايخ لإعادة الحياة مرة أخرى لقنا، مع التمسك بعدم قبول المسيحي محافظًا لقنا.
وازداد طبلهم (السلفيون) وزمرهم في حكاية أختنا كاميليا وأختنا وفاء إللي طالعين فيها.
مظاهرات وهتافات ضد البابا في العباسية أمام الكاتدرائية، يطالبونه بإطلاق صراحهما وكأنهما مسجونتان ولا أحد يتحرك من المسئولين ليوجههم الوجهة الصحيحة، إذا كان لهم حق المطالبة لأخوات مسلمات مسجونات في الكنائس والأديرة، بالتوجه إلى النائب العام، هو وحده الذي له حق معرفة أين تقيم كل منهما، بالبحث عنهما في محل إقامة كل منهما، وإحضارهما إلى النيابة العامة لمعرفة الحقيقة، وسيبونا من شغل اللبط والبلطجية البلد فيها حكومة وفيها قانون. دا إذا كان حقيقة، وواقع إن فيها حكومة وقانون بالفعل. وإلا ما حدث ويحدث على أرض الواقع.
اللبط والبلطجة أصبحتا السمة السائدة في الشارع المصري، ومعنى اللبط هو المطالبة أو الإصرار على المطالبة بما هو ليس حقيقي وواقعي، وبدون إثبات ما تطالب به. والبلطجة جاءت من كلمة "البلطة" وهي نوع من رأس حديد مسنون يوضع داخل يد خشبية قوية استخدمها جيش "محمد علي" المصري لتتقدم فرقة حاملي البلط الجيش لتطهير الأحراش حتى يتثنى للجيش التقدم، وعرف بمن يقومون بهذا العمل بالبلطجية، وكأي اصطلاح استخدم في الماضي لمعنى معين مع مرور الزمن تطور وتغير معناه إلى معنى مغاير ومختلف مثل كلمة "البلطجية" وقد يكون التغير قد تم بعد وجود فئة "الفتوات" التي كانت تفرض إتاوات على الأغنياء لتصرفها على الحرافيش فقراء الحارة والحي، فظهرت فئة البلطجية لتدعي بالباطل أنها صاحبة الحق في السيطرة على الحارة والحي، وفرض الإتاوات التي ترتضيها، ومن الطبيعي لم تكن تصرف على الفقراء الحرافيش.
اللبط والبلطجة هذه الأيام بدأتا كظاهرة واقعة ملموسة في المجتمع المصري، مثلا موضوع "أختنا كاميليا وأختنا وفاء وغيرهن" المطالبة بإعادتهن إلى الإسلام بحجة أنهن أسلمن وأجبرن بعد ذلك إلى العودة إلى المسيحية، وقد تم حبسهن في الأديرة والكنائس، واضح أنه موضوع لبط في لبط، فلم تسلم أختهم كاميليا ولا أختهم وفاء بل بقيتا على إيمانهما المسيحي، وقد أظهر الأخ رشيد غيرته على الوطن مصر بالرغم أنه غير مصري، فقام بإجراء لقاء مع السيدة "كاميليا شحاتة" وزوجها القس "تداوس سمعان" ولمدة ساعة كاملة، وبطريقة يحسد عليها فقد أحاط الموضوع بدائرة كاملة من الأسئلة، التي قد يفكر فيها أي إنسان مصري مسلم أو مسيحي. وظهرت الحقيقة من فم صاحبة الشأن وزوجها. وقد يسأل البعض على أنها لم تفصح أين كانت بعد أن تركت بيت الزوجية؟ وطبيعي أنها لن تفصح عن ذلك على الهواء خشية وقوع مكروه لمن قضت عندهم تلك الفترة.
أما الذي قام به السلفيون من مسيرة إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ما هو إلا نوع من البلطجة، لأنه مطالبة مغلوطة لا أساٍس لها من الصحة. ومع الأسف تكرر هذا الموقف مع "عبير" المسيحية التي تزوجت مسلم بعقد عرفي، ولا نعرف لماذا تركت المسلم زوجها ولا إلى أين ذهبت، وفوجئنا بالإعلام وبالسلفيين يقولون أنها مختبئة في كنيسة بإمبابة، فيذهب رجال الأمن ويقومون بالتفتيش ولا يجدوا أثرًا لها بالكنيسة. ومع ذلك يستمر تجمع البلطجية حول الكنيسة، ويدخلون بالقوة إلى داخل الكنيسة وعندما لا يجدون شيئًا يقومون بنهب الكنيسة. ويبدأ بعد ذلك حرق الكنيسة من الداخل، وتتشابك أيدي وأجساد المسيحيين والمسلمين بالخارج، ويسمع طلقات نار وتسيل دماء ويقتل أبرياء ويجرح المئات من أجل سواد عيون عبير التي عادت -كما يزعمون- إلى المسيحية.
ما كدنا ننتهي من حكاية كاميليا حتى طلعت لنا حكاية عبير ولا أحد يعرف إلى أين المصير، ومصر مهددة بالجفاف بعد اكتشاف تشققات بالسد العالي، و تأكيد أثيوبيا على بنائها لسد سيمنع عن مصر الماء ويتحكم في جريان نهر النيل الذي مصر هبة منه. وعندئذ لن يكفي "بول البعير" ليروي ظمأ الشعب المصري، ولن يبق بعير على قيد الحياة لشرب بوله.

لذا يجب علينا أن ننتبه لذلك ولا ننقاد وراء كل من يرتدي عباءة الدين، ويحض على الفتنة والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد، مهما اختلف عنه في الدين أو المذهب أو العقيدة أو الجنس أو اللون. لأن الحق والعدل والمساواة قوانين أرساها الله العلي القدير من أجل سلامة الناس والأوطان.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :