- مذكرات راغب مفتاح(ذكريات اجتماعية واقتصادية فى الموسيقى القبطي 3- البحث عن الألحان القبطية ومقاومة حركة الاصلاح
- د. "صفوت حجازي": لا أعتقد حل الأزمة بظهور "كاميليا" لأنها ظهرت من قبل
- أهداف الأديان وهدف الدين البهائي 1-3
- خالتي وخالتك
- بالفيديو: أهالي ومصابو "إمبابة" يروون لـ"الأقباط متحدون" تفاصيل الاعتداء عليهم
مهلاً خالد صلاح
بقلم: زكريا رمزي زكي
مهلاً أستاذ خالد صلاح لا تنزوى الى طريق قد تجد نفسك نادما أنك سرت فيه ، لأنك ستفقد معجبيك وأتباعك ولن تربح شىء كما تتخيل من خلال المضى في هذا الدرب ، فكما سمعنا وشاهدنا تسجيلاتك التى كنا نظن أنها ملفقة لك من أمن الدولة ، ووقفنا إلى جوارك فى محنتك التى كنا نظن أنها محنة طوقت بها قسراً ، وأعطيناك الأعذار عندما كان يجول فى خاطرنا خيال من الحقيقة فى هذه التسجيلات من أنك كنت تعمل تحت ضغط الأمن والتمويل وكلاهما مرا ، فلابد وأن توفق أمورك وتسير على التساوى بين هذه وتلك ، عهدناك قبل الثورة محارباً صلباً ضد الفساد الذى ملأ كل ركن من أركان البلاد ، ووجدناك بعدها ليس بالتوهج القديم الذى كنت تلمع فى أعيننا به ، فظننا أنها أطياف كاذبة تأتى من وراء المجهول الذى لا يعلمه الا الله وأنت وطرف ثالث ، وعلى ما يبدو أنها كانت تلك هى الحقيقة التى غابت عنا وكشفتها الثورة المباركة مثلما كشفت الكثير ومازالت .
لماذا ياسيدى إنطفأ مصباحك القديم ؟ وأنت تحاول الآن إشعاله من جديد بكل ما تستطيع من قوة ، يبدو أن الوقود الذى كان يشعل هذا المصباح ليس بموجود الآن وأنك تبحث عن وقود جديد ، وقود لمعانك ياسيدى لن تجده فيما أنت تدافع عنهم الآن وتبرزهم للمجتمع بالمظاليم وهم ليسوا كذلك لكنهم هم الظالمين . فأقول لك مهلاً سيدى الآن وإرتكز حتى ترى صلابة الأرض التى يمكن أن تقف عليها ، أم أنك تتوقع فيما هو آت فتريد أن تكسب مزيدا من الأرض الآن .
سيدى حينما تنحاز إلى فئة بعينها فى مقالاتك وأخبارك التى تسردها إنما تضع مجالا لليقين فى عقولنا أن تلك التسجيلات التى سمعناها هى صحيحة مائة بالمئة وأننا كنا نساندك ونحن مغيبين ولا نفهم كيف كانت تدار الأمور ، اليوم وأنت تبرر ما تفعله التيارات الدينية فى الشارع المصرى تضع يقينا واحدا أنك تعود إلى عهدك القديم الذى تريد وأن تجد لك مساندا قويا تستند اليه وقد رأيت فى هذه التيارات الدينية خير سند ، مع علمنا أن الصحافة هى مهنة البحث عن الحقيقة وإظهارها للناس مهما كان الثمن ، لكننا اليوم لا نجد الحقيقة على صفحات جريدتك ونحن فى عصر الحرية ، الذى لن يلومك أحد إذا أظهرت الحقيقة ، أم أننا فى صحافتنا المصرية نسير دائما بجانب الطرف الأقوى على الأرض كما كان يحدث وقت النظام السابق ، الذى رأيتك وأنت تدافع عن وجوده قبل التنحى فى أحد البرامج وتقول أن عدم وجوده يعنى الفراغ الدستورى والفوضى ، سمعتك وأنت تقول هذا وتقنع من يحاورك به ، وأظنهم أتوا بك لتقول هذا لأن الرئيس وقتها مازال موجوداً .
سيدى هناك مثلا عربى ينطبق عليك وهو أنك عرفت من أين تأكل الكتف ، لم أراك مدافعا عن المهمشين أو أنك تنشر صور المختطفات من الأقباط الذى تجاوز عددهم الخمسين ولكننى رأيتك وأنت تدافع عن السلفيين وتعذرهم فى كل ما يفعلون وتدافع بقوة عن الأخوان المسلمين وتنشر أخبارهم وتقارير عنهم ولم تنشر يوما خبرا عن أن الأقباط يعانون من كذا أوكذا ، يمكن أن ترضى ضميرك فى مثل هذا الموضوع وتقول أننا بذكر مثل هذه المواضيع نثير الفتنة الطائفية ، لكننى أقول لك بأن ماتنشره من أخبار تثير مثل هذه الفتن فعندما تبرر العنف الذى تلجأ اليه التيارات الاسلامية تبريرا على غرار الافلام العربية التى تجعلك تتعاطف مع الجانى وتمقت الضحية ، فأعذرنى نحن هنا أمام حالة فريدة من الصحافة لم نشهدها الا فى مصر مما يدفعنى الى تصديق كل ما قيل قبل شهرين من أنك تلعب على كل الأطراف حتى تكسب الجميع ، لكنى أقول لك يا صديقى هناك طرف واحد لم تلعب على أرضه هو الأقباط فأنت دائما تلعب ضدهم ، حتى عندما تريد أن تجاملهم فى إحدى مقالاتك تختار أن تجاملهم فى مقال تطالب فيه بإقالة المحافظ القبطى الوحيد عند أحداث نجع حمادى ، ذكرتنى صحيفتك عندما تنشر خبر عن مظاهرات الأقباط وتقول عنهم أنهم بالعشرات والحقيقة أنهم يزيدون عن المائتين ألف بالتليفزيون المصرى فى أيام الثورة عندما يذيع أخبار عن الثوار فى ميدان التحرير ، ما الهدف من وراء كل هذا يا سيدى ؟ فلنكن أحرار لأننا لو لم نكن الآن أحرار فيما نقول فلن نكون فى المستقبل .
وهنا نعطى النظام السابق الذريعة لكل ما كان يفعله بنا . يمكننا أن ندعو الى الوحدة الوطنية من خلال الشفافية والمصداقية التى تتطلب نقل الخبر مهما كان فى وقته وبصورة صحيحة ، مثلما لم يحدث لديكم فى أخبار كنيسة صول وأبو قرقاص ومظاهرات الأقباط أمام ماسبيرو . سيدى أقول لك مهلا فمعالم الدولة لم تتحدد بعد حتى تتبنى لك اتجاه بعينه فالآتى أحسن بإذن الله لبناء دولة مدنية ديمقراطية قد تقوم بتنظيف الكثير من الأشياء التى فرضت علينا ، وفقنا الله لبناء مصرنا الغالية دولة عظيمة .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :