الأقباط متحدون | تُريد أن تصلي....!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٤٦ | الجمعة ٦ مايو ٢٠١١ | ٢٨ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٨٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

تُريد أن تصلي....!

الجمعة ٦ مايو ٢٠١١ - ١٩: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: المحامي نوري إيشوع
صلاتي دعاء و اناشيد و تضرع الى الخالق لحفظ العباد من البلاء, صلاتي تواصل مع الله بخشوع لنشر المحبة و اعطائنا الرجاء, صلاتي بخور من السماء كالهواء يجوب الفضاء, صلاتي شموع لانارة القلوب المظلمة المتعطشة للدماء, صلاتي انكسار و بكاء لنشر السلام في البلدان و في كل الأرجاء, صلاتي محبة و تسامح و مغفرة حتى للذين يعتبرونني ألد الأعداء, صلاتي صمت و هدوء و راحة أهديها للعالم في الخفاء, صلاتي طهر و نقاء, صادقة بلا رياء, ثابتة كالسماء, و ازلية البقاء, صلاتي رحمة و بلسم للأوجاع, تُزيل عني الشقاء و هي لي أكبر عزاء.
أُريد أن أصلي في كنيستي المغلقة, لكنهم هددوني من الأقتراب من سورها و إلا ستعانق رقبتي المشنقة, أريد أن أصلي في كنيستي التي تناديني و تخاطب روحي لرفع الصلاة و الترانيم و الألحان لجيراني النيام الذين تاهوا بين الوهم و أضاعوا الأمل حتى في الأحلام, كنيستي حزينة على الأقطار و الأمصار, دمار, استغلال, اضطهاد, سلب, تشريد, تهديد بقتل رجال السلام و احراق أغصان الغار و قتل كل طيور الحمام.
تريد أن تصلي...!

هذا محال..! تنادي في صلاتك للسلام, فهذا مخالف لمبادئي لا بل حرام, لانك تمنعني من استعمال فنون القتال, انفجار و دخان يهز الجبال لترويع العالم بثوانٍ..! تريد أن تصلي..! تشعل الشموع و تذرف للمحبة الدموع و تركع للخالق و تهمس بخشوع للرب المعبود لينشر نور الإيمان في القلوب, فهذا غير مشروع, و مرفوض لانك تكشف عورتي و تظهر للملأ مرضي و كل العيوب, تصلي من أجلي في خلوتك, ليزيل الله الغشاوة عن عيني و يفتح بصري و بصيرتي, لأخرج من أروقة الظلمة و أدخل عالم النور و أميز الحق من الباطل و أعيش بفرح و سرور, فهذا محظور, لانك تهدم مملكتي السائدة منذ دهور, و تحاول اخراجي من قلعتي المحصنة بجنود رب الشرور و تُقدم فيها الدماء كنذور.

تريد أن تصلي للمحبة و الوئام....و نبذ الفرقة و الخصام, فهذا بعيد المنال و لن أجعلك تحققه حتى في الأحلام.. تريد أن تصلي من أجلي حتى أترك القتل و التهديد و الحقد على الأنسان...! فهذا مدان, لانني رضعتُ حليب الأثام و أصبحتْ القنبلة و الرشاش و الحربة أصدقائي و أشرف الخلان..

تريد أن تصلي لانك تنشد خلاصي, فهذا لا يناسب أخلاقي و يخالف شعوري و أحساسي لانهم علموني منذ طفولتي الحقد على أخواتي و أقرب الناسِ و لم أعرف المحبة من الأساسِ, فأحمل دوماً فأسي لقطع الرأس و لم أعد أعتبر من سلالة البشر فأختلطت علي الأجناس...و لن اعلن من الغل و الأضطهاد الأفلاس...!
كنيستي حزينة لا تنام, تبكي على الأنسان, الذي سخر نفسه لأبليس و أصبح له خير الأعوان, كنيستي تنادي في العلن و تقرع الأبواب و تهمس في الآذان هلموا الى الأحضان و اتركوا الماضي الحزين و الآهات و لا تبهركم الكلمات و لا الألوان, تعالوا ايها المتعبين و حاملي الأثقال و ارموها على كتفي مع كل الأوزان و اهجروا الأحزان لتنعموا بالراحة و الأمان منذ الآن و الى آخر الأزمان..!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :