الأقباط متحدون | لا يا دكتور نحن أيضاً نحتاج إلى العلمانية 2
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٢١ | الاثنين ٢ مايو ٢٠١١ | ٢٤ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٨١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لا يا دكتور نحن أيضاً نحتاج إلى العلمانية 2

بقلم: صلاح منتصر | الاثنين ٢ مايو ٢٠١١ - ٢٨: ١١ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

من المؤكد أن د. عبدالمنعم أبوالفتوح قد شاهد فيلم «الناصر صلاح الدين» وأتمنى منه ألا يناقش التاريخ بنفس طريقة هذا الفيلم، فالفيلم برغم روعته الفنية إلا أنه يتناول التاريخ بطريقة صوت العرب فى عصر أحمد سعيد والبرافدا فى زمن لينين وستالين، طريقة أحادية النظرة، دعائية، لا ترى التاريخ إلا من زاوية واحدة، والحقيقة أنه لا يوجد تاريخ فى العالم مشرق وملائكى طوال الوقت، والتاريخ الإسلامى ليس استثناء من هذه الرؤية، فرغم المساحات المشرقة المتسامحة فى هذا التاريخ إلا أن هناك مساحات اضطهاد للفكر المخالف على عكس ما قال د. أبوالفتوح بأن تاريخنا الإسلامى لم يشهد قمعاً للمجددين والعلماء.

وأسأل د. أبوالفتوح: هل تعرف من الذى أمر بقتل السهرودرى، وهو واحد من كبار الفلاسفة الموسوعيين الذين جمعوا بين الفلسفة الإسلامية واليونانية والهندية والمصرية والفارسية؟!

هل تعرف من الذى أمر بقتل هذا الشاب صاحب الستة وثلاثين عاماً بسجنه ومنعه من الطعام والشراب حتى يموت وتتعفن جثته؟!

إنه صلاح الدين الأيوبى! بالتأكيد سيصدم كل من يصر على تناول التاريخ بطريقة فيلم صلاح الدين، ولكنه لن يندهش كل من يقرأ التاريخ بعين ناقدة وعقل محايد.

لا نريد أن يبحر شراع وتتجه دفة التاريخ حسب الهوى والمزاج الشخصى، من يضمن لنا أن تكون مساحة قبول الآخر المختلف ليست رهناً بمزاج الحاكم وتركيبته الشخصية؟،

من يضمن لنا أنه عند اللزوم لن يخرج لنا هذا الحاكم من عباءة النصوص الفقهية الدينية مما يرسخ ظلمه وما يدين ويجرم ويكفر الخروج عليه، إنها العلمانية التى تحتاجها الإنسانية ولا يحتاجها دين معين، هى الضامن، المناطق المظلمة فى التاريخ لا تلوث الدين نفسه، ولكن ما يلوث الدين هو جره إلى شارع السياسة الذى يزكم الأنوف ترابه ودسائسه.

مضطر أنا يا دكتور أبوالفتوح لأن أفتح عدسة الرصد التاريخى لمفكرين وعلماء اضطهدوا بسبب ألوهية الحاكم وخلط الدين بالسياسة، أن تتحول من الزووم إلى البان، حتى تقتنع بأن العلمانية ضرورة وليست ترفاً، وبأنها الحل الوحيد لصناعة نهضة الأمم، وهى ليست ضد الدين وإنما هى ضد تدخل السلطة الدينية، وهى لا تفصل الدين عن المجتمع بل تفصله عن السياسة، وأسألك عن ابن المقفع ومن قتله وكيف قتل؟!

قتله الخليفه أمير المؤمنين أبوجعفر المنصور، المؤسس الحقيقى لأعظم خلافة إسلامية وهى الخلافة العباسية، والذى قال عن نفسه: «إنما أنا سلطان الله فى أرضه»، قتل الخليفة هذا المفكر العظيم، لأنه فقط نصحه فى كتاب رسالة الصحابة بأن يحسن اختيار معاونيه! كيف يتجرأ ابن المقفع على ظل الله فى الأرض؟!

عاقبه المنصور بتقطيع أطرافه قطعة قطعة، ثم تشوى على النار أمام عينيه، ثم يأكلها ابن المقفع حتى يموت!!!، أعتقد أن ما حدث هو البذرة الأولى لفيلم الرعب «هانيبال»، الذى لم يصل بالطبع إلى واحد على مليون من رعب ابن المقفع.

لضيق المساحة أرجو أن تقرأ كيف تعامل الحاكم النصف إله مع الرازى وأنت تعرف كطبيب من هو الرازى فى تاريخ الطب، تم عقابه بضربه على أم رأسه بكتبه التى ألفها حتى فقد بصره، وكيف طورد ابن رشد؟، وكيف صلب الحلاج؟، وكيف جلد الكندى؟!

التاريخ يا دكتور أبوالفتوح رمادى ليس فيه هذا اللون الأبيض الناصع ولا الأسود الغطيس، ولهذا نحتاج إلى العلمانية، لأننا لسنا استثناء من التاريخ، وغداً نستكمل الرد.

نقلاً عن المصري اليوم




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :