الأقباط متحدون | رسالة الى الشيخ محمد حسان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:١٦ | الخميس ٢٨ ابريل ٢٠١١ | ٢٠ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٧٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

رسالة الى الشيخ محمد حسان

الخميس ٢٨ ابريل ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : زكريا رمزى
رسالة الى الشيخ محمد حسان اسمح لى يا سيدى أن أحييك بتحية الاسلام لأننى كقبطى لا أجد غضاضة فى ذلك وعقيدتى تحثنى على احترام كل البشر بعقائدهم المختلفة والتعايش معهم فى سلام كامل . أما بعد أشكر لك مجهوداتك الرائعة فى حل المشكلات التى تعترض السلام العام والوحدة الوطنية فى بلدنا العزيز والغالى مصر . فالسلام هو الأمان لأى مجتمع متحضر وبدونه لن تبنى المجتمعات الحديثة . لكن لى عليك أنك تعتبر أقباط مصر مواطنين من الدرجة الثانية . انت لم تقلها صراحة ولكن دائما تجعل المعنى فى بطن الشاعر , فعندما تقول ياسيدى أن المسلمين سيحمون الاقباط وهم فى عهدتهم أنت بذلك تفصل المجتمع الى طبقتين طبقة قوية حامية وهى المسلمين وطبقة ضعيفة محمية هى الأقباط , فالأقباط ياسيدى لا يريدون أن يحميهم أحد أنما يريدون أن يكون هناك قانون يحمى ويحتمى به الجميع ، لأننا بمقولتك هذه نؤسس لدولة القبيلة وليس لدولة المواطنة , وأعلمك ياسيدى أيضا أن الأقباط يثقون جدا جدا فى يد الرب القوية التى تحميهم أولا وأخيرا وهذه اليد لم ولن تخذلهم على مر العصور والأيام .سيدى نراك تبشر فى أحاديثك بقيام دولة دينية اسلامية فى مصر وأنها هى الضامن لكل فئات المجتمع فى الحياة الكريمة ، وهنا يشغلنى سؤال هام كيف تكون مثل هذه الدولة ضامنة لى كرجل قبطى الحياة الكريمة . وهى تحرمنى من تولى المناصب العليا وتجعلنى من الرعايا . فالحياة ليست اكل وشرب وحماية فقط ياسيدى الشيخ الحياة حقوق وواجبات .


فأنت عندما تبشرنى بقيام مثل هذه الدولة تعيدنى الى عشرات القرون من الزمن وتجعلنى ذمى ليس لى أى حقوق وعلى واجبات كثيرة . أين العدالة الإجتماعية هنا إذا ؟ وأين مبدأ تكافؤ الفرص عندما لا تقبل بتولى شخص مسيحى كفؤ فى منصب لأنه غير مسلم وتولى بدلا منه شخص مسلم أقل منه كفاءة , من أين سيأتى التقدم وأنت تفرق بين الناس على أساس الدين , وهذا الذى تريد تطبيقه الأن فى مصر تنكره على اليهود حين يطبقوه على الفلسطينيين ، سيدى الله خلق الناس جميعا متساوون لا فرق بين أحدهم على الأخر فى أى شىء على الأرض لكن الفروق تتضح جلية فى اليوم الأخير حين يقف الناس للحساب أمام الديان العادل . فدعنا ندعو لتأسيس دولة بعيدة كل البعد عن الدين , لأن الدين لا تجره السياسة والدين لا يصلح السياسة فالدين فى القلب وهو علاقة بين العبد وربه وأؤكد لك أن كل تجارب الول الدينية التى قامت باءت بالفشل الذريع وخير دليل على ذلك العصور الوسطى فى أوربا والصومال والسودان . ونحن كأقباط لو خيرونا لإقامة دولة دينية مسيحية سنرفض بالاجماع . سيدى اعلم انك عندما تقول فى خطبك التى كثرت هذه الايام لفظ ( النصارى ) قاصدا به الأقباط فإنك تأذى مشاعر الملايين من الأقباط . لأن هذا اللفظ قيل عن فئة كانت تسكن الجزيرة العربية وكانوا يعتنقون تعاليم بعيدة كل البعد عن المسيحية فليس كل مسيحى العالم نصارى لأنه لفظ مكانى وليس ديني كما أنه لا يمكن أن اطلق على مسيحى أوربا أقباط كذلك نحن لا نحب ان يطلق علينا لفظ كان يطلق على مجموعة من الهراطقة . أما بالنسبة لموضوع المادة الثانية من الدستور فأنت تقول انها تعبر عن هوية الدولة وانك ستدافع عنها بكل ما أوتيت من قوة أقول لك ان الأقباط لا تعنيهم بقاء هذه المادة من عدمه لكن اقول لك ان الدول لا دين لها لأنها ليست بكائن حى ولن تبعث مع البشر لتحاسب وأن الاسلام دين قوى لا تسنده وتقويه مادة مكونة من ثلاثة جمل , فلابد وأن يضاف اليها ما يشعر غير المسلمين بوجودهم داخل وطنهم . وفى النهاية اقول لك يا جناب الشيخ نحن أخوة وأشقاء فتعالى لنجمع ولا نفرق لأن الدين لله والوطن للجميع فتعالى ندعو الى قيام وطن نحلم به ونباهى العالم كله بالديمقراطية التى جعلتكم وانا نتحدث بدون حرج أو خوف




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :