الشيخ الزغبي وتهديده للجيش والأديرة
بقلم: حليم اسكندر
أنا مصري: اعتز بمصريتي وحضارة بلادي وتاريخها كواحدة من أقدم وأعظم الحضارات، مصر التي استوعبت الجميع وعاش علي أرضها مختلف الأجناس، مصر مهد الحضارة وأم الدنيا !
أنا مسيحي: علمني كتابي أن أحب الجميع حتى الأعداء وأن احترم الكل المتفقين معي والمختلفين عني، فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ! أي لابد أن تكون هناك مودة ومحبة مهما كانت الفروق و الاختلافات !
"سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ." متى 5 : 43 – 48
ولذلك أؤكد إنني احترم الشيخ الزغبي كما احترم جميع الشيوخ ورجال الدين وكل البشر أجمعين ، فهم خليقة الله وأخوتي في الإنسانية ولن يؤثر اختلافي معهم في الرأي والفكر والمعتقد ولن ينال كل ذلك او يقلل من محبتي واحترامي لهم !! ولكن الاحترام والمحبة لا يتعارضان مع النقد الموضوعي البناء وكما قلت الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية !!
† ما يدعو للأسف أن الشيخ الزغبي ومعه الكثير من الاخوه المسلمين مازالوا يصرون علي أن : كاميليا شحاتة قد اعتنقت الإسلام وإنها معتقلة داخل احد الأديرة ، رغم تأكيد الشيخ الجليل احمد الطيب شيخ الأزهر والمعروف أن الأزهر هو الجهة التي تتلقي طلبات إشهار الإسلام وقد نفي فضيلته نفياً قاطعاً تلقي أي طلب من السيدة كاميليا شحاتة لإشهار إسلامها ، كما نفي ذلك أيضاً الأستاذ الدكتور وزير الأوقاف ، بالإضافة إلي الدكتور سليم العوا الذي أكد أكثر من مرة أن كاميليا لم تعتنق الإسلام مطلقاً !!
† أيها السادة ما يعنيني أولاً وأخيراً هو مصر وأمنها وسلامها وإسلام كاميليا أو غيرها لن ينتقص من المسيحية شيئاً واعتقد أيضاً انه لن يضيف للإسلام شيئاً إلا إذا كنتم ترون غير ذلك !!
† كما أن المسيحية لم ولن تجبر احد علي اعتناقها في يوم من الأيام ، المسيحية ليست مجرد ديانة بل هي علاقة محبه وتواصل بين الإنسان وربه وبالتالي لا يمكن أن تتحقق بالإجبار فهي علاقة إيمانية قلبية خالصة تخص الشخص والشخص فقط دون سواه !! ولو كانت هي أو غيرها تريد اعتناق الإسلام أو غيره من الأديان فليفعلوا !! ولن يتصدي لهم احد فلا يوجد عندنا نص في المسيحية يجبر الشخص علي البقاء في دين لا يريده !!
† كما أن كاميليا شحاتة أقرت وأكدت إنها مسيحية ولم تفكر يوماً في اعتناق الإسلام وذلك في فيديو شهير علي موقع You tube وقد أذاعه التليفزيون المصري " عبر القناة الأولى الأرضية والفضائية، وقناة النيل للأخبار بتاريخ 9 سبتمبر 2010 !"
†أيها السادة لا داعي لحرق الوطن من اجل سيدة أقرت وأكدت أنها لم تعتنق الإسلام في حياتها كما شهد شاهد من أهلها وهو الدكتور سليم العوا الذي أكد أيضا أن كاميليا لم تعتنق الإسلام مطلقاً !!! فلماذا الإصرار إذن؟ هل الإسلام لن يكتمل بدونها ؟
† لماذا الإصرار علي أن هناك معتقلات بالأديرة يتم فيها اعتقال المسيحيات اللاتي يعتنقن الإسلام كما تزعمون ؟ أيها السادة : الأديرة أماكن للعبادة اختار الرهبان منذ بداية عصر الرهبنة علي يد القديس الأنبا انطونيوس المعروف بابي الرهبان أن تكون في الجبال حتى يتفرغ الراهب تماماً للعمل والعبادة مفضلاً الابتعاد عن صخب وضجيج العالم وترك العالم بكل مباهجه وزينته وملذاته ، ترك الكل واختار أن يحيا من اجل " الواحد " بكل حريته وبملء إرادته !!
† ظهر الشيخ الزغبي في تسجيل فيديو علي موقع You tube مع عدد من المتظاهرين أعلن فيه انه وآخرين جلسوا مع المجلس العسكري بخصوص اعتقال أخواتهم في الأديرة !! وذكر أن قادة المجلس العسكري قد وعدوهم بالبدء فوراً في تحقيق مطالبهم وأعطوهم كلمة قطعية بهذا الشأن واعتقد أن الأمر إلي هذا الحد لا غبار عليه ، فترك الأمر بين يدي المجلس العسكري لدراسته والتحقيق فيه أمر طبيعي لأنهم السلطة التي تحكم البلاد الآن والأديرة والكنائس مفتوحة أمام الجميع ومن أراد أن يتحقق من ذلك فليتفضل !!
† ولكن المؤسف أن الشيخ الزغبي يظهر في هذا التسجيل وهو يهدد المجلس العسكري ويتوعده !! ويقسم فيه قسماً مثلثاً و مشدداً قائلاً :
" اقسم بالله ، اقسم بالله ، اقسم بالله إن لم تحل في أيام لأعلنن في الفضائيات وفي المساجد خروجي معكم يا شباب مصر بالإجماع ، لن يكفينا التحرير ولن يكفينا هذا المكان ، بل اقسم بالله إن لم تحل قطعاً لنتجهن إلي الأديرة لإخراجها بأيدينا "
ونال هذا الكلام استحسان الحاضرين الذين هتفوا مرددين: الله أكبر الله أكبر وغيرها من هتافات الانتصار !!! ولم يفوت الشيخ الزغبي الفرصة إلا وقام بتوزيع الاتهامات يميناً ويساراً علي اليهود والأمريكان " الكفرة " والناتو وأصابع الداخل المجرمة !!
† يا شيخ زغبي التهديد للمجلس العسكري لا يصح أن يصدر من رجل دين مثلك !! كما أن تحريضك للشباب للذهاب إلي الأديرة لإخراج وتحرير أخواتهم المعتقلات بحسب زعمك !! إشارة صريحة وتحريض واضح لا يقبل الشك تحثهم فيه علي إحداث فتنة البلد الآن في غني عنها و يكفينا مقتل كاهن بأسيوط ! يكفينا فتنة صول وفضيحة هدم كنيسة اطفيح ! يكفينا فتنة رفض المحافظ الجديد لقنا بسبب ديانته ! يكفينا فتنة أبو قرقاص! يكفينا اختفاء الفتيات القبطيات ! وغير ذلك الكثير والكثير !!
† كفانا تفتيشاً في ضمائر الناس ، لنترك الدين للديان ، كفانا وصاية علي الناس ، اكرر الدين علاقة شخصية وحالة إيمانية بين الإنسان وربه لا يجوز لمخلوق أن يتدخل فيها ، كما أن الله تبارك اسمه وهو الخالق العظيم ومدبر كل الكون قادر علي أن يجعل كل الناس في كل العالم علي دين واحد وملة واحدة ولكن مشيئة الله تبارك اسمه وإرادته هي التنوع والاختلاف وهو وحده جل اسمه صاحب الحق في محاسبة الناس علي أعمالهم الخفي منها والظاهر بل وعلي نياتهم وأفكارهم ولم يفوض أحدا سواه في ذلك الحق الأصيل !!
† لنترك الخلق للخالق ولنبحث عن نقاط الالتقاء لا نقاط الاختلاف ، فنحن كمصريين يجمعنا الكثير ، نعيش علي ارض واحدة ، تظللنا سماء واحدة ، نشرب من نيل واحد ، نتكلم لغة واحدة ، نحيا متجاورين في المدرسة والعمل والشارع ،نتشارك في أفراحنا وأتراحنا ،عانينا معاً ، حاربنا معاُ ، سالت دمائنا وتعانقت لتحرر أرضنا وتعيد لنا عزتنا وكرامتنا ، هيا لنكون يداً واحدة من اجل غد أفضل لكل المصريين ، هيا لنفعل الشعار الجميل " الدين لله والوطن للجميع "
فيديو الشيخ الزغبي
فيديو كاميليا شحاتة في التليفزيون المصري
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :