"الياسمين العربي".. مجلة تستعرض الثورات العربية ضد أنظمة الحكم الديكتاتوري
عدم المساواة السياسية والاجتماعية في العالم العربي
جيل الشباب تمرد على قمع حرية الرأي والتعبير والبطالة وارتفاع الأسعار
قمع السياسة الثقافية المصرية في عهد النظام السابق
كتبت: ميرفت عياد
أصدر "منتدى المعلومات النمساوي العربي" عددًا جديدًا من مجلته الشهرية، تحت عنوان "الياسمين العربي"، حيث يتناول موضوعات عديدة عن الثورة المصرية، وشباب 25 يناير والثورات التي اجتاحت العالم العربي.
وتوضح افتتاحية العدد حالة العالم العربي، الذي يمر بالعديد من التحولات والتغيرات، حيث خرج الشباب إلى الشارع وواجهوا أنظمتهم الديكتاتورية الفاسدة، حيث طالبوا بالحرية والديمقراطية وتقليل معدل البطالة وتخفيض تكاليف المعيشة وتوفير فرص عمل أفضل، وبدأت الاحتجاجات في تونس، وبعد أن أسقط التونسيون كأول شعب عربي رئيسهم المتفرد بالسلطة الذي ظل يحكم طوال ثلاثة وعشرين عامًا، ثم أسقط المصريون حاكمهم الذي استمر في الحكم ثلاثين عامًا بعد فترة قصيرة من الثورة التونسية انتشرت موجة الاحتجاجات شيئًا فشيئًا في دول عربية أخرى، ومن هذا المنطلق يقوم هذا العدد من المجلة بعرض وجهات النظر المختلفة وتداعيات هذه الثورات التي ليس من السهل إغفالها وسط هذا الزخم من المعلومات لكنها تقدم منظور آخر على الحركات الاحتجاجية، حيث يتعلق الأمر بأبعاد ثقافية وسياسية واقتصادية على حد سواء.
بانوراما الثورات العربية
وتقدم المجلة بانوراما للثورات التي اجتاحت الدول العربية، مبتدئة بتونس، حيث أدى انتحار أحد الشباب الأكادميين بإشعال النار في نفسه، إلى اندلاع الاحتجاجات أوائل يناير ضد ارتفاع الأسعار، ومع استمرار الاحتجاجات أسقط الشعب الرئيس "بن علي" الذي ظل يحكم تونس لمدة ثلاثة وعشرين عامًا، وكانت "ثورة الياسمين" سببًا لاندلاع نار الثورات في العالم العربي، وبعد هذا نهض الشعب المصري ضد الحكم الفاسد، واستطاع أن يجعل الرئيس السابق "حسني مبارك" يتنحى، وينهي حكمه الذي استمر ثلاثين عامًا، وها هي "اليمن" أفقر دولة عربية مهددة بالانهيار، حيث يطالب الجنوب الاشتراكي السابق الانفصال مرة أخرى بعد عشرين عامًا من الوحدة، أما "معمر القذافي" فيدافع عن سلطته التي استمرت 41 عامًا عن طريق قمع الاحتجاجات، ولجأ في نفس الوقت إلى خزانة الدولة المكتظة بالأموال، لرفع الرواتب وخفض الأسعار، لكن لم تتوقف الاعتراضات.
أصداء الثورة
وتحت عنوان "أصداء الثورة"، أشارت المجلة إلى أن الثورات الشعبية في العالم العربي، أدت إلى ظهور جيل جديد تمامًا من الشباب، الذين يعبرون بوضوح عن عدم المساواة السياسية والاجتماعية في دولهم، فاستطاع جيل الشباب أن يتمرد بشدة ضد قمع حرية الرأي والتعبير، وضد الحرية المصطنعة والبطالة، وارتفاع الأسعار، فالشباب في مصر هم الضحايا الرئيسين "لحروب مبارك ضد شعبه" لسنوات طويلة، كما يقول عالم الاجتماع المصري د. "سعد الدين ابراهيم"، فهم ضحايا قانون الطوارىء والرقابة الإعلامية وتعذيب الشرطة لهم، ويقعون تحت استبداد أحكام قضائية، فغضب الشباب الذي ظل مقهورًا لعقود طويلة، انفجر أخيرًا ووصل إلى مرحلة الغليان.
نسيم الحرية
إن عدد كبير من أصحاب موسيقى البوب والروك، عاشوا عقودًا من القمع والإيذاء مثل "كريم قنديل"، وتوجه الكثيرون لميدان التحرير بالقاهرة خلال الثمانية عشر يومًا من الاحتجاجات، للتعبير عن عدم رضائهم بالنظام الحاكم، حيث أحضروا معهم الطبول والدفوف، وآلات الجيتار والناي، وزودوا الثوار بدعم صوتي للمظاهرات ضد مبارك في الميدان الرئيسي للحرية، وعن هذا يقولون: "إن نصف أغنياتنا تتعلق بالخبرات السلبية التي عايشناها في السنوات القليلة الأخيرة من الإحباط والشعور بالسجن الدائم".
فلقد كانوا محبوسين داخل نظام الحكم السابق دون فرصة لتقديم موسيقاهم أمام جمهور عريض، لأن أصواتهم المتمردة تفضح القيادة السياسية في مصر، وربما تهاجم موضوعات دينية حساسة، لكن الآن ولد أمل جديد بسقوط الفرعون غير المتوقع والسريع، حيث يقولون: "لم نصدق حقًا أن ذلك قد حدث فالأول مرة نتنفس نسيم الحرية".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :