خطاب الرئيس "مبارك" لـ"العربية".. أشعل قلوب المصريين بالغضب
* المواطنون:
* كيف يحن قلب شعب قاسى من مرارة الفقر والاستبداد، على من سلبوا حقه في الحياة الكريمة؟
* آمن الثوَّار بأن الله سوف ينصرهم على الظلم والجبروت الذي تميَّز بهما النظام السابق.
* الشباب آمنوا بقيمة الكرامة والعدالة والحرية فذهبوا إلى ميدان "التحرير".
* الثورة المضادة تحاول الانقضاض على مكتسبات ثورة 25 يناير وتفريغها من مضمونها.
* نظام الحكم السابق وضع الشعب داخل مثلث الفقر والجهل والمرض.
* ما حدث للشعب المصري هو إفساد للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية.
* انتشار العشوائية في جميع مجالات الحياة أفسد الذوق العام!!
كتبت: ميرفت عياد
"الإخوة والأخوات أبناء شعب مصر.. تألمت كثيرًا- ولا أزال- مما أتعرَّض له أنا وأسرتي من حملات ظالمة وإدعاءات باطلة تستهدف الإساءة إلى سمعتي والطعن في نزاهتي ومواقفي وتاريخي العسكري والسياسي، الذي اجتهدت خلاله من أجل مصر وأبنائها.. حربًا وسلامًا.. لقد آثرت التخلي عن منصبي كرئيس للجمهورية.. واضعًا مصالح الوطن وأبنائه فوق كل اعتبار، واخترت الابتعاد عن الحياة السياسية.. متمنيًا لمصر وشعبها الخير والتوفيق والنجاح خلال المرحلة المقبلة. إلاَ أنني، وقد قضيت عمرًا في خدمة الوطن بشرف وأمانة، لا أملك أن ألتزم الصمت في مواجهة تواصل حملات الزيف والافتراء والتشهير.. واستمرار محاولات النيل من سمعتي ونزاهتي.. والطعن في سمعة ونزاهة أسرتي. ولقد انتظرت على مدار الأسابيع الماضية أن يصل إلى النائب العام المصري الحقيقه من كافة دول العالم، والتي تفيد عدم ملكيتي لأي أصول نقدية أو عقارية أو غيرها من ممتلكات بالخارج"..
كان هذا جزءًا من نص خطاب الرئيس السابق "مبارك" الذي بثَّته قناة "العربية" يوم 10 أبريل 2011، للحديث حول ما نسب إليه من تجاوزات مالية.
وحول رد فعل الشارع المصري، قمنا باستطلاع رأي المواطنين في تداعيات هذا الخطاب، وما هي الأفكار والمشاعر التي انتباتهم عند سماعه؟!!
شعب فقد زهرة شبابه
في الباية، قالت "مديحة" إنها تعجَّبت كثيرًا من الجملة التي أُلقيت في بداية الخطاب، وهي "تألمت كثيرًا ولا أزال مما أتعرَّض له أنا وأسرتي من حملات ظالمة"، وتساءلت: هل يتخيَّل أي أحد أن أي فرد من أفراد الشعب المصري سوف يتأثر بهذا الخطاب؟!! الشعب الذي فقد زهرة شبابه دون أي ذنب اقترفوه سوى إيمانهم بالحرية والديموقراطية، وسعيهم لوطن يحترم آدمية مواطنيه! كيف يحن قلب شعب اُنتهك واُعتقل منه كل صاحب فكر ورأي حر؟ كيف يحن قلب شعب قاسى من مرارة الفقر والفساد والاستبداد على منْ سلبوا حقه في الحياة الكريمة؟!!
جرائم ضد الإنسانية
وأيَّدها الرأي "جورج"- مهندس مدني- مشيرًا إلى أن الجرائم التي مارسها النظام السابق ضد الثوار هي في الحقيقة جرائم ضد الإنسانية بكل معانيها، حيث أُعطيت الأوامر للقنَّاصين باستخدام أسلحتهم لقتل وترويع الثوَّار الذين انطلقوا يبحثون عن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ولم يتسلَّحوا بأي أسلحة سوى مشروعية مطالبهم، وصبرهم، وإيمانهم بأن الله عز وجل سوف ينصرهم على الظلم والجبروت والوحشية التي تميز بها النظام السابق في تعامله مع الشعب.
الكرامة.. العدالة.. الحرية
وقال "أحمد"- طالب جامعي: إن خطاب الرئيس السابق مبارك مثير للغاية، لأنه حصر الإتهامات التي يوجهها له الشعب في قضايا الفساد المالي والتربُّح غير المشروع له ولأسرته، واستغلال النفوذ في الحصول على امتيازات مالية، وغض الطرف عن مسئوليته عن الجرائم الجنائية التي راح ضحيتها شباب في عمر الزهور، شباب آمن بقيمة الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية وحرية الفكر والتعبير؛ فذهب إلى ميدان "التحرير" يبحث عن تلك القيم الرفيعة، ومن أجلها أقاموا ثورتهم السلمية دون أن يستخدموا أي أداة من أدوات العنف، غير عالمين أن هناك يدًا آثمة تتربص بهم لتقتنص زهرة شبابهم.
إذكاء للروح الطائفية
وتساءل "حسَّان"- موظف: كيف ألقى الرئيس السابق "مبارك" خطابه هذا وهو تحت الإقامة الجبرية؟ وأضاف: "نحن نقدر له ما قام به في حرب أكتوبر ورجوع "طابا"، وعدم الزج بمصر في أي حرب خارجية. ولكنه في نفس الوقت أحدث نوعًا من تفريغ للحياة السياسية، لدرجة أن الشباب لم يجد له طريقًا للتنفس غير الدين ودور العبادة، وهو ما أدى إلى إذكاء روح الطائفية وإشعال الفتن بين الحين والآخر، وغياب لمفهوم الوطنية والمواطنة". وتساءل أيضًا: من المسئول عن دفع الشباب المصري للهجرة العشوائية، ملقيًا بنفسه في البحر بحثًا عن لقمة العيش التي أصبحت شحيحة وضئيلة في ظل النظام السابق، في الوقت الذي تضخَّمت فيه ثروات البعض بصورة خرافية؟!!"
العدل الأرضي أم السمائي؟
وأكَّد "فادي"- أخصائي علاج طبيعي- أن جميع أفراد الشعب أمام القانون سواسية، وعليه فإنه يجب أن يخضع الرئيس السابق للمحاكمة كأي مواطن عادي يتم توجيه إتهامات إليه. وأضاف: "إني أتعجب من أولئك الذين يخشون العدل الأرضي ولا يبالون بالعدل السمائي وبقصاص الله الذي ينزله على من أفسدوا في الأرض، فـمصر تعرَّضت لعملية منظمة ومخطَّطة من إفساد الحياة السياسية حتى تُصاب بالعقم ولا تستطيع أن تخرج كوادر سياسية تريد الإصلاح والتقدُّم لبلادها".
فساد مالي وإداري
وأوضحت "رضوى"- طالبة جامعية- إنها شعرت عندما سمعت خطاب الرئيس السابق "مبارك" بنبرة الأب الذي يحاول الدفاع عن أبنائه من التهم المنسوبة إليهم؛ من استغلال النفوذ، والتربُّح بصورة غير قانونية، إلا أن هناك العديد من التهم التي وجَّهها النائب العام للعديد من رجال النظام السابق على مدى حكومات متعاقبة، من فساد مالي وإداري، واستغلال نفوذ، وتربُّح غير مشروع. فمن هو المسئول عن هذا الفساد الذي لم تشهد له "مصر" مثيلًا من قبل؟!
الثورة المضادة تشتعل
وأشار "حامد"- مهندس معماري- إلى شعوره عند سماعه لخطاب "مبارك" بأنه جزء من الثورة المضادة التي تحاول الانقضاض على مكتسبات ثورة 25 يناير وتفريغها من مضمونها، خاصة في ظل ما يتعرَّض له الوطن الآن من فلول النظام السابق، ومحاولاته تمزيق الوطن ما بين المسيحيين والمسلمين عن طريق الاعتداء على الكنائس، وإشعال فتيل المظاهرات الفئوية لعرقلة سير العمل والإنتاج، وتردي الأوضاع الاقتصادية. إلى جانب انتشار أعمال البلطجة والعنف، التي هي – في رأيه- محاولات لزعزعة الوضع الأمني في البلاد، لكي يترحّم الشعب على أيام النظام السابق.
الفقر الجهل والمرض
"ما الهدف من الكلمة؟"، و"ما هو الجديد الذي تفضَّل الرئيس السابق مبارك بإعلانه على الشعب المصري؟".. هذه هي الأسئلة التي طرحتها "عبير"، مضيفة إنه منذ أول أيام الثورة وهو يذكِّر بتاريخه المجيد في الحرب والسلام، ونحن لا ننكر هذا. ولكن هناك حقيقة أخرى لا يستطيع أحد إنكارها، وهي أن الشعب المصري تعرَّض لظلم فادح وسرقة لأمواله ونهب متوالي لثرواته، لدرجة احتجاب العدالة الاجتماعية، وازدياد الفقير فقرًا والغني ثراءًا!! ووضع نظام الحكم السابق الشعب داخل مثلث الفقر والجهل والمرض، وهي جرائم كبيرة لا يجب أن يفلت مرتكبها من العقاب.
شعب طيب وعاطفي
وأكّد "شعبان"- أخصائي اجتماعي- أن الشعب المصري شعب عاطفي، ولهذا تم كتابة كلمات الخطاب بصيغة في منتهى الذكاء، للعزف على أوتار قلوب المصريين الطيبة. مشيرًا إلى بعض العبارات مثل: "تألمت ومازلت أتألم"، و"الإساءة إلى سمعتي"، و"حملات ظالمة"، وغيرها من التعبيرات الحانية التي من شأنها أن تقلب الأوضاع وتصوِّر الجاني مجنى عليه!! موضحًا أن هناك العديد من التهم التي لا يستطيع أي إنسان أنكارها، وهي غير محصورة في تهم الفساد المالي فقط، ولكن تشمل إفساد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية، وإفساد الذوق العام بانتشار العشوائية في جميع مجالات الحياة!
تزاوج المال بالسلطة
وفي النهاية، أشار "عماد"- محاسب- إلى العديد من الأسئلة التي رأى ضرورة طرحها ردًا على خطاب مبارك" مثل: منْ المسئول عن الفقر والجهل والمرض والعشوائية والفساد الذي أصبح سلعة يومية تتداولها أيدي الناس كما تتداول رغيف الخبر؟ ومنْ هو المسئول عن موت الضمير وانعدام الانتماء والانتهاكات الآدمية، وفساد الأجهزة الأمنية، والعبث بكل ما هو محترم وشريف؟ ومن هو المسئول عن وزارة رجال الأعمال، وتزاوج المال بالسلطة، حتى أصبحت مصر العظيمة بشعبها ملكًا لعدد من الأفراد يتحكمون في موارد البلد كما لو كانت ملكًا خالصًا لهم؟!!!! وقال: "إن الشعب المصري وأرواح شهداء 25 يناير يتساءلون: منْ هو المسئول؟!!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :