الأقباط متحدون | الفصح الإلهيّ والكلاسيكو
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٥٤ | الاثنين ١١ ابريل ٢٠١١ | ٣ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٦٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الفصح الإلهيّ والكلاسيكو

الاثنين ١١ ابريل ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : زهير دعيم
في السادس عشر من نيسان الجاري ، وفي الساعة الحادية عشرة ومن ليلة مُقمرة !!! سترنو ملايين العيون في العالم الى هناك...الى البير نابيو (80,354 متفرّج)، ترنو الى الجمال الأخّاذ، والفنّ السّاحر والرياضة الفضيّة الوثّابة ، والإبداع بأحلى صوره...هناك ومن خلال صرخات عشرات الوف البشر والاجواء الكرنفالية الرائعة ، وعبر الشاشات الفضيّة سيكون العالم على موعد؛ موعد تاريخيّ آخَر تُنسى فيه الثورات الشّبابيّة والدولار وحلف الناتو وزنقة زنقة وكلّ هموم ومشاكل الدنيا ، وينصبّ النظر والاحساس على ميسي وانيستا وتشابي وفالديس وكريستيانو رونالدو وكاكا واوزيل وخضيرا وكاسياس ودي ماريا وبوجان والفيس وكوكبة من الفنّانين الذين يرسمون على العشب الأخضر أحلى اللوحات واعذب السيمفونيات.
سنكون على موعد وكيف لا ...؟ وهذا فالديس الحارس والقائد الكاتالوني يهدّد ويتهكم على الملكي المدريدي ، يتهكم متسائلا بخبث :
" متى فازت الريال علينا ، هل في زمن الأسود والأبيض ام في زمن الالوان ؟!!"

انه يُذكّر باللقاء السابق والهزيمة النكراء على الريال وبالخمسة بعين الحسود...يتذكّر ويُذكّر .أتراه يستفز اسود الريال حتى يكشّروا عن انيابهم ، أم يريد ان يثبط من هممهم وعزيمتهم ؟ أم ان يشحذ همم المشجعين الكاتالونيين؟
أتراه سيُغضب البرتغالي العائد من الاصابة الى الميدان الأخضر فيروح الأخير يزأر ويملأ اسبانيا زمجرة قد تصل الى البرتغال ؟
انها مباراة الكلاسيكو ؛ المباراة التي هي نسيج وحدها ، والتي لا تضاهيها مباراة أخرى في عالم كرة القدم على الاطلاق في هذه الايام ؛ انّها التحدّي الأحمر والثأر الغاضب ، والكرامة الجريحة ومورينيو الذي قد يُلدغ او لا يُلدغ من جُحر مرتين.
الكلاسيكو وما أدراكَ ما الكلاسيكو ...عنده تتوقف الأيام ، تتوقف عند اولئك الذين يعشقون كرة القدم أمثالي عشقًا سرمديًا ويضعونها في مرتبة ثانية (بعيدة) بعد محبة الربّ المحبّ...إنّها حلم الشباب والصبايا في العالم من كل الالوان والمشارب والمعتقدات ، فيها سيحاول الريال الملكي مسح نتيجة اللقاء الاول المُذلّة ، ومصالحة الجماهير المدريدية والقول للعالم : لا ولن يقهر البارسة المتعجرفة الا نحن.
نحن قادرون على الأخذ بالثأر ...نحن الذين سنُمرّغ أنف هذا الميسي في التراب ، وسنجعل انيستا يلهث، وفالديس يملّ من اخراج الكرات من شباكه !!!...انهم في تراجع والمباريات الاخيرة والنتائج تشهد...لقد مضى عهدهم ؛عهد الاربعات والخمسات وعادوا الى الآحاد ومعنا سيعودون الى الصّفر....
يقول لاعبو الريال وهم لا يُصدّقون تماما ما يقولون ..فالمهمّة صعبة ، بل صعبة جدا ، فالكاتالوني مدرسة وجامعة لا مثيل لها في دنيا الفنّ الكرويّ ..انها الفنّ المُتجسّد.

قد يقول البعض للمدريديين : على رِسلكم ، فآخِر عشر مباريات كلاسيكو سابقة فزتم فيها بثلاث مباريات فقط وتعادلتم باثنتين أمّا نصيب البارسة فكان بالخمس، فيردّ عليهم البعض الآخَر : اتركونا ودعونا من التاريخ والاحصائيات القديمة وتعالوا بنا الى العصر الحديث!!!، تعالوا بنا الى الواقع الاخير ، فما دمتم بعالم الاحصائيات فاسمعوا واعوا : ففي آخِر ست مباريات لكم في الدوري فزتم بخمس منها وتعادلتم بواحدة تماما مثلنا ، ولكن هجومكم كان فاترًا فاكتفى بأحد عشر هدفًا وتلقت شباككم ثلاثة اهداف ، امّا اسودنا فقد زجّوا في شباك الخصوم سبعة عشر هدفا وتلقت شباكنا هدفين ...إنّنا في فوْرة ، ثورة... الى الامام ، انتفاضة ...
ويبقى الإحصاء احصاءً والواقع واقعا لا يغيّر كثيرا من الآتي .

والسؤال هو : هل تعترف كرة القدم بالاحصائيات ؟ أم أنّ لها دينًا آخَر ودنيا أخرى ؟.
لستّ أدري، ولكنني أدري شيئًا واحدًا ، أنّنا سنكون على موعد مع الفنّ والعشق الكرويّ، وسنقضي ساعتين مع مئات الملايين عبر العالم نترقّب ونصرخ ونُتمتم ونلعن احيانا ونُصفّق احيانا اخرى ونبتلع من المكسّرات الكميّات.
ستمرّ الساعتان كما اللحظة ، ستمرّ ويبدأ المُحلّلون " يتفصحنون" ويُبدون الرأي والمشورة ...مشورة ما بعد الحَدَث !!!
أنّنا على موعد ، بل على مواعيد ، فبعد أربعة ايام من الكلاسيكو هذا سيلتقي العملاقان في لقاء نهائي كأس ملك اسبانيا على ملعب ميستايا في فالنسيا ، وأغلب الظنّ انهما سيلتقيان في نصف نهائي الدوري الاوروبي..وفي كلاسيكو آخر وآخر.
في نيسان سيكون هناك عيدان : الفصح الإلهيّ والفصح الأرضيّ ، وسأعيّدهما كلّ بمراسمه الخاصّة وبفرحة غامرة، وسأرقص كلما قفز ميسي فرحًا ورفع عينيه نحو السماء شاكرًا.
فكلّ عام وكلّ فصح وكل كلاسيكو والجميع بألف خير.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :