الأقباط متحدون | بادرة أمل لعودة الأهرام بعد سرقتها
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٤٥ | الجمعة ١ ابريل ٢٠١١ | ٢٣ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٥٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

بادرة أمل لعودة الأهرام بعد سرقتها

الجمعة ١ ابريل ٢٠١١ - ٣٥: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: شريف منصور 
أول مرة منذ أن بدأت أقرأ جريدة الأهرام يوميًا، وأنا في الثامنة من عمري، في محاولاتي لمعرفة أخبار أبي -الله يرحمه- في حرب اليمن، أخيرًا أشعر أن محبوبتي جريدة الأهرام قد تعود حرة نظيفة وقوية مرة أخري. 
الأهرام  الجريدة التي جعلتني أعشق مصر، وجعلتني مصريًا متفاعلاً مع الأحداث بمعني الكلمة. أسبوعيًا كنت أنتظر مقال الأستاذ "محمد حسنين هيكل"، كنت أفهم منه سطرين في البداية، وإن كنت محظوظًا ولم يكتب الأستاذ كلمات كبيرة تقاس بالمتر ، كنت أحصل معنى  جملة أو جملتين في النهاية. "محمد حسنين هيكل" –الأستاذ- تعبيراته وما تحمله من أكثر من معنى، كانت في نظري كطفل في الثامنة من عمرة أصعب من كلمات أغاني أم كلثوم. ولكنني كنت أعشق  قراءة مقالة الأسبوعي لكي أستخدم تلك الجملتين لكي أتفلسف علي أقراني وأصدقائي في المدرسة، وأقول لهم الأستاذ "محمد حسنين هيكل" كتب في الموضوع الفلاني بالأمس.
وفي يوم من أوائل شهور عام 1967 ضبطني أستاذي ومعلمي الشيخ "عبد الرحمن شحاتة" -ألف رحمة عليه- أتفلسف –كالعادة- على أحد أصدقائي عن موقف مصر من إسرائيل، وما قاله الرئيس "جمال عبد الناصر" من رمي إسرائيل في البحر، وغلق المضايق، إلخ، قلت لصديقي: ولكن الأستاذ "محمد حسنين هيكل" له نظرة مختلفة في هذا الموضوع. وسألني المرحوم الشيخ "عبد الرحمن شحاتة": هل تقرأ مقالات الأستاذ محمد حسنين هيكل؟ فقلت له: نعم أقرئها. فقال: إذن في يوم الاثنين من الأسبوع القادم في حصة اللغة العربية، ستقوم بتلخيص المقال الذي سينشر في عدد يوم السبت. وتقدمة للفصل، أعترف لكم؛ هذه أول مرة أشعر بأنني لابد أن أفهم وأفك طلاسم موضوع مقال الأستاذ من الألف إلى الياء. ولحسن حظي وسوء حظ مصر، لم يكتب الأستاذ محمد حسنين هيكل مقالًا في هذا الأسبوع ولعدة أسابيع متتالية، لسبب لا أعرفه إلى اليوم. ولكن من واقع بصيرة الأستاذ هيكل الاستراتجية عن أخطاء حرب 67، والتي أثبت بعدها أنه رجل الاستراتجيات الذي فهم إسرائيل ولم يستمع له المسئولين. لهذا أوكل له رئيس النكسة جمال عبد الناصر عام 1968 إنشاء مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. وأنتم تعرفون بقية القصة..
اليوم هو يوم تاريخي أيضًا، بعد طول انتظار قد أصدر الدكتور "عصام شرف" قرارًا بتعيين الأستاذ "لبيب السباعي" رئيسًا لمجلس إدارة الأهرام،  والأستاذ "عبد العظيم حماد" رئيسًا للتحرير. 
الأستاذ "لبيب السباعي" لمن لا يعرفه هو المشرف علي صفحة الشباب، التي تنشر في جريدة الأهرام. في الحقيقة هذا الرجل بكل بساطة كان يعوم ضد تيار الفساد في بحر بلا ماء. كان يقوم بخدمة الوطن الشريفة من خلف لافتة الشباب و التعليم. علي سبيل المثال وليس علي سبيل الحصر، قد تصدي هذا الرجل الشريف لبيع أرض بجانب جامعة القاهرة، و لولا تدخله وفضحه للأمر، لكانت تلك الأرض تعد وتحصى اليوم من الأراضي التي سرقها لصوص الشعب في العهد البائد.
 
إنني متفاءل جدًا بهذا التعيين، بل متفاءل جدًا أن تكون التغييرات، والتي لا أعرف الكثير عمن  عينوا في بقية وسائل الأعلام. ولكنني أكاد أكون متأكدًا أن بقية الاختيارات تمت بنفس المستوى المرتفع من الاختيار. هؤلاء المختارين هم رجال يحملوا مسئولية شرف مهنة القلم، التي فسدت بفساد الحكم في غالبية المؤسسات الصحفية الحكومية. هؤلاء الرجال مسئوليتهم تتلخص في مسئولية صادقة في تنوير شعب أنينه مازال يسمع في شوارع مصر، من الفساد الخلقي و الفساد الاجتماعي، وفساد الذوق العام، وفساد الثقافة وفساد الخطاب الديني.  
 
و أخيرًا أود أن أرسل رسالة تحية للدكتور "عصام شرف" على هذا الاختيار العظيم، ولا ننسي الدكتور "يحي الجمل" الرجل المهذب ذو الخلق الرفيع، لأنه هو من ترأس وتحمل مشقة تقديم هذه الاختيارات. 
وأخيرًا أقول لأستاذنا "لبيب السباعي": نهنئ أنفسنا يا أستاذ على هذا الاختيار، ونقدم لك كل التمنيات الطيبة في مهمتك الصعبة، ولكنها  ليست مستحيلة، لأنك كفء و تستطيع أن تنظيف رداء وقلب جريدة الأهرام من قاذورات الحكم البائد. 
 
في النهاية لي طلب صغير جدًا يا أستاذي. انصف كل من تجنى عليهم الأهرام ببجاحة إبان العصر البائد، حين كان على رأسه "أسامة سرايا" صاحب الصورة المزرية التي أخجلتنا أمام العالم. كل من تجنى عليهم الأهرام من الشعب المصري وبالأخص الأقباط، حين نشر معلومات ملفقة وكاذبة عنهم. وليكن هذا الإنصاف بإصدار تعليماتكم بالتحقيق في وقائع محددة على سبيل المثال وليس الحصر. 
الاتهامات الكاذبة للأقباط المقيمين خارج مصر على رأسهم المرحوم المهندس "عدلي أبادير يوسف"، والتي نشرت في أكتوبر عن عام 2005، عن مؤتمر الأقباط في واشنطن. هذا المؤتمر الذي شهد أكبر تجمع وطني مصري، جمع مصريين من خلفية إسلامية ومسيحية، ولم يهدف إلا لفضح الفساد الذي أثبتت ثورة يناير 2011 صحة كل كلمة قالها المرحوم المهندس "عدلي ابادير يوسف". يومها عندما صرخ المهندس عدلي منددًا بفساد مبارك الشخصي، وتكدس المليارات في بنوك سويسرا باسمه وباسم أسرته.  في عدد اليوم الذي نشر الخبر السعيد بتعيينكم رئيسًا لمجلس إدارة الأهرام فيه خبر بعنوان "وفد قضائي يتوجه إلى أوربا لاستعادة أموال "مبارك" و18 مسئولاً سابقا" يوم الخميس 26 من ربيع آخر 1432 هـ،   31 مارس 2011 السنة 135 العدد 45405. لعل هذا الوفد يذهب إلى أسرة المرحوم المهندس "عدلي "أبادير" ليقدم لهم الشكر على أنه كان أول من فضح مبارك ونظام حكمخ ومعاونيه. 
أستاذنا؛ أنت حارس النزاهة فكن يقظًا ولا تخف من تهديدات الكراسي. لو دامت لهم ما جاءت لغيرهم اليوم. 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :