الأقباط متحدون | أمّي ...... لحن الوجود
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٥٥ | الجمعة ١٨ مارس ٢٠١١ | ٩ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٣٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أمّي ...... لحن الوجود

الجمعة ١٨ مارس ٢٠١١ - ٤٢: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: زهير دعيم
 أمّي يا لحن الوجود وأغرودة الحياة.
 أمّي يا بسمة تُجمِّل ثغر البشر وتُدفِّىء الضّلوع.
 امّي يا أملا أخضر يُزهر فوق ربوعنا ، فيُعطِّر كياننا بالطمأنينة ، ويصبغ أوقاتنا بلون الفرح .
  ...أنتِ محبة الإله المُنسكبة بردًا وسلامًا على قلوبنا  في وقت الضّيق، بل هديته الأحلى لنا . كيف لا وانت بلسم لجروحنا ، وعزاء في أحزاننا ، وفَرَج في ضيقتنا ، وأمل في ليالينا الحالكة.
تساءلت وما زلتُ أتساءَل : كيف تكون الحياة بدونك ِ؟ أترى كلمة قفر تكفى لتصوير الوضع إياه؟ أم تراها صغيرة ، ضئيلة لا تفي بالمطلوب، فهذا طفلكِ الصغير بدونكِ – حتّى ولو فاز بالف عناية- يبقى مُضطربًا ، هائجًا وباكيًا الى أن يسمع صدى صوتك وينعم بدقّات قلبك فيروح  يبتسم ثم تراه يغفو والطمأنينة ملء خلاياه.

 وفي الكتاب المقدّس وفي مزاميره يصف داود النبيّ المؤمن المُلتجىء الى الإله المُحبّ قائلا : " بل هدأت وسكت نفسي كفطيم نحو أمّه "
 حقًّا في الامومة هدوء وطمأنينة ، وعطاء لا يفوقه عطاء ، وبذل يعجز قلم الفيلسوف من أن يصوّره ، وريشة الرسّام أن تلوّنه ، وإزميل النحّات البارع من أن يُجسّده.

 إنّها جملة عطايا ، وكوكبة من الأحباب ، وأضمامة رياحين ، وحزمة من نور ، وباقات من الأحاسيس جُبلت في مخلوق واحد فكان الامّ، فحريّ بنا أن نجعل ونُخصِّص لكِ عيدًا ، فنجتمع إليكِ لنرنو بنهم ونحن نُقدّم لك الهدايا الحسّيّة والمعنوية ... نرنو ولا نشبع.
  حريٌّ بنا أن نعيد لك بعضًا من جميلك ...وأنّى لنا ذلك ، فمهما فعلنا وقدّمنا فلن ننجح، حتى ولو حكنا لكِ من النجوم شالا ومن الأقمار تاجًا ، فسنبقى مُقصِّرين.
فالليالي تشهد كم ساهرتها وأنت تهزّين سرير طفلك حينما يفِرّ من عينيه النوم ويجفوه النعاس ، والديكة تعترف بأنك سبقتها الى الفجر بنغماتك ووقع قدميك الجميلتين ،والشمس تقرّ بأنها تغيب خلف الافق وتتوارى فوق البحار ، في حين يظلّ نورك يشعّ ويشعشع في كل الاوقات.

 ونحن  نقرّ أنّنا لن نوفيك حقّكِ ولن نستطيع أن نردّ لك جميلك ، لذا نرنو الى السماء في كلّ يوم سائلين ساكن الأعالي أن يُعوّضك ويهبك من لدنه الصحّة وهدأة البال والعمر الطويل ، لتبقي منارة في دروبنا .
أمّي التي غيّبها الردى وما زالت روحها تحوم فوق بيوتنا وربوعنا وتلالنا، وما زال وقع قدميها في ساحة البيت ، أحبّك كما تحبّ الموجة الصغيرة حضن الشاطىء في يوم ربيعيّ من  آذار.
أحبّك وأتوق الى عناقك المقدّس  ، والى دعاء يصعد بخورا الى العلاء..والى بسمة حيية ملأى بالطهر والنقاء.


 أمّي  وكلّ أمّ  ؛يحلو لي ان أقطف لك في عيدك اضمامة من الأقاح والوزّال ، مُعطّرة  بأريج العرفان ، وملوّنة بلون الشَّفَق ، وأزفّها إليك حالمة، عساها تجدكِ تتسربلين بسربال الصّحة القشيب.
أمّي وكل أمّ.... الله يحبّكنَّ وكذا نحن.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :