الأقباط متحدون | نعم للتعديلات الدستورية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:١٩ | الجمعة ١٨ مارس ٢٠١١ | ٩ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٣٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

نعم للتعديلات الدستورية

الجمعة ١٨ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: أماني موسى
مستغرب؟؟ عادي أنا كمان مستغربة وجدًا، تعالى نندهش سوا ونستغرب برده سوا، أصل الصبح وأنا ماشية في الشارع زي كل يوم، لقيت الناس ماشية ومكفهرة (العادي يعني)، اللي مش عادي بقى هو إن فيه طفل صغير مايعديش العشر سنين ماسك ورقة وبيوزعها على كل الماشين بتقول "نعم للتعديلات الدستورية من أجل مصر" !!!

معرفتش بصراحة أنهي مصر اللي بيتكلموا عنها؟ مصر الثورة والتحرير والبداية الجديدة ولا مصر المتقطعة زي التورتة وكله عايز ياخد حتة.
بيني وبينكوا قلت أتسلى على الولد لأني كنت واثقة أنه حتى مش فاهم إيه اللي بيوزعه، ورجع لذهني المشهد القديم بتاع انتخابات النظام البائد وتوزيع منشورات تُملي على المواطن القاصر عديم السياسة ينتخب مين ويعمل إيه بس من غير ما يفهم ليه! وكمان مشهد استغلال براءة الأطفال أو حاجة وجهل الكبار من خلال العملات الورقية المغرية، يكفينا شر إغرائها وشر الحاجة إليها.
المهم قربت من الولد وسألته إيه اللي بتوزعه دة يا حبيبي؟ فقال لي وهو خايف كأنه بيكلم أمين شرطة –سابقًا-، دي ورقة حلوة عن الانتخابات!
فسألته: تعرف إيه اللي مكتوب فيها؟ أو إيه معناه؟ فقال لي ببراءة مختلطة بغباء طفولي: لأ. بس هي حاجة كويسة.
فقلت له وإيش عرفك إنها كويسة، فكانت إجابته "هما اللي قالوا لي".

–العبارة دي بتتعبني كنت بسمعها قبل الثورة ومعنديش استعداد اسمعها تاني لأنها بتعني مؤشرات خطيرة وإننا لسة بنعاني جهل ومش دي المشكلة دلوقتي لأن التخلص من الجهل هيحتاج لسنين مش بين يوم وليلة، لكن المشكلة الأكبر إن لازال هناك مجموعة من اللي بالي بالك لم يتطهروا بدماء الثورة ولسة أفكارهم وأياديهم ملوثة ومصممين على استغلال الجهل دة لصالح مصالحهم ومصالحهم فقط.
بعد ما الولد قال كدة، بصيت حواليا أشوف مين اللي قالوله، وعرفت الإجابة علطول أول ما لقيت يافطة كبيرة بإمضاء الإخوان بيطالبوا بالموافقة على التعديلات واعتبار الخروج عنها خروج عن الدين ومعصية!!
حلو الكلام –من أولها هنقول أهو اللي هيقول لأ يبقى بيخالف شرع الله-.

مشيت وسبت الولد مستمر في التوزيع والناس مستمرة في أخد الورقة، وكملت لقيت الناس في المترو بتقول نفس الكلام. وحتى سواق التاكسي والبواب كان مع التعديلات بحجة الاستقرار  والحفاظ على مصر وعلى الدين... لكن بمجموعة من النقاشات المنطقية والهادية، زي إن الاستقرار المبني على فساد هو استقرار زائف ومش هيجيب إلا الدمار، ولما ندي للريس كل الصلاحيات –مهما كان كويس ورائع وزي الفل- يبقى ساعتها بنديله الجذمة وبنعري قفانا والباقي أنت عارفه بقى.
وخاطبت إنسانيته وفكرته بدم الشهدا اللي راحوا واللي عاشوا بعاهات مستديمة وفقدوا أحد أعضائهم عشان يدونا الحرية وإن دة وقتنا ودورنا عشان نحافظ على اللي قدموه لينا ودفعوا تمنه غالي....
بعد النقاشات اتغير الفكر 180 درجة وقالوا هنروح ونقول لآ.

المشكلة برأيي مش في آه أو لآ أد ما هي مشكلة توعية وإعادة تأهيل سياسي لشعب يعاني كساح سياسي حاد وجهل معرفي مزمن، يعني مينفعش شعب عنده حالة جفاف ديمقراطي من 60 سنة ونيجي مرة واحدة نفتح له حنفية الديمقراطية على أخرها ونقول له : أشرب يا حلو.... مش أنت عايز ديمقراطية خد، ونخليه ياخد قرارات مصيرية عن جهل مبين. رفقًا بمصر يا أولاد مصر.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :