الأقباط متحدون | إلى متى الظلم يا بلد ؟؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٤٧ | الاربعاء ١٦ مارس ٢٠١١ | ٧ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٣٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

إلى متى الظلم يا بلد ؟؟

الاربعاء ١٦ مارس ٢٠١١ - ٥٦: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: صبحي فؤاد
الحكم الأخير الذي أصدره القضاء المصري يوم 17 من هذا الشهر ضد الشاب المسيحي"جرجس بارومى"المتهم باغتصاب فتاة مسلمة من مدينة فرشوط بمحافظة قنا، يعد بكل المقاييس قمة الظلم والافتراء لأسباب عديدة من ضمنها أن الشاب طبقًا للتقارير الطبية كان ولا يزال عاجزًا جنسيًا، فكيف له إذن أن يغتصب فتاة ويقوم بفض غشاء بكارتها، ويعاشرها معاشرة الأزواج طبقًا لما جاء في محضر وحدة مباحث المركز ؟؟
وعلى افتراض إن الشاب لم يكن عاجزًا جنسيًا فبأي عقل ومنطق يمكننا أن نصدق انه قام بفعلته في وضح النهار، بالقرب من كوبري يعبر عليه المئات في كل لحظة بدون أن يشاهده احد من سكان القرية وبدون أن يسمع أحد صراخ واستغاثة الفتاة ؟ ولماذا لم يسمع الناس صراخها وصوتها المرتفع إلا بعد أن فض المتهم غشاء بكارتها، ومارس الجنس معها ؟ .

إنني لا أعرف كيف يعقل أن نقبل بصحة هذا الحكم الظالم رغم أن الفتاة في أقوالها الأولى أدعت أنه حاول خلع ملابسها فقط، وعندما صرخت هرب من أمامها ثم غيرت أقوالها تمامًا فيما بعد، وادعت أنه اعتدى عليها مما يؤكد أن هناك من لقنها وحفظها ودورها وما يجب أن تقوله أو تقوله عند اخذ أقوالها مرة ثانية، لكي يصدر حكم ظالم ضد المتهم ؟
ولماذا لم يتم الكشف الطبي فورًا على الفتاة، والشاب المتهم للتأكد من صحة ومصداقية أقوال الفتاة ؟، ولماذا لم يتم التحفظ على ملابسهما وتحويلها إلى جهات الاختصاص لإثبات صحة المعاشرة الجنسية بينهما والتي ذكرها ضابط المباحث في محضره !!

لاشك أن ظروف وتوقيت القبض على الشاب المتهم"جرجس البارومى"بعد وقت قصير من مذبحة كنيسة"نجع حمادي"التي قام بها بعض القتلة المجرمين، تشير بلا أدنى شك أن عملية القبض"جرجس" وتوجيه تهمة الاغتصاب إليه يبدوا كما لو أن الأمر كان مدبرًا ومخططًا له على أعلى المستويات من قبل جهات ما ربما أمنية أو سياسية، من أجل الضغط على الأقباط للتنازل عن حقهم في محاكمة قتلة كنيسة"نجع حمادي"،  إرضاءًا للمتطرفين مقابل إطلاق سراح المتهم المسيحي .. ولكن إزاء إصرار الأقباط على محاكمة القتلة وما ترتب على ذلك من إصدار حكم قضائي منذ أيام قليلة، بإعدام واحد فقط من المتهمين وتبرئة الآخرين، رغم اعترافاتهم القوية التي تدينهم ..كان من المتوقع أن يصدر القضاء المصري حكمًا امنيًا سياسيًا ظالمًا لا علاقة له بالعدالة أو القانون ضد الشاب المسيحي.

المذهل في أمر هذه القضية والتهمة الموجهة إلى الشاب المسيحي - الذي أثق مثل ملايين غيري انه بريء - إن الإعلام المصري وبعض رجال النظام السابق الفاسد بعد لحظات قليلة من القبض على المتهم  وجدناهم بسرعة عجيبة يقولون كلمتهم ويصدرون إحكامهم بإدانة المتهم، رغم إننا نعرف أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته ..على سبيل المثال وجدنا واحد مثل رئيس مجلس الشعب السابق"فتحي سرور" يصرح بان الشاب المتهم مذنب ويستحق القتل قبل أن ينظر القضاء في قضيته، أو يبدأ بجمع الأدلة والبراهين الضرورية مما يؤكد أن هذه القضية كانت مرتب لها ومطبوخة وملفقة من بدايتها إلى نهايتها، للتغطية على مجزرة جريمة قتل الأقباط في"نجح حمادي" وتصعيد التوتر الطائفي بين الأقباط والمسلمين في صعيد مصر .

حقًا انه من العار والخزي أن نجد القضاء المصري - المسيس اغلبه وبعضه الأخر منتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين- يصدر أحكام البراءة للقتلة والمجرمين، بينما يحكم على الأبرياء بأقصى العقوبات ..من الخزي والعار أن نجد بعض أحكام القضاء المصري تصدر بناء على الهوية الدينية، وليس استنادًا إلى البراهين والأدلة والحقائق والدليل .

اعتقد أن كلنا يذكر للرئيس السابق"مبارك"إدعاءه الكاذب في مطلع هذا العام بان القاعدة كانت وراء تفجير كنيسة القديسين بالسكندرية، وقتل عشرات الأقباط نتيجة لهذا العمل الإجرامي البشع .. وكلنا لا يزال يتذكر كيف أن وزير الداخلية"العادلى"المحبوس حاليًا  ادعى وقتها أن بعض الفلسطينيين المتطرفين هم الذين نفذوا جريمة تفجير الكنيسة وقتل الأقباط،
وبعد تركهما السلطة أظهرت الحقيقة واكتشفنا إنهما – مبارك والعادلى - كانا وراء هذا العمل الدموي الإجرامي الحقير وليس القاعدة أو حماس !!

على أي حال إنني على يقين وثقة إن عاجلاً أو آجلاً سوف يلقى كل من دبروا أو خططوا أو لفقوا التهم لهذا الشاب المسيحي البريء أو غيره من الأبرياء الموجودين في السجون المصرية، مصيرًا أبشع من مصير"مبارك"و"العادلى"وغيرهما من الظلمة .. وثقتي هذه تنبع من قناعتي وإيماني بان الظلم مهما طال لابد أن ينتهي، وعند نهايته يرتد إلى أصحابه ثانية كي يذيقهم من نفس الكأس المر، ويجعلهم يواجهون نفس مصير الذين ظلموهم .

sobhy@iprimus.com.au




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :