الأقباط متحدون | إنتكاسة الوحدة الوطنية فى أطفيح
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٠٨ | الثلاثاء ٨ مارس ٢٠١١ | ٢٩ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٢٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

إنتكاسة الوحدة الوطنية فى أطفيح

الثلاثاء ٨ مارس ٢٠١١ - ٢٣: ٠٩ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم:  هيام فاروق
كنت أود أن أكتب مقال عنوانه (لازم نتصالح) لما كان فى داخلى من مشاعر حب للسلام ورغبة جامحة فى استعادة وطنى الجميل الحر الذى يحكى عنه العالم كله ويشهدون بروعة ثورته وعظمة حضارته . ولكن فجأة توقف عندى هذا الشعور الجميل وانقلب إلى مشاعر غضب شديد لما رأيته من أحداث متتابعة تدمى القلب وتوجعه .
أهمها هى كثرة الأحداث الطائفية المروعة وسامحونى فى تسميتها بـ ( عقاب جماعى أو إبادة جماعية للأقباط بمصر ) كنت أصدق أنه مخطط لهذا أيام حبيب العادلى ولكن يبدو أنه كان مُنَفِذاً فقط  لها ، ولكن رأس المُخَطط مازال قائما .. كانت هناك شعارات كنت على وشك تصديقها من أننا جميعا شعب واحد بمسلميه وأقباطه ، واحتضان الهلال مع الصليب وقبلات القس والشيخ واشتراكهما جنبا إلى جنب فى ثورة 25 يناير وإذ بى أفاجئ بأنها أفلام وتمثيليات لإتمام مقاصد الثورة ، وبعدها تبدأ نفس مشاعر الكراهية والبغضة الكامنة فى الصدور من قبل الثورة .
ورغم أنى لا أحبذ ولا أنجذب إلى تأييد أى مظاهرة إلا أنى كنت مُشَجِعة ومؤيدة لهذه المظاهرة السلمية للأقباط أمام ماسبيرو التليفزيون المصرى .. وفى متابعتى للأحداث الجارية عن طريق برنامج "مصر النهاردة" للإعلامى خيرى رمضان سمعت حواره مع القس فيلوباتير راعى كنيسة الشهيدين بقرية أطفيح ومداخلة محافظ حلوان وحديثه المملوء بمجموعة أكاذيب ومراوغات لا تخفى على أحد بحيث أنه لابد أن يستقيل لما أدلاه من حقائق غير صحيحة يتنطع بها على الإعلام لكى يصمت الأقباط أو لحفظ ماء وجهه على الأقل  .. فقد قال أنه لم يتحرك من القرية إلا بعد أن هدأت الأمور وانفض المسلمون من أرض الكنيسة المنهدمة فى حين أنهم مازالوا حتى الآن معتصمين فى نفس المكان منعا لتنفيذ أى أوامر عسكرية بأخذ مقايسات لإستعدادات البناء الذى وعد به السيد مشير طنطاوى . وأيضا قوله أن المسيحيين موجودون بالقرية آمنين فى حين أنه لم يوجد ولا مسيحى فى القرية وكلهم كانوا أمام ماسبيرو التليفزيون مطالبين بتأمين عودتهم إلى منازلهم ، ومجموعة أخرى من الأكاذيب لاداعى لسردها فقد سمعها الجميع .
وإنى لأتعجب أشد العجب .. أين جيشنا المصرى الذى نتشدق به فى كل زمان ومكان ؟ كيف انبهرنا بهذا الجيش وسموه فى التعامل مع المتظاهرين فى ميدان التحرير لأنه لم يطلق رصاصة واحدة رغم أنه كان هناك العديد من أعمال الشغب والتجاوزات وأعمال التخريب فى حين أطلق رصاص حى وقذائف"آر بى جى" على مجموعة رهبان عزل حينما أعاقوه عن تنفيذ حكم عسكرى بهدم السور المقام حول الدير؟ أليس الموقف مشابه تماما فى الإعتراض على تنفيذ حكم عسكرى بأخذ مقايسات لبناء الكنيسة واعتراض مسلمى القرية على ذلك ومنعهم للجيش من أداء عمله بالقوة .. فلما لم يطلق الجيش الرصاص إذن؟ لماذا فرغت جعبته من الرصاص الآن رغم أن هؤلاء يستحقون التفجير وليس الضرب بالرصاص الحى ؟ كيف لهؤلاء الجهلة والمتطرفين الرعاع من منع تنفيذ أوامر عسكرية والمصيبة أن يتراجع الجيش ويعود ؟ والمصيبة الأشد وطأة هى ذهاب أحد لواءات الجيش للتفاوض مع شيخ القرية ولم يوفق لا فى استعادة بناء الكنيسة ولا فى رجوع أهالى القرية الأقباط إلى بيوتهم وليس هذا فقط بل أيضا إقامة شعائرهم الدينية على أرض الكنيسة . يا له من جهل مدقع وجبروت بغيض . أهذه هى مقاصد الثورة ؟
إستنكر أحد أصدقائى على الفيس بوك عبارة ( الشعب والجيش إيد واحدة ) قائلا إيد واحدة لا تصفق أبدا . هذا صحيح .
نحن فى مفترق طريقين لا ثالث لهما : إما أن نعمل على بناء دولة مدنية بقوانين ودستور حر يكفل العدالة الإجتماعية والمساواة لجميع المواطنين . وإما أن نسلم الدولة لحكم الإخوان الذى بدا لى أن هناك إتفاق بين الإخوان والقوات المسلحة لتسليمهم السلطة وتحويل مصر إلى دولة إسلامية . وحينئذ ستشاهدون بأعينكم كيف تحولت مصر الفرعونية العظيمة .. إلى إيران أو أفغانستان أخرى وسيلعن المسلم قبل المسيحى اليوم الذى ولد فيه .
أناشد قواتنا المسلحة بسرعة التحرك وإستخدام ما لديها من رهبة وقوة فى قمع هذه الأحداث المتتالية من إضطهاد واضح وجلى ومعاقبة الجناة حيث أن القضية ليست معقدة وليس بها أى أنواع من اللبس والغموض فالجناة معلومين بالصوت والصورة من خلال الفيديوهات المعروضة والتى توضح على الملاء من هم الجناة ، والموضوع غير محتاج إلى لجنة تقصى حقائق فالحقائق واضحة وضوح الشمس للقاصى والدانى .
وأود أن أقول للجميع أن هذه المظاهرة عن مرأى ومسمع من الجميع سلمية تماما ومنظمة تنظيماً رائعاً وليس فيها أى من راكبى الموجة فالفائدة التى ستعم منها ستعم علينا جميعا . ومازلنا نطالب بتأمين رجوع أهالى القرية الأقباط وأن تُبنى كنيستنا فى مكانها تماما والتعهد بعدم المساس بها مرة أخرى وضرورة معاقبة الجناة أشد العقاب .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :