الأقباط متحدون | تأثير الأقباط على الحضارة الإسلامية والأوروبية بكتاب لمؤلف فرنسي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٠٠ | الخميس ٣ مارس ٢٠١١ | ٢٤ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٢١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

تأثير الأقباط على الحضارة الإسلامية والأوروبية بكتاب لمؤلف فرنسي

الخميس ٣ مارس ٢٠١١ - ٤١: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

كتبت: ميرفت عياد
"إن الإسهامات القبطية على الحضارة العالمية كبيرة وواسعة المدى، لهذا حان الوقت نحن الأقباط مسلمون ومسيحيون أن نحيي هذا التاريخ المنسي الذي خلفه لنا أجدادنا. لقد صدق من قال إن شعبًا بلا تاريخ ليس شعبًا، ونحن الأقباط مسلمون ومسيحيون عرضة لأن نفقد مصدر أساسي من مصادر هويتنا، فإن حدث ذلك، ستكون هناك مأساة حضارية؛ لأن دراسة تاريخ أسلافنا وفهم إنجازاتهم وأخطائهم، أساسي لإضاءة طريق المستقبل".. هكذا قال د. "أمين مكرم عبيد" في كتابه الذي قام بإصداره تحت عنوان "تأثير الأقباط على الحضارة"، والذي يقع في حوالي (70) صفحة، مقسَّمين إلى جزئين، أحدهما باللغة العربية والآخر مترجم إلى اللغة الإنجليزية.

الشعب الذي تناساه التاريخ
ويذكر الكتاب ما أطلقه الكاتب الصحفي الفرنسي "بيرونسيل هوجوز" من لقب على الأقباط، وهو "الشعب الذي تناساه التاريخ". والسبب الرئيسى لهذا اللقب، هو نظام التعليم في "مصر" الذي يهمِّش الحقبة القبطية في مناهجه، حيث تقفز كتب التاريخ من المرحلة الفرعونية إلى الإسلامية، ويتم تجاهل نحو ألف عام لا أثر لها على صفحات الكتب. فقد يبدو أن حجة البعض في تهميش تاريخ الحقبة القبطية، يعود إلى العبارة المكرِّرة، والتي تقول: "ربما لا يوجد أي شئ لنتعلمه من الأقباط سوى تاريخ الكنيسة المحلية"، لهذا يقدِّم د. "أمين" هذا الكتاب؛ ليوضِّح دور وتأثير الأقباط على الحضارة، وذلك من خلال شرح تأثير الأقباط على الحضارة المسيحية، وكيف ساهم هذا التأثير على صعيد الثقافة الإسلامية والحضارة الأوروبية؟

"الإسكندرية".. والعلوم المصرية القديمة
وأشار المؤلِّف إلى أن الأقباط كان لهم تأثير على الحضارة الغربية والإسلامية، من خلال الإسهامات في كافة الميادين، سواء كان هذا التأثير مباشر أو غير مباشر، حيث كانت "الإسكندرية" غنية بالعلوم المصرية القديمة. ومن هذه الإسهامات غير المباشرة، علم الرياضيات الذي تأسَّس بصورة كبيرة على الخبرات المصرية، حيث كانت العصور الوسطى في حاجة ماسة لعلم الرياضيات القديمة، كما أن علم الفلك اعتمد على التجارب العملية والعلمية التي قام بها أقباط "مصر" القدماء، وبمساعدتهم ازدهرت العلوم اليونانية بـ"الإسكندرية"، هذا إلى جانب مساهمتها في مجال العلوم التطبيقية، حيث أن "الإسكندرية" وفَّرت للعالم أول موتور يعمل بالبخار، وكان مخترعه رجل عبقري يُدعى "هيرو"، وهذا ليس بالشئ الجديد على الأقباط، فقد قام أجدادهم المصريين باختراع الماكينات الجديدة لتساعدهم على تنفيذ مشروعاتهم العملاقة، مثل بناء الأهرامات والمعابد، والدليل على ذلك وجود ورشة ضخمة للمعادن بطريق "سقارة".

الموسيقى الفرعونية.. والكنيسة القبطية
أما عن مساهمات الأقباط بصورة مباشرة في الحضارة العالمية، قال د. "عبيد" إن العلَّامة "أوريجانوس" أكثر من ساهموا في العمل على انتصار المسيحية في منطقة البحر المتوسط من الناحية الروحية والفكرية على حد السواء، حيث ساهم نمو الفكر المسيحي في دعم المسيحية، حتى إنها أصبحت تهدِّد الإمبراطورية الرومانية، وهو ما جعل كثير من الولاه يشنون الحرب على المسيحية لاقتلاعها. موضحًا أن هذا المناخ المتوتِّر هو الذي نتج عنه عصر الشهداء، ومن هنا يتضح دور الإسهام الفلسفي القبطي في ثقافة البحر المتوسط، حيث أن الديانة المسيحية احتفظت بأفضل مما خلَّفه الفراعنة، وفي نفس الوقت طمست الخرافات والمفاهيم العقيمة التي تبناها القدماء. أما بالنسبة إلى الموسيقى القبطية، فقد أثبتت الدراسات أن القداس القبطي أهم مصادر حفظ الموسيقى المصرية، وبالتالي لم تتأثر كثيرًا بالأنغام العربية، لدرجة أن عالم المصريات د. "درايتون"، قال: "إن المفتاح لسر الموسيقى الفرعونية هو الاستماع إلى موسيقى الكنيسة القبطية المستخدمة حتى الآن".

إنتاج أدبي قبطي غزير
وأكَّد الكتاب أن الأقباط يتميزون بإنتاجهم الأدبي الغزير، سواء كان هذا باللغة اليونانية أو القبطية، وأخيرًا باللغة اليونانية. كما أنهم أول من اخترعوا كتابة وتدوين المخطوطات، وهي الخطوة التمهيدية لكتابة الكتب الحديثة فيما بعد. وبعد الفتح الإسلامي، ازدهرت النشاطات القبطية الأدبية، خاصة خلال الحكم الفاطمي والأيوبي، حيث ظهرت الدراسات اللغوية القبطية، والتي أظهرت تأثر اللسان القبطي باللغة اليونانية والفرعونية، وظهر الأدب المصري مكتوبًا باللغة العربية بلغة منظومة موسيقية، كما في أعمال "ابن العسال" و"بن الراهب" اللذان تميَّزا بنظم الشعر التعليمي.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :