- ننشر تفاصيل مقتل شاب مسيحي بقرية "العوامية" بـ"سوهاج"
- "البلتاجي": لن ينفض الميدان إلا برحيل حكومة "شفيق"، و"النقاش": هذه التظاهرات حماية لمكتسبات الثورة
- الكنيسة المصرية: تصرفات دير الأنبا بيشوي غير حكيمة
- "الكلمة" يدين الاعتداءات على دير الأنبا "بيشوي" ويطالب بالتحقيق العاجل في الحادث!
- نداء الى اصحاب النيافة واصحاب القداسة فى كنيستنا الارثوذكسية
(2) كنوز أمى الحبيبة الطيبة وأحلام ثورة 25يناير 2011م
بقلم: د.ماجد عزت اسرائيل
أمي الحبيبة الطيبة مر على رحيلك عامين وبالتحديد منذ 23 فبراير 2009م،وكأنك لم تودعينا إلا بالأمس القريب ،ومازالت كلماتك الحلوة الطيبة في آذاننا ولا تـــــــزال دعواتك السمائية تسكن في قلوبنا،ويدك الحنون تمتد لتمسح دموعنا،وحضنك الدافئ ضمنا،ووصاياك الطيبة تنير لنا دربنا .
أمي الحبيبة الطيبة تذكرتك، في طفولتي و شبابى وحينما كنت فى المدرسة،ودعواتك لي كل صباح بالنجاح والتفوق،وفرحتك يوم تخرجي من الجامعة وحصولي على الماجستير والدكـــتوراه، ويــــوم عملي وزواجي، وفرحتك بزوجتي و ولدى مارك ومارسلينو، ولايزال يتذكرونك معى ، وكم هم لا ينسون كلامتك الطيبة وحنانك عليهم.
على أية حال، كانت أمى الحبيبة الطيبة تحب أن تسمع الكتاب المقدس عن طريق شريط التسجيل وخاصة الآية التى تقول:"لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض حيث يفسد السوس والصدا وحيث ينقب السارقون ويسرقون بلا كنز والكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدا وحيث لا ينقب سارقون ولايسرقون لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلب أيضًا"(انجيل متى 6: 19 – 21)،فأمي كانت دائما العطاء بكل ما كانت تملك كثير كان أم قليل، أشياء عينية أو مادية.
أما كنوزها التى تركتها أمى الحبيبة الطيبة، فأعتادت فى حياتها الاحتفاظ بكل ورقة إى كانت قيمتها فتركت أيصالات وقصاصات هامة نذكر منها، شهادات العماد لى وللاسرة منذ خمسنيات القرن الماضى،والشهادات الدراسية،وبطاقات الملكيات الزراعية، وهى التى أعقبت ثورة 23 يوليو 1952م، وكرنيهات الإتحاد الاشتراكى، وبعض الخطابات والمراسلات التى كانت تتم ما بين الأسرة والمؤسسات الحكومية أو بعض أفراد الأسرة، وبعض الأصدقاء.
وتركت مجموعة من الوثائق الهامة، وهى عبارة عن مجموعة من عقود الملكيات الزراعية، وبشأن بعض المشكلات التى كانت تحدث بشأن ذلك، وعقود لعقارات منها ما هو مسجل فى الشهر العقارى، ومنها ما هو عقود أبتدائية؛ وترجع أهميتها أن منها ما يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين، وهى تعطى صورة هامة عن الأوضاع الاقتصادية فى مصر فى ذات الفترة.
لدراسة التاريخ، فاحتفظت بمجموعة هامة من الصور للاسرة والأهل والأصدقاء، حتى أوراق الداعية الانتخابية التى تعود إلى منتصف القرن العشرين.
وربما لو كانت أمي الحبيبة الطيبة، على قيد الحياة فى أثناء ثورة 25 يناير 2011م، لقامت بالأحتفاظ بكل الصور واللافتات التى أستخدمت فى هذه الثورة، وذهبت إلى ميدان التحرير لتسجيل التاريخ الشفاهى، وهو من أحداث العلوم التاريخية فى الوقت الحالى لكتابة التاريخ، ولبدأت بحملة وبدعوة مجلس قيادة القوات المسلحة لجمع كل هذه الأوراق، لأنهاوثائق من الدرجة الأولى.
كما أنها كانت تحزن كثير وتتألم بدنيا ونفسيا ؛عندما تسمع عن حالات الأعتداء على الأديرة والكنائس، وكثير ما كانت تتمنى أن يصدر الرئيس السابق محمد حسنى مبارك(1981-2011م) قانون دور العبادة الموحد،فهل سوف يتحقق هذا النداء بعد بعد الثــــورة و رحليلها ورحيل السلطة الحاكمة السابقة؟ وهذا ما نتمناه.
وأمتلكت أمى الحبيبة الطيبة ملكات فى التعامل مع الآخر، فكثير ما كنت تذهب إلى المناسبات الاجتماعية متذكره الآية الجميلة التى وردت في الكتاب المقدس" فرحًا مع الفرحين وبكاء مع الباكين" فكانت ذا مشاعر رقيقة نحو المتألمين في ألمهم،ونحو الحزانى في أحزانهم ونحو الفرحين في أفراحهم، فلو قدر له الله حضور ثورة 25 يناير 2011م، لشاركت أمهات الشهداء أحزانهم، وكاتب هذه السطور كثيراً ما كان يداعبه ويقول لها:" تستحقى جائزة نوبل للسلام" ترد عليه قائله:" أهم حاجة رضى النفس وحب الناس".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :