الأقباط متحدون | الورم الخبيث
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٥٦ | الأحد ٢٠ فبراير ٢٠١١ | ١٣ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣١٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الورم الخبيث

الأحد ٢٠ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مايكل مجدي
11 فبراير 2011 يوم لن ينساه الشعب المصرى ، وسيستجله التاريج بالنور ، هو يوم تنحى الرئيس مبارك وفى الواقع الأمر لا يرتبط فقط بالرئيس السابق مبارك ولكن بنظام كامل كان هو رأسه ورمزه ، يتغير الوزراء ورؤساء الوزراء ولكن النظام مستمر والسياسة لا تتغير ولكن بكل فخر أقول أن الرئيس رحل ونظامه خلفه بكل إنجازاته وكل مساوئه وبكل ما تركه من أرث للشعب المصرى من ديون ومشاكل كان يغطيها النظام ويؤجل مواجهتها.
أعترف أننى لم أشارك فى الثورة من أول يوم وجلست أراقب الأحداث واشاهد ما يفعله الشباب الوطنى لأرى من الرابح وأصفق له فى الأخر ولكنى شعرت بخزى وعار غير عادى وكأنى مجرم جبان ، فقررت النزول مع اول صباح ولن تكفى الصفحات أن تحكى ما رأته هناك ، مقدار التلاحم الشعبى غريب وغير معتاد وبدون تخطيط او تفكير وجدت نفسى ذائب فيهم وبينهم مرة تم رفعى على الأكتاف وشعرت بأنى قائد الثورة وملهم الأمة ومرة رفع الآخر على كتفى وشعرت بأنى القوة الدافعة للثورة ولم اعرف آحد هناك بعينه ولكنى شعرت وكأنى اعرف كل واحد فيهم بشخصه فكل وجه هناك كان يحكى حكاية دون النطق وكأننه مخطط لهذا الحدث من سنين ، وتفحصت جيداً فلم اجد قيادات ظاهرة ولا شعارات لحزب او جماعة او توجه ولكن طلب عام لكل الواقفين وكم من التصميم والأصرار مصرى أصيل ولست الأن بصدد رصد ما رأيت او سرد قصة بطولتى الوهميه ولكن أقل ما يمكن قوله عن هذه الحدث أنه فوق الوصف.

وبعد أعلانى رأيى من الأنضمام للثورة حتى قامت علي ثورة آخرى من المؤيدين لمبارك ونظامه ، أنا هنا أتحدث عن المؤيدين المسالمين وليس عن عناصر أفراد جيش الجمال والخيول التى أجتاحت ميدان التحرير أتحدث فقط عن كل صاحب رأى يقول ببقاء الرئيس مبارك وكان أغلب يقدمون براهين لا علاقه لها بالسياسة ولا القوانين ولا حتى مصلحة مصر ولكنى كنت أتعجب من مسبباتهم فى دعم الرئيس فكانت كلها تدور فى الأطار الذى أعتدته وحفظته عن ظهر قلب وهو ما كان يغذيه مبارك على مدى سنين حكمه وهو ( مبارك يعنى الأستقرار والسلام الداخلى والخارجى يعنى لو رحل مبارك الشعب سوف يموت جوعاً او عنفاً) ، هذا بخلاف البدعة التى أبتدعها مسئول كبير لوضع أى مسمى لما يحدث فأخترع مفهوم نظام الحكم الأبوى أى أن مبارك هو حاكم كأب لكل المصريين وليس مجرد حاكم فرحيله يجب أن يكون بركامة ولاياقة ونسى صاحب هذا الأختراع أن الرئيس لم يكن له رصيد فى بنك الأبوه ليسحب على حسابه.

حاولت أن اجيب عن كل مبرر قالوه والأجابة حاضرة ووافية شافية ولكنى وجدت صورة بيانيه تستطيع التعبير أكثر من الحقائق المحددة وكان المثال هو أنى تخيلت مصر وكأنها أنسان فى جسد بشرى طبيعى ولكن أصاب آحدى خلاياه الجنون وأصبحت مسرطنه وألتهمت من بجانبها وتتالى القتلى من الخلايا السليمة ومن يوم لآخر كان الجسد يتم احتلاله من الخلايات مسرطنة ولم يظهر على الجسد آى عرض فى البداية حتى وصل الورم للمخ والقلب واستمر فى السريان وبدأت أعراض الأعياء تظهر على ملامح هذا الأنسان وبدلاً من أن كان يساعد الأشخاص المحتاجين للمساعد أصبح هو نفسه يحتاج لمساعده الأخرين ولكن كبرياء العقل كان يبرر ضعف الطاقة بأنه مجرد حالة مؤقته وانه فى كمال الصحة واستمر هذا الحال من توغل للورم فى الجسد وألتهامه لخيراته وبرغم ذلك كان الجسد والمناعة لا يهدأ بل كان ينتج ويثمر دون كلل او ملل وهذا ما تعجب له الورم وأزدادت شهيته وجشعه ، حتى جاء وقت قام فيه الجسد بنفسه ومناعته الضعيفه دون استخدام اى علاج او ادويه خارجيه بمحاربه هذا الورم السرطانى والذى تعجب له الورم عدم وجود مركز للمقاومة او مكان يمكن قمعه فيهدأ باقى الجسد فقد كانت قيامه للجسد كله وبدأ فى محاربه السرطان على مدى وقت طويل ولكن كعاده الورم السرطان كان ينتج الكثير من الخلايا لتعويض الفاقد بل ويزداد تفحل بعد كل مقاومه وجاء القرار بعمليه جراحية وكانت ورغم محاولات الورم الخبيث من التخفى والمقاومة والدفاع حتى أخر نفس التى استمرت ما يقرب من 3 اسابيع كان خلالها الجرح مفتوح ومشرط الجراح يقطع ويستأصل ومن الطبيعى أن ينزف الجسد أثناء العملية ويخسر ولكن مهما كانت الخسارة لا توازى موت الجسد كله فقد كان الوضع هو موت بطئ تدريجى للجسد واتسائل هل يصح القول أن الوضوع تحت ظل سلطان الورم على الجسد كان أفضل من رقاده هلى فراش العملية الجراحية ؟؟؟ وهل يقاس وقت السلام الوهمى والحركة المتناقصة لهذا البدن برقاده فى غرفة العملية ؟؟؟ بالطبع لا، وأكرر أننى لا أقصد هنا الرئيس مبارك بشخصه ولكنه عضو فى النظام ورمز له بغض النظر عن كم مشاركته فيما حدث ودوره.
 يكفى ظلم للثورة وأعطوها فرصة لتفيق من دوامة الصراع ، واريد أن انبه أن نتائج المرحلة الحالة والقادمة على المدى القصير هى أيضاً من بقايا النظام السابق وسوف نكتشف يوم بعد آخر الكوارث التى سببها لنا هذا النظام وأرجو أن نتمسك بالتعقل والحكمة ولا نحمل الثورة نتائج ما سوف يتم ظهوره على السطح فيوجد الكثير من الديون والمشكلات التى كان النظام يؤجلها لحين رحيله والأن سوف نواجهها ونحصد ما فعله بناء الأخرون حتى نزيل أثار العدوان ونبنى بلدنا الحبيبة مصر ، رجائاً كفانا بكاء على ما مضى ونتطلع لغد جديد ، قد لا نرى كلنا هذا الغد المشرق وقد تنتهى حياتنا ونحن فى مرحلة البناء والترميم ولكن رجائنا فى أبنائنا أن نسلمهم وطن نظيف صالح للعيش الكريم فى ظل السلام والحرية والعدالة ، ونترك لنا تاريخ يخلد عملنا ليس فقط أجدادنا الفراعنة ولكن مصريون شباب ثورة 25 يناير للتراث والتاريخ.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :