الأقباط متحدون | ميدان التحرير
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٠٧ | الاربعاء ١٦ فبراير ٢٠١١ | ٩ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ميدان التحرير

الاربعاء ١٦ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: نسيم عبيد عوض 
 
لقد أصبح وسيظل ميدان التحرير فى وسط القاهرة عاصمة مصر رمزا لأعظم ثورة شعبية , ليس فى تاريخ مصر فقط , ولكن فى تاريخ البشرية المقهورة والمسجونة  فى غياهب الإرهاب والفساد فى العالم كله , لأنها ثورة شعبية شبابية  زلزلت اركان دكتاتورية ترسخت منذ اكثر من ستين عاما , ومتسلسلة من ايام الإستعمار والدخلاء المستقطبين من دول العالم شرقه وغربه , ميدان التحرير خرج منه نسيم الحريه ليتنسمه شعب مقهور ومغبون حقوقه , طوحوا به فى جب معتم كريه وربطوه فى مقطرة العبودية , ومنه خرجت ثورة لا يحمل ثوارها سيوف او رصاصات , ولكنهم بإصرار كلمتهم هزوا عروشا وأسقطوا العمالقة , وخرج الطائر المحبوس من ميدان التحرير ليغرد منطلقا الى سماء حياته , مبشرا الشعوب الأخرى حولنا  باستحقاق التحرر ويساعدها على فك القيود  وتحطيم سلاسل الحبس لتستنشق معنا عبير الحريه والتحرر, وعن قريب سيكون هناك فى عواصم دول عربية عديدة ميادين تسمى بميدان التحرير, وأعتقد انه سيقام نصب تذكارى فى الميدان لشهداء الثورة , ويكون يوم 25 يناير أو 11 فبراير يوما وطنيا يحتفل الشعب فيه سنويا  بذكرى ثورة شبابه و بقوته وصلابته.
   
ومن ميدان التحرير سحب شباب مصر الثائر الغطاء وكشف المخفى عن أركان دولة مستعبدة من حفنة من شعبها آلت على نفسها إذلال هذا الشعب وإمتصاص كل نقطة دم فى حياته , ورموا به فى عشوائيات حيوانيه , أمتهنت فيها الكرامة الإنسانيه ,وعاش الناس يصرخون 
ولا مجيب , سلبت حقوقه فى الشكوى بل يعاقب على مطالبته بحقوق البشر , أشعلوا الفتن والطائفية والإرهاب والإضطهاد , ليظللوا الأمة بسحابة سوداء يأكلون تحتها  بعضهم البعض و قيادة الدولة المسئولة تنعم على شواطئ البحر وتتنعم بالكافيار  بأموال منهوبة من قوت الشعب الواقف فى طوابير من أجل رغيف عيش, ومن ميدان التحرير عرف العالم كله ان فى مصر اركان وقواعد شبابية راقيه تضارع وتتفوق على أى شباب آخر, خرجوا وأكفانهم على أكتافهم وبقوا فى الميدان بعد إستشهاد الكثير منهم , لكنهم قوة لا يستهان بها , وأصروا على مطالب شعبهم مصر , وحرروا بلدهم من الخوف والتى وصلت أحيانا الى الجبن والرعب من المطالبة بالحقوق , حتى  صارت مصر فى عيون الخارج جثة مهدرة مسوقة  من حكام وطغاة لا يستطيع أحد كسر شوكتهم , وهاهم أبناءها يسندون المكسور ويجبرون المخلوع ويحمسون المرتعشون , وسلاحهم العلم وإحترام ادامية الإنسان , تنوروا وتعلموا حضارات العالم بواسطة الإنترانت والفيس بوك وكل وسائل الإتصال المتاحة , حفظوا الدرس جيدا ولم يتأثروا بغيبيات المهوسين و السلفيين , وقاموا فى الميدان بقوة صوت واحد وعماليق بفكر متنور مستهينين بحياتهم , ليفرشوا لشعب أمتهم طريقا متحررا من مطبات التخلف والرجعية والطغيان , طريق دائرى يبدأ من التحرير وينتهى به أيضا.
 
ومن ميدان التحرير خرجت معاول  تحطم مبوقات العصر المظلم فى مصر ,  واول ماتحطم هو تمثال مفخخ لجماعة الأخوان المسلمين والتى ظل النظام يرعب الشعب بها ويصورهم بالملايين والمنظمين لهلاك أمة مصر بالسيف والرصاص , انهم موجات الرعب التى سترمى  بشعب مصر فى طوابير المشانق , تحبس الشعب فى سجون الجاهلية , وتطوح بسيدات مصر فى جحور الظلمة , تغلق على الأمة النوفذ والأبواب وتحرم الشعب من استنشاق هواء الحياة , تظلم الأنوار وتحشو العقول بغياهب عنكبوتيه داكنة تمحى الفكر والتفكير,  وفى الميدان ظهر حجمهم الحقيقى , واتضح لمصر كلها أنهم أقزام امام هذا الشباب المتنور والمثقف بعلوم العصر , وليس بغيبيات البادية , ولم يركبوا الموجة كما إدعى البعض بل ان موجة الشباب أطاحت بهم , ودهستهم بموجات الفكر المستنير والعقول المتحررة ,  وأعلنت  مصر للعالم  قوتها الحقيقية انها وبخلاف أمة العرب كلها شعب واحد لم تستطيع قوة الإستعمار ان تفرق شعبه بسلاح الدين , شعب صلب الرقبة يتوحد فى الأزمات , ويقف صفا واحدا أمام العثرات التى ترد اليه من دول البترول او حتى من الدول العظمى , وهذا اول صفحات التحرر وسقط رعب الأخوان وذهب الى غير رجعة, وبهذه المناسبة فانا لا أؤيد الموافقة على أن  يسمح بإنشاء حزب للأخوان المسلمين , لأنه سيسمح بإنشاء حزب للأخوان المسيحيين , ولأنه معروف عن جماعة الأخوان مبادئها الغير معلنة وهى قوانين حسن البنا وسيد قطب وهى مرفوضه من شعب وأمة مصر كلها , ولأن المصريين شعب متدين بطبيعته ولكنه غير متطرف بالصورة التى حققها النظام البائد فى العقود الماضية , فالمصرى طيب القلب يحب الحياه بإبتسامه ونكته وأفراح وسلام . 
 
   وببقاء ميدان التحرير وبرمزه الذى أسقط حوائط الخوف من قلوب شعب مصر , نستطيع ان نرفعه كسلاح فى وجوه الفساد والرشوة والعبودية , نستطيع وفى صف  واحد ان نبنى بلدنا على قواعد مدنية علمانية متحررة من كل بنود الظلمة والفردية , ونضمها لوثيقة ميدان التحرير التى يجب ان نعمل على تنفيذها فى المرحلة القادمة , ونضع قوانينها وقواعدها فى الستة شهور القادمة , وحتى يعود الجيش الى سكناته , علينا بمراقبة تحقيق الخطوات والمطالب الشعبية , لنمهد أمام مصر طريق الرقى والتقدم الى صفوف دول العالم الحر المستير, وتشكل لهذا الغرض لجان تطهير فى كل مؤسسة وشركة وفى كل  مصالح الحكومة , وتقدم اليها الشكاوى للتحقيق فيها وإحالة كل من أثرى على حساب الشعب  أو ساهم فى إفساد وخراب بلده للمحاكمة العادلة  ,وعلى الأخص المحافظين الذين خربوا مصر أمثال محافظ المنيا الهارب والجيزة والأسكندرية وغيرهم من لواءات الشرطة,  ويقدم هؤلاء الى محكمة تسمى محكمة الشعب التى يجب إنشائها فى كل مركز وكل محافظة..
 
ووثيقة ميدان التحرير تنص على تغيير الدستور المهلهل المعمول به منذ عام 1971 , وتقنينه على أن  يكون دستور دولة مدنية ديمقراطية حرة , ويستوجب هذا , التركيز على المواطنة الشريفة بالمساواة  بين كل المصريين , ويستتبع ذلك  إلغاء بنود الديانة بالدين والشريعة الإسلامية , وينص على بنود تخص حماية الوحدة الوطنية , وتترجم بقانون عقوبات صارم ,  والإستفادة من نظم ديمقراطية راسخة , تتكون جماعة وطنية تأسيسية من كل علماء وعقول حكماء  المصريين المستنيرين , ولا يسمح بالإشتراك فيها لأى اسم وشخص ساهم من قريب أو بعيد بالطائفية والإحتقان , وكل المتعصبين والوجوه التى تظهر لتركب الموجه وتنافق السلطات فى كل زمان ومكان ,  بل يستبعد هؤلاء أيضا من جميع المشاركات الوطنية , لأنهم بملفات متعددة من إتهامات سيقفون فى ساحات القضاء للمحاسبة ,ووقتهم قد إقترب أمام العدالة.
 
وتتضمن الوثيقة أيضا ان تكون مناصب العمدة ورئيس مجلس المدينة والمحافظين بالإنتخاب الحر المباشر , وتحت رقابة القضاء تجرى الإنتخابات بقوائم الأحزاب , تتنافس كل منها على هذه المناصب حتى يكون للشعب حق محاسبتها لو خرجت عن خطوط تقدم الشعب وتحقيق مطالبه , وفى ذلك السياق أيضا يعطى الحق لكل المصريين الذين يعيشون خارج بلدهم بالإشتراك فى الإنتخابات العامة وإنتخاب رئيس الدولة .
 
أن تكون كل وسائل الإعلام من جرائد وراديو وتلفزيون مملوكة لشركات مساهمة خاصة  , ولادخل للدولة فى توجيهها , تخضع فقط لقوانين الدستور , وبالتالى تلغى مايسمى بوزارة الإعلام , وكذلك وزارة الثقافة على ان تضم المتاحف الى وزارة الآثار المستجدة , وأثار مصر تستحق هذه الوزارة أما ثقافة الوطن فهى ملك للمفكرين والإعلام الحر , ولدور الكتب والمكتبات ولقصور الثقافة التى تتبع المحافظات.  
 
بالنسبة للتعليم وهذا حمل ثقيل للغاية يجب الإهتمام به وبكل عناية , لأن تعليم الشعب أصبح تجارة مربحة وليس تعليما حقيقيا , بل وسيلة لمسخ عقول أولادنا وغلق أبواب المعرفة , وإظلام الدنيا فى وجوههم , وعلينا تطهيرة وتوجيهه للطريق المتحضر ,  يجب التركيز على التعليم بواسطة الكومبيوتر الذى أصبح كالماء والهواء فى دول العالم , ومن هذا اليوم على تلاميذ أقباط مصر ان يرفضوا فرض الآيات القرآنية عليهم وعدم حفظها , سواء فى مادة اللغة العربية أو أى مادة , وان نتعلم كيف نقول لا , وبإصرارهم على ذلك سيرتفع مستوى التعليم فى مصر.
 
ولأهمية أمن الدولة كمسئولية قومية  يجب إنشاء وزارة لأمن الوطن 
 (Home Land Security(
لدرء الوطن من الإرهاب الذى يحيط به من كل  جانب,ولحماية وحدته الوطنية
 وكذلك إنشاء الحرس الوطنى 
بمحافظات مصر ( National Guard), وهو قوة مسلحة تقع تحت سلطة المحافظ 
 , وتكون  فرع من فروع وزارة الحربية وإدارة التجنيد , مع الإهتمام بالتطوع للعمل بالقوات المسلحة فى المرحلة القادمة , ولا ننسى سحب ملفات الأقباط من أجهزة أمن الدولة , ومعاملة الشأن القبطى بالمساواة والمواطنه امام كافة أجهزة الدولة.
  
ان ميدان التحرير وأبطاله , أنعشوا فينا الأمل لإصلاح شأن بلدنا الحبيب مصر , فليتكاتف المصريين برباط واحد, وكما تكاتفوا فى حماية أمنهم الداخلى بلجان شعبية , عرفنا اليوم كيف ندافع عن أنفسنا , فلندافع عن حقوقنا بكل قوة وإصرار,  ومن السهل الآن كشف الفساد وأعوانة , التصدى لكل جيوب التطرف ورجاله  , ونضع أيدينا مع حكومة بلدنا الوطنية , لنعيش فى وطن ديمقراطى حر , فيه كل العدل والمساواة , وإحترام حقوق الإنسان , ليشرق وجه مصر مرة أخرة , وليرتفع دورها أمام الهجمات الرمالية التى لن تسحبنا مرة أخرى لهذه الفترات السوداء فى حياتنا , ولا ننسى أبدا ان الله موجود وأن ميدان التحرير موجود .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :