الأقباط متحدون | من تشتتنا استفادوا ومن اتحادهم فلنتعظ !
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:٤٦ | الأحد ١٣ فبراير ٢٠١١ | ٦ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

من تشتتنا استفادوا ومن اتحادهم فلنتعظ !

الأحد ١٣ فبراير ٢٠١١ - ٣٨: ٠٥ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : نادية كاظم
للمرة المليون ارددها مع كل احرار العالم : هنيئا لشعبي تونس ومصر انتصارهما الساحق على الدكتاتورية البغيضه ، فلقد اصبحا رمزا لوحدة الكلمة وتقرير المصير المشترك، فقرررا بكل عزم وتصميم واراده وتضحيه ، طرد خونة الشعب ، ليزدهر عهدا ديمقراطيا جديدا تكون فيه كلمة الشعب هي الاولى وما على الحاكم الجديد الا ان يلبي مطالبه المشروعه في بناء وطن تشرق عليه شمس الحرية والديمقراطيه والعداله الاجتماعيه ، ويكون القانون العادل هو السيد المطاع ، وليذهب عهد الفوضى والرشاوى والطمع الى مزبلة التاريخ .
علينا ان نتعلم منهم ان حب الوطن هو صيانة لكرامة الانسان ، فانسان بلا وطن هو انسان بلا كرامه ، ففي الوطن يشعر الانسان بالانتماء ، كما طفل في حضن والديه ،صحيح ان اوطاننا ينقصها الكثير ولكن لو اخلص كل منا من موقعه لبنينا وطنا عملاقا لا تهده الاعاصير والرياح العاتيه .

طاقات الشباب العراقي تصرّفها الدولة حسب مشيئتها ولخدمة مصالحها ، والا لو سار الشعب حافيا الى كربلاء طيلة حياته لما نصروا الامام الحسين ، الامام ينتصر حين تنتصر ارادة الشعوب وحين تصان كرامة الانسان ، وحين ينتصر العدل ويزهق الباطل ، حين يشبع اليتيم وتصان المرأه ، حين يرتفع السيف بوجه الطغاة ،حين تكون القيادة مخلصة لبناء جيل واع يعرف ماله وما عليه ، لا جيل جاهل تنسيه الحبوب المسمومة واقعا مؤلما يعيشه ، ليكون فريسة الادمان الذي يقتل فيه الانسان ليولد فيه حطاما يكون عالة على نفسه ومجتمعه ، ولذا نرى الدول المبتلاة بالطغاة تباع فيها هذه السموم علانية لتقتل في ابنائها الارادة والعزم والتصميم لبناء وطن تسوده العدالة .

عراقنا الجريح بحاجة ماسة الى العلم والعلماء والمثقفين ، ولا اقصد بالعلماء رجال الدين لا سمح الله فهم شر مافي الارض عدا قلة قليله منهم ، وواقع رجل الدين في العراق يؤكد صحة كلامي ، فلقد اثروا ثراءا فاحشا بينما يعيش الشعب ادنى مستويات الفقر ، فترى رجل الدين في موقعه السياسي وفي حلله الانيقه التي يستبدلها يوما بيوم ان لم نقل مرات في كل يوم ، حتى ان بعضهم بالغ في ابراز وسامته فيخاله المرء خنثى وليته كان كذلك اذن لكفى المؤمنين شر تقليده.
الامية في رجال الدولة مستشريه وحملة الشهادات المزورة لا يحتاجون الى دليل ، يمكن للمرء كشفهم ما ان يستمع اليهم ، يتداولون الكلمات ( الجلفيه ) بصورة نحوية تثير السخريه ، وليتهم استرسلو في الكلام دون تزويق لفظي ، فالكتاب واضح من العنوان ، ان قالو نحن ابناء الشهداء ويحق لنا تولي المناصب الكبيره فالرد يكون ان العراق من شماله الى جنوبه يعج بمئات الالاف من ابناء الشهداء ، وان قالوا نحن ابناء رسول الله فالرد يكون : وهل جاء رسول الله ليميز عترته عن سائر الشعب (حاشى ان يكون ذلك ) .

وان قالو نحن مسلمون واحق بادارة شؤون البلاد فالرد يكون : المسلم من سلم الناس من لسانه ويده . وخير الناس من نفع الناس وحملة الاختصاص لا يقتصرون على شريحة معينة من ابناء العراق الحبيب ، نعم فالصابئي واليزيدي واليهودي والسني والشيعي والمسيحي وكل فرد عراقي مهما كانت اصوله الدينيه والعرقيه هو عراقي اصيل يحق له ماللمسلم تماما، هكذا تقول الانسانية والعدالة الاجتماعيه ، وهذه هي الخطوات الاولى لبناء وطن مستقر ، فحيث تكون العدالة يكون الامن والاستقرار ، وهما اللبنه الاولى لتقدم البلاد اقتصاديا وثقافيا .
الدولة العراقية الحالية هي دولة فقيرة يعوزها الكثير جدا لقيادة البلد الى بر الامان، دولة يستولى على منتسبيها الطمع والجشع وحب الذات ، ولو بحث الفرد عن الوزراء العراقيين واعضاء البرلمان وموظفي الدرجة الاولى ، لوجدها تضم القريب والنسيب والصديق المخلص ، واما باقي الشعب الذي يضم اليتامى والارامل والبسطاء ، فهم خلقوا لخدمة الساده ،ولله في خلقه شؤون .

تحرص الدول المتخلفه على نشر الاميه والتخلف في بلدانها ، خدمة للرجعية المتمثلة برجال الدين ورؤساء العشائر ، فهم يقتاتون على تخلف الشعوب ، من مصلحة رجل الدين ان يعم التخلف ابناء الشعب والا كيف يكون باستطاعته قيادته وانتزاع الخمس والزكاة والنذور منه عن طيب خاطر ؟ ويهم الدولة ان تنال رضا شيوخ العشائر ، اذ انها الجزار الذي يسهل عليه اقتياد الضحية وتقديمها الى الدولة ، فالنخوة العربية ولى زمانها عندما قلب الطاغية صدام موازين الامور ، فلم يحفظ الجار سر جاره ، ولم يعد الابن يثق حتى بابيه ،ورأينا وسمعنا العديد من المواقف المؤلمة التي كان النظام السابق يتشدق بها وكأنها مكارم الاخلاق .
يحتاج الفرد العراقي الى اعادة بناء نفسه كما كان عليه قبل استلام الطاغية سدة الحكم ، شعباغيورا كريما متواضعا ، متسامحا ، محبا للخير ساعيا اليه ، يقول الحق ولا يخشى فيه لومة لائم .


العراق العظيم يستصرخ ضمائر ابناءه الغيارى لينقذوه من الهاوية التي تفغر فاها لتبتلعهم كما ابتلعت الالاف قبلهم ، فلكل طاغيه اسلوبه الخاص بابادة شعبه وطاغية اليوم يتبع اسلوب التفجيرات والمفخخات والتفرقه العنصريه واشاعة الفساد في اجهزة الدوله ، ونشر الجهل والاميه بين ابناء الشعب، فكم من حملة شهادات ترى اطفالهم يبيعون العلكة في الشوارع ، كون الاباء عاطلون عن العمل ، لان المناصب التي تناسبهم الات الى الجهله والانتهازيين .
العراق لا تقوم له قائمه الا بثورة شعبية عارمه ، وانتخاب حكومة وطنية من كبار المثقفين والاكاديميين التي يشهد تاريخهم بنزاهتهم ووطنيتهم ، وما اكثرهم في ارض الرافدين المعطاء ، ارض التاريخ والحضارة التي علمت البشرية كيفية بناء الانسان قبل الاوطان.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :