- "عمرو أديب" تعليقاً على قرار تنحي الرئيس: نحتفل اليوم بانتهاء الذل
- بعد ساعات من نجاح الثورة.. الإدارية العليا تُلزم الداخلية بإثبات ديانة العائدين للمسيحية
- والدة الشهيد "جوزيف" بكنيسة "أبو قرقاص": حتى الآن لم يتم القبض على الجناة
- النائب العام يُحيل بلاغ "الدريني" ضد "مبارك" و"العادلي" وآخرين لنيابة أمن الدولة العليا
- استئساد الفئران
المصريون أول من استشهد دفاعًا عن العقيدة.. والوطن
المقاومة والثورات الشعبية هي محركة التاريخ
تخويف المصريين ووأد ثوراتهم في مهدها
المصريون أول من قاموا بالثورة ضد الظلم والاستعباد
نضال الشعب المصري ضد الظلم والقهر مستمرا طوال فترات التاريخ
كتبت: ميرفت عياد
المصري القديم كان يقدس الطبيعة، العمل، والاختلاف لهذا لم تشهد مصر خلال الحقب التاريخية المختلفة أي حرب أهلية دينية أو عرقية إلا قليلاً جدًا، ولكن معظم الحروب التي خاضها المصريون ببسالة كانت بهدف الدفاع ضد الغزاة، سواء كانوا من الهكسوس أو الفُرس أو الرومان، وغيرهم في العصور الوسطى والحديثة، كما أن المصريين هم أول من استشهدوا دفاعًا عن معتقداتهم وبلادهم ضد الأعداء، لهذا تعددت ثورات المصريين خلال مراحل التاريخ المختلفة، ومن هنا ظهر أدب التحريض والمقاومة.
الثورات الشعبية محركة التاريخ
عن هذا يحدثنا "عبد العزيز جمال الدين" الباحث والمؤرخ في التراث المصري قائلاً إن المقاومة الشعبية ضد القهر والظلم، إذا قادتها الأفكار الثقافية الجيدة، تؤدي بلا أدنى شك إلى التقدم، كما أن عملية المقاومة والثورات الشعبية هي محركة التاريخ، ومن مصر انبثقت أول ثورة في العالم كله حيث قامت ثورة في عهد الملك "بيبي الأول" واستطاعت الثورة الشعبية أن تسقط الدولة القديمة (2345 – 2181 ق. م) أما الدولة الوسطى فيذكر لنا التاريخ أن أول اضراب عن العمل كان من قبل العمال الذين يعملون في جبانات وادي الملوك، كما حدثت ثورات من العبيد ضد البطالمة.
إضعاف المقاومة الوطنية
ويوضح جمال الدين أن الامبراطورية الرومانية قامت بالاستعانة باليهود من أجل اضطهاد المصريين، وتقليل نفوذ الكهنة، والسيطرة على المعابد التي اعتبروها نقطة تجمع وانطلاق للثورات الوطنية، وهكذا ظلت السياسة الرومانية تعمل على إضعاف المقاومة الوطنية للمصريين، وخاصة في عهد الإمبراطور "أغسطس" الذي أيقن قيمة مصر الاقتصادية باعتبارها سلة للغلال وخاصة القمح، هذا إلى جانب استزاف أموال المصريين، عن طريق فرض الضرائب الباهظة التي كانت تجد طريقها مباشرة إلى خزانة الدولة الرومانية، ومن أجل هذا تعمدت الإمبراطورية الرومانية أن تكثر من الجيوش العسكرية، ليس من أجل الدفاع عن العدوان الخارجي فقط، بل من أجل تخويف المصريين ووأد ثوراتهم في مهدها.
أعمال الشهداء الوثنيين
وقد ظل المصريون يعانون من البطش والاتضطهاد والتعذيب الروماني لهم، حيث يوضح "جمال الدين" إن الإمبراطورية الرومانية أصدرت مرسومًا يحرم عبادة "إيزيس" وغيرها من الديانات المصرية القديمة، وقد عمل المؤرخون الرومان على التكتم على أخبار تلك المقاومة البطولية للمصريين، خوفًا من اندلاعها في الولايات الرومانية الأخرى، لهذا لم تصلنا أخبار عن هذا الاضطهاد، إلا عندما تمكن علماء الآثار والبرديات في العصر الحديث، من اكتشاف برديات هامة سميت "أعمال الشهداء الوثنيين"، تحتوي على أعمال أدبية شعبية، تشرح حجم الاضطهاد الروماني البشع، والكفاح الوطني النبيل ضد هذا الحكم الظالم.
أبشع أعمال العنف في التاريخ
و استمرت مقاومة المصريين عبر العصور المختلفة، ويقول "جمال الدين" إن ثورة 1919 شهدت حالة من إضراب العمال وسائقي التاكسيات والموظفين والطلبة، وانضم إليهم الفلاحون الذين قاموا بقطع خطوط السكك الحديدية، الأمر الذي جعل القوات البريطانية، وقوات الشرطة المصرية تنفذ تهديداتها ضد القرى، وبالفعل تم إحراق ونهب تلك القرى التى تقع مجاورة لخطوط السكك الحديدية التي تم قطعها، كما أنهم لم يترددوا في قتل الفلاحين البسطاء، أما ابناء محافظة "أسيوط" فقد قاموا بالهجوم على أقسام البوليس، والاستيلاء على أسلحتهم لمهاجمة قطار محمل بالجنود الإنجليز، الأمر الذي أدى إلى نشوب معارك دامية بينهم لهذا أرسل الإنجليز سفينة مسلحة إلى أسيوط، حيث واجه أهلها أبشع أعمال العنف في التاريخ الحديث، كما أن القوات الإنجليزية هي أول من أوقعت شهداء بين صفوف الطلبة، أثناء المظاهرات السلمية التي قاموا بها في بداية ثورة 1919.
حركات الفلاحين النضالية
ويذكر "جمال الدين" أن ثورة 23 يوليو 1952 أعقبها العديد من الحركات الإصلاحية، خاصة الإصلاح الزراعي، حيث صدر قانون الإصلاح الزراعي الذي يحدد الحد الأقصى لملكية الأراضي الزراعية، وتوزيع فائض الأراضي على صغار الفلاحين، بهدف القضاء على نفوذ طبقة كبار الملاك الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، إلا أن كبار الملاك استطاعوا تهريب أراضيهم والالتفاف حول القانون، مما أشعل العديد من الحركات النضالية التي قام بها الفلاحين، حيث حدثت مصادمات دامية بينهم وبين كبار الملاك، أدت إلى استشهاد كثير من الفلاحين، وهكذا ظل الفلاح يدافع عن حقوقه المسلوبة حتى الآن، وبهذا يتضح أن نضال الشعب المصري ضد الظلم والاستغلال والقهر والاستعباد، ظل مستمرًا طوال فترات التاريخ المختلفة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :