ثوار ميدان التحرير يرفضون الديكتاتورية الدينية ويسعون إلى شرق أوسط ديمقراطي
خامنئي يصف الثورة في تونس ومصر بأنها بوادر يقظة إسلامية
االنقاش: خطاب خامنئي مرفوض وسيء حتى بالمعيار السياسي الانتهازي
د. العراقي: إيران تستغل المال و السلاح في فرض نفوذها و هيمنتها على الدول العربية
د. كحيلة : ما يقوله خامنئي في خطابه هو مجرد شعارات فارغة من أي مضمون
تحقيق: ميرفت عياد
ألقى الإمام "آية الله خامنئي" -المرشد العام للثورة الإيرانية- منذ عدة أيام خطابًا يحيي فيه الشعبين المصري والتونسى لثورتهما، كما يدعو الجيش المصري للوقوف إلى جانب الشعب، ويصف الثورة في تونس ومصر بأنها بوادر يقظة إسلامية في العالم، مستوحاة من الثورة الإسلامية الإيرانية التي حدثت عام 1979. وقدم خامنئي دعوته لإقامة شرق أوسط إسلامي، مشددًا على عدم الالتفات إلى أكاذيب الإعلام الغربي الذي يتحدث عن المخطط الإيراني، لنشر التشييع في مصر، لأن هذا من شأنه أن يفرق بين الشعوب..
وجاء رد فعل ثوار ميدان التحرير على هذا الخطاب محملاً بالكثير من الغضب، معلنين رفضهم التام لتدخل إيران في الشأن الداخلي المصري، مرددين هتافات ضد إيران، ومطالبين إياها بعدم استغلال الفرص وعدم التفكير في أية مكاسب يمكن أن تحققها على حساب المصريين، مؤكدين على رفضهم التام أن تكون مصر دكتاتورية دينية، وأنهم يسعون إلى شرق أوسط ديمقراطي و ليس إسلامي كما يأمل خامنئي، رافضين ما قاله عن أن المصريين استلهموا ثورتهم من الثورة الإيرانية، مؤكدين على أن الشعوب جمعاء هي التي تستلهم الثورات من المصريين.
عن هذا الخطاب الإيراني كان لنا هذا التحقيق..
التعذيب والترهيب لمعارضين
يقول "ماجد" –طبيب-: إن إيران يجب أن تنظر إلى شأنها الداخلي، ولا تقحم نفسها في الشأن المصري، مسترشدًا بالمثل القائل "اللي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالطوب" وإيران بيتها من زجاج حيث ينتشر التعذيب و الترهيب لأي معارض من الشعب الإيراني، فإيران لا يجب أن تتحدث عن الثورات الشعبية أو الديمقراطية أو أية حقوق إنسانية.
السعي لقيادة الشرق الأوسط
بينما يؤكد "أسامة" -مهندس معماري أن إيران تحاول أن تستغل أموالها في عمل مخططات إرهابية وإحداث اضطرابات وأزمات في مصر، بهدف زعزعة استقرار وأمن مصر، وذلك لكي تنشغل بمشكلاتها الداخلية، وتبتعد عن دورها الحيوي في الملفات الدولية في فلسطين ولبنان وغيرها من الدول، وهذا في محاولة لسعي إيران إلى قيادة الشرق الأوسط، بدلاً من الدور الريادي الذي تلعبه مصر.
الحكم الإيراني المستبد
و تعرب "شيماء" -طالبة جامعية- عن غضبها الشديد من خطاب خامنئي، الذي تطالبه أن يطهر الحكم الإيراني المستبد الذي يبعد كل البعد عن الديمقراطية أو الإصلاح، وأن يترك للشعب الإيراني حق الثورة الشعبية، وحريته في اختيار مصيره، وأن يسمح له بالمعارضة والتعبير عن آراءه ومواقفه السياسية، دون أن يتعرض للاعتقال أو القتل، فهذا الخطاب يكشف -بما لا يدع مجالاً للشك- حقيقة مخططات إيران للسيطرة على الدول العربية.
دولة مدنية قوامها الديمقراطية
و من جانبها أضافت الكاتبة والصحفية "فريدة النقاش" أن خطاب خامنئي تدخل سافر وأحمق في شأن الانتفاضة المصرية الخالصة، التي لم ترفع شعارًا دينيًا واحدًا في المظاهرات التي امتدت في جميع محافظات مصر، حيث طالب الشعب بدولة مدنية قوامها الديمقراطية، وهي محاولة من قبل إيران لإعطاء انطباعًا للعالم أن لإيران والاتجاه الديني بوجه عام نفوذ واسع في هذه الثورة الشبابية المصرية، وهذا بالطبع مخالف للحقيقة تمامًا، كما أن الساسة الإيرانيون لا يستطيعون أن يتباهوا بالديمقراطية والعدالة في الحكم الذي أقاموه باسم الدين، لأنه حكم مستبد وجائر.
مؤكدة أن خطاب خامنئي مستفز ومرفوض وسيء، حتى بالمعيار السياسي الانتهازي، ولن يؤتي بأي صدى إيجابي في الشارع المصري، بل على العكس تمامًا فجميع أفراد الشعب والقوى السياسية المختلفة أدانته، ورفضت هذا التدخل في الشأن الداخلي، الذي هو ملك للمصريين بمفردهم.
القفز على منجزات الثورة المصرية
و يؤكد الدكتور "عاطف العراقي" -أستاذ الفلسفة العربية بكلية آداب القاهرة- على أن إيران تحاول أن تعيد أمجاد الإمبراطورية الفارسية، وأن تحقق حلمها في شرق أوسط فارسي و ليس إسلامي، لذلك هي تعمل على تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية، وقد نجحت بالفعل في إحداث العديد من الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط عن طريق تمزيق لبنان، التي كانت تعد "سويسرا الشرق"، وفرض سيطرتها على العراق، بحيث أصبحت هي المحتل الرئيسي بها، وها هي اليوم تسعى إلى القفز على منجزات الثورة المصرية، وإحداث اضطرابات بين أبناء الشعب المصري، عن طريق مطالبتها للجيش الوقوف بجانب الشعب في محاولة لإحداث فتن واضطرابات داخلية وحروب أهلية، مثل التي نشاهدها في كثير من الدول العربية التي تدخلت إيران في شئونها الداخلية، مستغلة كثرة المال والسلاح، في فرض نفوذها وهيمنتها على الكثير من الدول العربية، تحت مسمى الثورة الإسلامية.
استحالة تصدير الثورة الإيرانية
و يوضح دكتور "عبادة كحيلة" -أستاذ التاريخ بكلية آداب جامعة القاهرة- أن خامنئي يدرك جيدًا أن الثورة الإيرانية التي نشبت سنة 1979، وحولت إيران من نظام ملكي يحكمه الشاه "محمد رضا بهلوي"، إلى جمهورية إسلامية على يد آية الله "الخميني"، هذه الثورة لا يمكن أن تتصدر إلينا، لأنها فقدت وهجها الذي كان موجودًا عند بداية اندلاعها، كما أن ما يقوله الخامنئي في خطابه، هو مجرد شعارات فارغة من أي مضمون.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :