- وقفة احتجاجية أمام الصحفيين لتغيير قوانين الأسرة المصرية
- أهالى "صول" في عيد القيامة: نشعر بأن يد الله القوية مازالت تعمل معنا وسعداء بالعيد من داخل كنيستنا
- بيزنس الحالات الحرجة!!
- برنامج تدريبي للصحفيين المصريين في كيفية تغطية القضايا الدينية
- ماذا بعد الاستفتاء.. إذا تم رفض التعديلات الدستورية أو قبولها؟!!!
بعد تحقيق الثورة لنجاحات غير مسبوقة.. شبح الإخوان يطارد المصريين
* د. "كمال مغيث": يخطىء من يعتقد أن الإخوان يمكن أن يسيطروا في المرحلة المقبلة.
* د. "عماد جاد": المطالبة بالاستمرار في المظاهرات والتنحي الفوري للرئيس مطالبات تتسبَّب في فوضى حقيقية.
* أحد المشاركين بمظاهرات "التحرير": الإخوان شاركوا في المظاهرات بعد عدة أيام من بدايتها.
تحقيق: مادلين نادر
نجحت الثورة الشعبية التي بدأت في 25 يناير الماضي في تحقيق العديد من المطالب الشعبية لتغيير النظام الحالي، بداية من إقالة الحكومة، وتعيين الرئيس "مبارك" لـ"عمر سليمان" نائبًا له، ومنع "حبيب العادلي"
و"المغربي" و"أحمد عز" و"زهير جرانة" من السفر، واستقالة "جمال مبارك" من منصبة كأمين للجنة السياسات بالحزب الوطني.. وتتوالى التغييرات التي كانت ثورة الشعب في 25 يناير هي المحرِّك الأساسي لها.
وبالرغم من ذلك، هناك تخوُّفات من تدخُّل الإخوان المسلمين في المظاهرات الشعبية بعد أن بدأت بعدة أيام، بل أن هناك من يخشون أن يكون للإخوان خطة لمحاولة تعظيم دورهم على المستوى السياسي!! بل أن البعض بسبب تخوُّفهم هذا يفكرون في أنه لا داعي إذًا لأي تغييرات حتى لا يكون للإخوان فيها دور كبير، ويسوء الحال أكثر مما نحن عليه الآن!!
تخوُّفات وتساؤلات كثيرة حول الإخوان المسلمين، وإلى أي مدى يمكن أن يكون لهم دور في النظام القادم. تحدَّثنا إلى بعض من لديهم هذه التخوفات من المسيحيين والمسلمين، وبعض من شاركوا في المظاهرات بميدان "التحرير"
للتعرُّف على آرائهم:
في البداية، قالت "فاطمة"- أخصائية نفسية: "أنا لا أعرف لماذا شارك الإخوان في المظاهرات؟"، مشيرةً إلى أنهم منذ اشتراكهم تغيَّر شكل المظاهرات، وبدأ العنف-وهو أسلوبهم على حد قولها. مفضلةً أن يكون الرئيس "مبارك" موجودًا حتى الفترة القادمة؛ كي لا يستأثر الإخوان بالحكم، الأمر الذي إذا حدث سيؤدي إلى مجازر في الشوارع، وستكون "إيران" ثانية.
وأشار "محمود"- أحد المشاركين في المظاهرات- إلى أن أحد المسئولين في جماعة الإخوان أعلن أنهم لا يسعون إلى الحكم أو المناصب، ويريدون الإصلاح فقط. ولكنه لا يعلم لماذا إذًا شاركوا معهم في المظاهرات بعد أن وجدوا ردود أفعال قوية، وتغييرات حقيقية يتم القيام بها؟! موضحًا أن الإخوان المسلمين يبدو أنهم يحاولون القيام بدور جديد لإقناع البسطاء بأنهم فاعلون ومؤثِّرون بالثورة الشعبية، في حين إنهم لم يكونوا موجودين مع بداية ثورة الشعب، بالإضافة إلى أنهم يريدون تنحِّي الرئيس "مبارك" فورًا، وهو أمر يمكن أن يتسبب في العديد من المشكلات. "
وأوضحت "مروة"- مدرِّسة- أن الإخوان المسلمين ليسوا حزبًا معترف به حتى يكون من بينهم من يترشَّح للرئاسة في الفترة القادمة، وحتى إذا استطاعوا الترشُّح فإن الأمر لن يكون بهذه السهولة- حسب اعتقادها- حيث أن الجماعة لا تحظى بأغلبية كاسحة مثلما يعتقد البعض.
وقالت "دميانة"-ربة منزل: "بعد أن رأيت مطالبات بإسقاط النظام، وإعلان الرئيس مبارك أنه لن يرشِّح نفسه لفترة قادمة، ورغم ايماني بأهمية التغيير وتداول السلطة، إلا أنني وجدت نفسي أفكِّر فيما يمكن أن يحدث إذا تمكَّن الإخوان المسلمين من اعتلاء بعض المناصب القيادية بالبلد؟! وشعرت بالقلق على مستقبل مصر، فهذا إذا حدث فسوف نعود إلى عصور الظلام مرة أخرى".
ومن جانبه، أكد د. "كمال مغيث" أن "العفريت" الإسلامي في "مصر" أطلقه النظام السياسي- الحالي والسابق- ولكن المصريين على إسلامهم الجميل، ونظرًا لطبيعة الثقافة والحضارة المصرية القديمة، وبطبيعة المناخ ونهر
النيل- فقد امتلكوا حسًا إسلاميًا وثقافة إسلامية أكثر من رائعة، سمحت بوجود وقبول الآخر، وسمحت للحياة أن تسير في طريقها للحداثة والتطور، حيث قبلوا بوجود الدستور والبرلمان وجميع أنواع الفنون من مسرح وسينما..الخ، واستمرت الأمور بهذا الشكل إلى أن حدث متغيران مهمان؛ الأول هو وجود أيدلوجيات إسلامية مستوردة من بيئة غير مصرية بدأت بالشيخ "الشعراوي"
وبرعاية النظام السياسي القائم، والثاني: وجود نظام مستبد فاسد سعى إلى إفقار الناس. وبذلك حدث تزاوج بين الاستبداد والتطرف الإسلامي البعيد والغريب عن مجتمعنا المصري، وانتهى الأمر - في ضوء الفقر والاستبداد وتدهوُّر الإمكانيات والمهارات وإنسداد الأفق وعدم وجود حلم- إلى إضطرار بعض المصريين إلى الاندماج شيئًا فشيئًا في الخطاب الإسلامي المتطرف.
موضحًا أنه عند إلغاء هذا التحالف بين الخطاب الديني المتطرف والنظام المستبد، ستعود "مصر" بإسلامها المتسامح والسامي والنبيل، وتعود الديمقراطية والليبرالية والاشتراكية..وغيرها، ويصبح الإخوان في حجمهم الطبيعي الذي لن يزيد أبدًا عن 20 % فقط من حجم المجتمع.
وأوضح "مغيث" أن من يشعر بأن الإخوان يمكن أن يسيطروا بشكل أو بآخر في المرحلة المقبلة مخطئ تمامًا، حيث أنه شارك في الثورة الشعبية، وقابل مجموعة من الإخوان المسلمين في المظاهرات أعلنوا أنه في حالة وجود دولة مدنية، فإنهم يرحِّبون بوجود أحزاب للشيوعين والملحدين وغيرهم، وأنهم يرون أنه من المهم أن نصل لصيغة دستورية تمنع الحجر على أفكار أحد.
مشيرًا إلى أنهم يعلمون جيدًا أن الروح المصرية لا تقبل الإرهاب أو العنف، وما يحتاجونه هو فقط القبول المجتمعي واعتراف الناس بهم، ولذلك لن يستطيعوا التدخل بشكل كبير يجعل الناس تلفظهم. مؤكّدًا أن تغيير النظام ووجود ديمقراطية سيضع كل شىء في مكانه.
وأشار "مغيث" إلى أهمية دور الأقباط في "مصر"، والذين يصل عددهم إلى 9 مليون شخص- حسب قوله- خاصةً في حالة وجود ديمقراطية حقيقية، حيث سيكون لهم بالتأكيد دورًا هامًا في الأحزاب السياسية، مما يسهم في جعل الإخوان المسلمين في حجمهم الطبيعي. مدللًا على ذلك بأن نسبة الإخوان المسلمين في نقابة الأطباء 13 % فقط، في حين أن لا يقل الأطباء المسيحيين عن 45 %، أما فوز الإخوان في انتخابات النقابة فيرجع إلى وجود قيادة لهم.
واتفق معه في الرأي د. "عماد جاد"- الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية- مؤكدًا أن الإخوان المسلمين لم يكونوا موجودين في بداية المظاهرات الشعبية، ولم يشاركوا إلا بعد أن أخذت الدعوة زخمًا كبيرًا واهتمامًا من قبل الدولة والعالم، فحاولوا بعد ذلك أن يتواجدوا بشكل واضح في المظاهرات، وأثار تواجدهم استنفارًا مدنيًا من الناس.
وأوضح "جاد" أن الشعب يجب أن يتفهم أن الأمر ليس اختيارًا وحيدًا بين "مبارك والحزب الوطني" أو "الإخوان المسلمين"، مشيرًا إلى أن ذلك الاختيار يعد مسألة حادة، حيث أن المصريين يريدون دولة مدنية، كما لا يمكن اختيار الرئيس "مبارك" لفترة جديدة لأنه نظام دفع "مصر" إلى الطائفية وتسبَّب في مشكلات كثيرة. مضيفًا أنه بالرغم من أن نظام "مبارك"
الحالي لم يعد يُجدي كما الدولة الدينية، إلا أنهم يطالبون بأن يظل الرئيس "مبارك" لفترة معينة حفاظًا على النظام، حيث أن مطلب الإسقاط الفوري للنظام الذي يطالب به البعض سوف يؤدي إلى إحداث فوضى. مطالبًا من أجل الحفاظ على استقرار "مصر" بأن يفوِّض الرئيس نائبه "عمر سليمان"
بمهامه، ويظل الرئيس موجودًا في ذات الوقت إلى حين إجراء التعديلات الدستورية المنشودة، ويتم بعدها انتخابات الرئاسة المقبلة، بحيث يتعاون النائب مع كافة القوى السياسية. مؤكّدًا أن تفويض "عمر سليمان" لا يعني إطلاقًا تجريد الرئيس "مبارك" من صلاحياته.
واختتم "جاد" حديثه موضحًا أن أية مطالب أخرى بخلاف تفويض الرئيس لنائبه بجميع الصلاحيات، مثل الاستمرار في المظاهرات والمطالبة بإسقاط النظام، والتنحي الفوري للرئيس "مبارك"- هي مطالبات تتسبَّب في فوضى حقيقية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :