الأقباط متحدون | ده.... شفيق يا راجل..!!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١١:٥١ | السبت ٥ فبراير ٢٠١١ | ٢٨ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٩٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ده.... شفيق يا راجل..!!!

السبت ٥ فبراير ٢٠١١ - ٤٥: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: نبيل المقدس
مش هكذب عليكم.. عمري خلال سنين عمري فكرت حتى مجرد التفكير أن أسمع بأذناي, وأشاهد بعيناي مسئولاً في الدولة حتى لو كان رئيس إحدى المحليات أو عسكري بشريطة واحدة، أن يتواضع ويتنازل ويعتذر للشعب عن خطأ أو معاملة بعيدة كل البعد عن الإنسانية.. فما بالك أن تنطلق هذه الكلمة من رئيس وزراء مصر!!.. لم أصدق نفسي بينما أسمع كلمات رئيس وزراء مصر ما بعد يوم 25 يناير أن يقدم اعتذارًا صريحًا على الهواء إلى مجموعات من الشباب المصري، جمعهم موقع "الفيس بوك" حيث تم الاتفاق فيما بينهم أن يتركوا أماكنهم أمام شاشات الكمبيوتر، وأن يتقابلوا و لربما لأول مرة في أحد ميادين العاصمة، مطالبين بما اتفقوا عليه من إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.. بمنتهى الأدب والذوق تكلم رئيس الوزراء فقد قال: "أنا أعتذر اعتذار الرجل الذي يقدر المسئولية.. فقد عرفنا الثغرة التي كانت سببًا عن هذا العمل غير المقصود.. هذا العمل الصبياني المدفوع". فجأة سألت من كان حولي "مين الراجل ده؟؟" كان ردهم إلي: ده..... شفيق يا رااااااااااااجل.!!

أترك رئيس الوزراء الفريق "أحمد شفيق" في أعماله المضنية... أكيد لا نستطيع الآن أن نقيّم عمله.. ونحاول نسير علي نهجه وميزته في التروي وسماع الآخر حتى نُحقق ما يشدو إليه الشباب، إن كانوا هم الشباب المصري الأصيل الذين لم يتخذوا من الدين أساسًا وشريعة لهم.. لكنني إلى الآن وبعد مرور حوالي أكثر من عشرة أيام لم استطع أن أكتب مقالاً محددًا.. فلكوني كاتب غير محترف فأنا لا استطيع أن أكتب في جو مشحون بأحداث تتغير بمعدلات سريعة, لا أستطيع  اللحاق بها.. لذلك كل ما أستطيع قوله.. إنني مع التغيير.. وهذا ما كنا ننشده طيلة السنوات الأخيرة.. وقد طالبنا جميعنا من قبل من خلال موقع "الأقباط المتحدون" بهذا التغيير.. لكن لم أكن أتوقع أن يتخذ هذا التغيير شكل التدمير.. لم أكن أتصور أن هذا الشعب لم يكن يصل إلى مستوى التقدم في طلب التغيير.. لم أكن أدرك بعد أن أغلبنا لا يميّز بين التغيير وحرية التفكير..

لكنني أتساءل.. أين الأحزاب من هذه الأحداث؟؟ أين الأحزاب من حوادث الهجمات على الكنائس؟؟ أين الأحزاب من تكوين تأمين البلاد ضد الذين استغلوا خيانة وهروب الأمن من بين الشوارع والمباني العامة والخاصة؟؟ لكنني ما أضحكني وشر البلية ما يضحك.. ويثبت مدي هلهلة هذه الأحزاب, عندما دعاهم نائب الرئيس "عمر سليمان" للتحاور وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. إذ أفاجئ أنهم يظهرون قوتهم التي كانت مكمونة تحت طيات الجبن والتملق ويرفضون بكل بجاحة عدم التحاور مع سيادة النائب, وما أضحكني أكثر أنهم اشترطوا  تنحي الرئيس مبارك كاملا لكي يتم التحاور معه. تعالت أصواتهم وأتت لهم الجرأة فجأة في الإعلان عن مطلبهم لتنحي الرئيس. أين كانت هذه الجرأة يا سيادة رؤساء الأحزاب من قبل؟؟ ألا توافقوني أنكم أحزاب فاشلة غير مُجدية وغير مثمرة.. ولولا أصوات أبناء أبنائهم من الشباب, والذين ليس لهم أي خبرة سياسية غير إنهم عندهم تعطش للحرية ولحياة كريمة. وعندما حول النائب نظرهم عنهم رفعوا أياديهم استسلاما للحوار, وظهرت صورة لهم وهم يلقون بيانهم بالموافقة, وما يدهشني عندما دققتُ في الصورة أجد تكتل وتزاحم رؤساء الأحزاب حول من يُلقي البيان بالتحاور, وما يؤسفني تكالبهم وحرصهم الشديد أن كل رئيس منهم يظهر في الصورة. هذه الصورة التي تمت التقاطها لهؤلاء رؤساء الأحزاب حول المايك اليتيم بهذا المنظر المؤسف أستطيع أن أقول أن هذه الصورة سوف تكون آخر صورة لهم لنا. فليذهب كل حزب برئيسه وأعضائه إلي بياتهم الشتوي.
أما الذي أفتخر به وأأمل فيه كبداية لحياة أفضل في مصر.. هم هؤلاء الشباب الذين يعلنون تصريحاتهم وحواراتهم من خلال الفضائيات، وإلقاء ضوء الاطمئنان علينا بوجود هذه الوحدة بين مسيحي ومسلمي المتظاهرين في كل من هم في ميدان التحرير، والذين يطالبون بتنحي الرئيس للتغيير.. أو من هم الذين في ميدان مصطفي محمود والذين يؤيدون الرئيس وتركه الحكم للتغيير لكن بطريقة كريمة. كما أنهم أكدوا عدم وجود تأثير مباشر من شباب المحظورة. وهذا ما أتمناه أن يقطعوا الطريق أمام المحظورة أن يشتركوا معهم, أو خطف تعبهم وإنسابه لهم وركوب السلطة بطريقة سهلة..!
أتصور أن هذا الحدث الجليل والذي قام به شبابنا.. هو بداية بناء مصر على أسس مدنية 100%, مع التأكيد بفصل الدين عن السياسة. لذلك أنا مع نقل السلطة بطريقة تحفظ كرامة الرئيس مبارك, أية كانت هذه الطريقة..!! 
أرجع وأسأل مين هذا الشخص العظيم الذي كسر كبرياء الحكومة واعتذر لشعبه...؟؟.... ده الفريق أحمد شفيق.... يارااااااااجل!!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :