الأقباط متحدون | لو كنا بنحبها
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٢٨ | الجمعة ٤ فبراير ٢٠١١ | ٢٧ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٩٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لو كنا بنحبها

الجمعة ٤ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: هيام فاروق

كتبت فى مقالى السابق عن فخرى واعتزازى بمصريتى وبشباب مصر الذين أسميهم أبطال حيث بدئوا ثورة كنت من المؤيدين لها بعد ظهورها بيوم واحد وأكدت إصرارى وفخرى بعد يومين وإذ بى فى اليوم الثالث بدأت أتراجع وهلم جر . 
 
صحيح أن كل ثورة لها سلبياتها ولها مميزاتها وقد ذكرت أن الحرية ثمنها باهظ وأيضا الخضوع والخنوع ثمنه أيضا باهظ وطالما سندفع فى الحالتين فلماذا لم ندفع ونشترى الحرية ؟ نعم كنت متحمسة مع هؤلاء الشباب فى تغيير مسار شعبى ووطنى .. نعم كنت رافضة لهذا الفساد المستشرى فى جميع أنحاء المحروسة .. رافضة للبطالة .. رافضة للاضطهاد والتمييز .. رافضة .. رافضة ، ولكن اليوم وبعد أن اشتعلت النيران والإشتباكات والتكهنات والخيانات ويد الأثمة والخونة والإخوان .. ماذا أقول ؟ ناشدناكم يا شبابنا أن تكفوا وتكتفوا عندما صدر علينا صوت الرئيس مبارك المتهدج والمنكسر وهو القائد والفارس العنيد متراجعا ومتنازلا وواعدا لنا بكل الوعود المريحة والمطلوبة  .. إذن ماذا تريدون يا شبابنا ؟ ماذا تريدون يا شعبنا ؟ 
 
إنقلبت حياتنا وأصبح نهارنا ليلا وليلنا نهارا .. شبابنا ورجالنا طوال الليل سهارى فى الشوارع ليلا ، ونياما بدون عمل طوال النهار فى ظل الغياب الأمنى .. وقد طال هذا الحال إلى اليوم الحادى عشر والثانى عشر ولا نعلم إلى متى ستنتهى هذه الغمة .. إختفت السلع التموينية .. إختفى البنزين .. بل حتى رغيف العيش إختفى .. فى صالح مَن كل هذا ؟ كنا نشكو الفقر الذى بسببه تظاهرنا وإذ بنا نفتقر أكثر .. كنا نشكو البطالة لبعض الشباب وها هم رجالنا العاملون والكادحون إنضموا إليهم .. كنا نشكو الغلاء وها هو مستشرى لأقل سلعة وإن تواجدت من الأساس .. نشكو من أشياء كثيرة وإذ بنا نصنعها على الأقل لفترات طالت أم قصرت ولكننا لم نحذفها بل تظاهرنا من أجلها .  
ماذا نريد ؟ 
إسمحوا لى أن أنقل لكم كلمة لأحد الأصدقاء على الفيس بوك قائلا : 
إن كنتم تريدون فوضى .. فقد حققتموها .. إن كنتم تريدون تغيير .. فقد غيرتموها .. إن كنتم تريدون الرئيس .. فها هو معنا حتى نهاية الفترة .. إن كنتم لا تريدون الرئيس .. فها هو أعلن أنه لن يرشح نفسه فترة أخرى .. إن كنتم تريدون نهضة .. فقد حان الوقت لنساعد بعضنا لنهضة مرة أخرى .. إن كنتم متظاهرون بدون هدف .. فاتركوا مصر لأن شعبها أعظم الشعوب .. تحية لصاحب هذه الكلمات .
 
إخوتى .. كفانا .. و للننقذ ما يمكن إنقاذه من سمعة هذا البلد العظيم ولا نترك للمغرضين والمخربين فرص كهذه .. رأيتم و سمعتم من وثائق موقع ويكيلكس التى أكدت تحالف قوى خارجية مثل دويلة قطر وأميرها الذى له قصرا فاخرا فى تل أبيب و هو الذى استولى على الحكم فى قطر بعد مؤامرته الدنيئة والوقحة على والده بل وطالب بإعدامه ، وتحالفه مع إسرائيل وأمريكا للنوال من انقلاب الحكم فى مصر .. هل لأن الرئيس مبارك رفض بناء قاعدة عسكرية أمريكية فى مصر ؟؟؟ أم لأنه رفض خروج شباب الوطن فى حروب مع غزة وفلسطين والعراق والسودان وغيرها خوفا وحرصا على أبناء وطن هو زعيمه وقائده وربان سفينته ؟  هل لأنه ليس بخائن و لم يجدوا منه صدا و لا ردا لمؤامراتهم السياسية الخبيثة ؟ لا أعلم .. ومن الجدير بالذكر أن نفس هذا الموقع ( ويكيلكس ) قد أكد على عدم تحالف مصر و رئيسها مع أى من الدول الشقيقة و غير الشقيقة .. هل هذا لا يدعو للفخر يا سادة أمام العالم كله الذى يدعى الحضارة و المدنية ؟ أحكموا بأنفسكم .
 
شبابنا الذين طلبوا طلباتهم المعبرة عن الشعب المصرى بكامله .. يُشكر كل الشكر .. شبابنا الذى تظاهر بحضارة ومدنية وبات بدون أكل أو شرب أو غطاء فى ظل ظروف طقسية صعبة .. يُشكر كل الشكر .. وها هو اليوم الذى يطرح أمامكم باب الحوار وإذ بكم ترفضون .. ما هذا ؟ يطرح أمامكم التغيير و إذ بكم تشخصنون التغيير فى حين أن هذا ليس مطلب شعبى بدليل وجود مؤيد ومُعارض بصرف النظر عن عدد هؤلاء أو هؤلاء .. وإن كنتم لستم أصحاب الاشتباكات وقذف الكرات النارية فلماذا أعطيتموهم الفرصة .. إذا انسحبتم فى ظل ما طُرح أمامكم من مائدة حوار وتغيير وتصحيح مع وجود هذه العناصر الغريبة إن كانت غريبة والمخربة للوطن فإن النار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله .. أما إصرار الموجودين الآن فى ميدان التحرير ليسوا هم بشباب وطنى أبدا .. وليسوا هم إلا أناس رافضين للتغير الذى تذعموه .
 
إخوتى أبناء وطنى الحر .. أنا كقبطية مسيحية أؤكد أننا كمسيحيين كنا أكثر الناس اضطهادا فى عصر الرئيس مبارك .. أكثر الناس الذين حرقت كنائسنا و قتل أبناؤنا واعتدى على أديرتنا ورهباننا .. أكثر الناس الذين تجاوزوا ترقياتنا ومراكزنا ودرجاتنا العلمية ... وغير هذا كثير لا داعى لذكر كل هذا و ليس مجاله فنحن لسنا فى حالة تصفية خلافات ولسنا من عاداتنا الثأر وخلافه بل نحن نثق أنه ( لى النقمة أنا أجازى يقول الرب ) ورغم كل هذا نحن أكثر الناس ولاءا لوطننا ولرئيسنا وقائد قواتنا المسلحة الباسلة وندين لرئيسنا بثلاثون عاما بحلوهم ومرهم . 
 
يعلم الله كان ينخلع قلبى ويغمرنى البكاء وأنا أرى حرق العربات والمبانى وأعمدة النور وخلع بلاط الرصف ونهب المحلات التجارية وانهيار الإقتصاد و هبوط البورصة و انعدام قيمة الجنيه المصرى.. فلماذا الإصرار على رحيل الرجل بعد كل هذه الإستجابات والتنازلات والتغييرات التى رضى عنها معظم الشارع المصرى .  
 
يا أبناء وطنى الجميل .. ما خسرناه خلال هذه الثورة فاق ما خسرناه فى حرب أكتوبر المجيدة .. وما دمرناه فى 10 أيام لا يكفى لإصلاحه عشر سنين .. فهل هذه كانت ثورة تغيير أم ثورة تدمير . أنا غضبانة .. لأننا شعب لا يعرف كيف يتظاهر .. شعب تعلم إهانة حكامه ورفع الحذاء على صورته .. شعب يضع يده فى يد من لا يحملون لنا ذرة من الحب والإحترام ويقولون لنا ( يرحل حالا) والرجل أمامه أيام يجب أن نكرمه بعد خدمته كل هذه السنين . وأن نعطى له ولوطننا شيء من الكرامة . شعب يقلد تقليد أعمى وسخيف وفجأة تحول إلى أعمال البلطجة والبرشمة كما ترون فى ميدان التحرير و كل أنحاء المحروسة . شعب كذاب ، شتَّام ، ومن يقول بعد ذلك أنه وطنى بعد كل هذه الأعمال وإصراره على الوقوف واستكمال التظاهر لغرض الرحيل فلن أصدقه أبدا . دعونا نستمع إلى صوت العقل والكبار والقادة الجدد فأنتم يا شباب 25 يناير مهما كنتم قليلى الخبرة وبدأتم بحماس جميل وأنهيتم بدون وعى و حنكة سياسية . كفاكم .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :