- الكنيسة واستنساخ فكر السلطة
- استمرار المظاهرات المطالبة بالتغيير، و"ساويرس": الفوضى هي البديل الوحيد لرحيل "مبارك" بشكل مفاجئ
- دعوات إليكترونية تطالب بمغادرة ميدان التحرير غدًا، وآخرى تطالب باستكمال الثورة
- ثورة الشعب المصري تنجب "حركة مصر الأم" بقيادة 52 من أقباط المهجر
- تصاعد (احتجاجات الغضب) لموقف الأنبا شنودة من مظاهرات الغضب
جيم أوفر
بقلم: سامي فؤاد
تلك العبارة وغيرها من العبارات التي رأيتها بعيني مرفوعة في ميدان "التحرير"، ولكن كان أجمل ما رأيت وأجمل ما شعرت به، هو تساوي كل فئات المجتمع المصري.. وحَّدتهم أزمة واحدة ومطالب واحدة باختلاف مستوياتهم التعليمية والاجتماعية، واختلاف أعمارهم. بل لا أنكر أنني رددت مطالب وراء فتاة صغيرة لم تتجاوز السادسة من عمرها. وخرجت من التجربة بتأكيد فكرة كانت راسخة عندي أن النظام والحاكم لا يستمد قوته من قبضة أمنية، فكلما زادت القبضة ضغطًا، كلما زادت احتمالات الانفلات منها. وكما أشرت سابقًا، فقد استخدم نظامنا كل الأساليب لتحويل "مصر" إلي فئات ومجموعات وملفات أمنية. وفي اليوم الخامس من المظاهرات، لم ينتحر أحد.. هل بدء الأمل يساورهم من جديد؟
وفي ذروة الانفلات الأمني وهروب الأشاوس، اندهشت: لماذا لم تتعرض كنيسة إلي خطر، تعرضت له الكنائس في ظل وجود الأمن؟ بل وجدت حركة الشارع والدفء بين الناس أكثر منها في غياب هؤلاء! ولأول مرة منذ عدة سنوات أردِّد "بلادي بلادي" وأنا أشعر بحقيقة الكلمة، وأشعر أنها بلادي، وأشعر بعد أن ساهمت لدقائق قليلة مع دكتور "حسام" ومجموعة من الشباب في تنظيف الشارع وفتاة تحمل كيسًا لرفع القمامة، وأخري تأتي بطعام، والمنقبة، ومرتدية الحجاب بجوار من هي دون غطاء الرأس. لا أحد يرفض أحد، الجميع ينظم نفسه بنفسه، ويرفض من يتجاوز.
إذًا الكبت هو ما صنع الكراهية، والدولة البوليسية هي التي تصنع الفتن. الثورة ثورة شارع، وأصحاب الأزمة من قادوها؛ ليس المنظرين ولا النخب السياسية. وعندما ظلت الأحزاب لسنوات تطلب الفتات من النظام، كان للشباب ما طلبه في لحظات، وتحوَّل النظام إلي الاستجداء منهم, بل كانت كل محاولة لإجهاضهم تحول إلي ميلاد ثورة جديدة وثوار جدد. وحتى كتابة هذه الكلمات، لم أكن أعرف ما سينتهي الأمر إليه؛ فغدًا مظاهرة المليون، ولكن كل ما أعرفه أو أراه أن "مصر" حققت مكاسب- سواء ظل الرئيس أو رحل- وخرجت بعدة ملاحظات ومشاهدات لابد أن نقف أمامها:
أولها- تقدير الشارع المصري للجيش ورجاله، ومشاعره الإيجابية تجاههم. وهو ما يجب أن ينتبه إليه رجال الشرطة في المراحل القادمة؛ لتصحيح نظرة الشارع إليهم، وأنهم يجب أن يلتزموا بدورهم الحيادي، وأنهم لحفظ الأمن وليس لأمن النظام.
ثانيًا- يجب أن يكون هناك فصل بين السلطات الثلاثة، وأن تكون هناك حياة حزبية وحرية سياسية في "مصر"، ومشاركة الكفاءات الحزبية في الوزارات. فلماذا لا نرى تشكيلًا وزاريًا يجمع كل الأطياف السياسية؟ أيضًا ساهم الإعلام المصري بدور سلبي في بحث المتابع للأخبار عن قنوات أخري، ثم نعود ونقول "قنوات مغرضة"! فلماذا لا يشعر المواطن بحيادية إعلامية حتى لا يبحث عند الآخرين؟
أندهش لما فعله مؤيدو الرئيس بعد مرور دقائق علي إلقائه الخطاب، وكانوا مثل من سكت دهرًا ونطق كفرًا؛ لأني أعتقد أنهم لو انتظروا فقط حتى صباح اليوم، لكان قل عدد المتظاهرين، واتسع الوقت لحوار وطني. الأمر الآن مشتعل، ولن يطفئ تلك النار إلا سيادة الرئيس، وكما اعتدنا منه؛ فإنه كثيرًا ما أنهى مشكلات استعصى حلها على المسئولين.
سيادة الرئيس، أرجوك رفقًا بشباب "مصر"، بأبنائك وأحفادك، تتدخل سريعًا واعلم أنه قد يقتضي الأمر تضحيات منك، ولكنك أهلاً لذلك. فمن كانت رقبته فوق يده فداءًا لـ"مصر" في حرب أكتوبر، ليس بكثير عليه الآن أن يفوِّت الفرصة على الجميع، وينهي الأمر بسرعة.
سيدي الرئيس، الأمر الآن يشبه معركة في سوق! لا صوت للعقل، والتاريخ سيحاسب الجميع. ولكن أنت وحدك تستطيع أن تحفر في التاريخ وفي جباهنا أن رئيسنا هو الوحيد الذي أطفأ النار.
(أعتذر إن وُجد عدم ترابط زمني بين أول المقال ونهايته، فقد كتب في يومين، والأحداث الجارية تشل عقلي وكياني. ولكني أردت أن أشهد شهادة حق يحاسبني عليها الله والوطن).
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :