الكاتب
- رسالة مفتوحة للرئيس "مبارك" بخصوص انتفاضة الغضب
- الشيخ: الشعب المصري نسى الخوف وعلى الرئيس تلبية مطالب الثوار
- جمعية ومسجد د."مصطفى محمود" تعقد مؤتمرًا عن المواطنة والتعايش السلمي
- عرب بلا حدود: ثلاثة قتلى وألف معتقل وإصابة العشرات ومصر مفتوحة للمظاهرات اليوم
- زعيم شيعة "مصر" يجدِّد الدعوة لعقد مهرجان دولي خاص بالعتبات المقدسة بـ"مصر"
جديد الموقع
رسالة مفتوحة للرئيس "مبارك" بخصوص انتفاضة الغضب
بقلم: جرجس بشرى
السيد الرئيس: محمد حسني مبارك، رئيس جمهورية مصر العربية
سلام الله الفائق للعقل يكون معكم ويمنحكم روح الحكمة والمبادأة والإفراز ، وبعد،،
سيدي الرئيس، إنني أكتب إليكم هذه الرسالة في وقت تموج به الساحة المصرية الشعبية بحراك واسع واحتجاجات عارمة انطلقت شراراتها الأولى يوم الثلاثاء الماضي 25 يناير 2011، وهذه الانتفاضة الشعبية مشروعة طالما أنها سلمية وتتعلق بمطالب مواطنين مصريين وحقوقهم الأصيلة والمشروعة في وطنهم مصر. ومن الملفت للانتباه في هذه الاحتجاجات الشعبية، أنها استطاعت وللمرة الأولى في تاريخ "مصر" أن تستقطب رجل الشارع البسيط لينضم إليها، مطالبًا بحقوق تضمن مستقبله ومستقبل أولاده بعده، حيث أنه- وبحسب رصد حقوقي- شارك حوالي 70 % من المحتجين في يوم ثورة الغضب الشعبي على الظلم والفساد والاستغلال واللاشرعية، من أعمار عمرية تتراوح بين خمسة عشر إلى ثلاثين عامًا، وفي مستويات اجتماعية عالية، مما يؤكد أن هناك رغبة وايمان أكيد لدى المحتجين في إصلاح الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في "مصر"، ولن تثنه عنها قوة ما- أيًا كانت- فشرارة الوعي الحقوقي انتقلت ولن يستطيع أحد الوقوف أو بمعنى أدق الصمود أمامها؛ لأنه لا شئ يعلو فوق إرادة الشعب، الذي له وحده السلطة في عزل رؤساء وملوك مهما تصوروا أنهم محصنين من الأذي أو محتاطين من أن تطولهم غضبة شعوبهم!!
سيدي الرئيس، الواقع يؤكد أن الانتفاضة بدأت، ويؤكِّد أيضًا أنها ستستمر، ومرشَّحة للتصاعد، وأن الخوف مات من قلوب أبناء "مصر". ومن المؤسف أنه برغم ثورة الشعب لمدة يومين متتاليين، وبرغم استخدام الشرطة القوة المفرطة مع المواطنين المصريين وسحل بعض الصحفيين واعتقال مئات المواطنين، أن التزمت الحكومة المصرية الصمت تجاه هذه الانتهاكات الفاضحة، لدرجة أن وصل العبث ببعض المسئولين أن هوَّنوا من الأمر، واستهانوا بإرادة "مصر"، وهو ما يؤكِّد بما لا يدع مجالًا لشبه شك، أن الحكومة تتعالى على هذا الشعب بدلاً من أن تكون خادمة له وملبية لطلباته المشروعة وملزمة بحمايته..
سيدي الرئيس، إنني أناشدكم أن تسارعوا في تهدئة روع الشعب المصري الثائر. هذا الشعب الذي لا سند لـ"مصر" إلا به، ولا سند لكم بدونه في أي قرارات مصيرية وحيوية تتخذونها. وعليكم أن تسارعوا قبل فوات الأوان، وتخرجوا بخطاب إلى الأمة المصرية، وتكشفوا لها عن خططكم المستقبلية بكل وضوح وشفافية ومصداقية. وعليكم أيضًا الإعلان عن إصلاحات دستورية مُلحة يطالب بها المصريون منذ زمن بعيد، وإصدار قرارات مدروسة تتعلق برفع مستوى معيشة المواطن المصري وتحسين معدَّل نصيبه من الدخل، ليكون في معدل يتناسب مع مكانة "مصر" وحضارتها وما تمتلكه من كنوز حضارية وتاريخية وطبيعية وزراعية وفكرية. كما يجب أن يتم تخصيص إعانات عاجلة للشباب العاطل. وأطالبكم كما طالبتكم من قبل، بتعيين نائب للرئيس في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، وأن تسارعوا إلى محاسبة رجال الشرطة الذين انتهكوا آدمية المواطن المصري خلال انتفاضة الغضب التاريخية، والدعوة إلى تأسيس دستور ليبرالي جديد يليق بـ"مصر" والمصريين، ويضمن لكافة المواطنين المصريين من المسلمين والأقباط واليهود المصريين والبهائيين والشيعة بل واللادينيين حقوفهم الكاملة في المواطنة، في وقت تُنتهك فيه حقوق الاقليات الدينية البهائية والقبطية والشيعية بلا هوادة. فالمواطنة الحقيقية يا سيادة الرئيس هي: "حسن ومرقس وكوهين ومحمد الدريني ورؤوف هندي،.."
سيدي الرئيس، اخرجوا إلى شعبكم الآن وهدئوا من ثورته، وأعلنوا له عما يدور في ذهنكم لصالح الوطن والمواطنين بصراحتكم المعهودة، وبلا تردد؛ لأن الغضبة الشعبية مرشَّحة للتصاعد ولأجل غير مسمَّى- من وجهة نظري- طالما أن هناك مشاكل ومطالب لا تجد أذانًا مصغية من الحكومة أو من سيادتكم، وإن لم تستطيعوا تلبية مطالب المصريين فأطالبكم بالرحيل..
وفقكم الله إلى ما فيه خير "مصر" والمصريين جميعًا مسلمين وأقباط وبهائيين وشيعة ويهود..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :