الأقباط متحدون | خواطر انتحارية ( هل يخاف الاقباط من الموت ؟)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٢٨ | الاثنين ٢٤ يناير ٢٠١١ | ١٦ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٨٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

خواطر انتحارية ( هل يخاف الاقباط من الموت ؟)

الاثنين ٢٤ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مجدي جورج
الانتحار قد يكون الوسيلة الاخيرة التى يلجا اليها الانسان للاحتجاج على الظلم الواقع عليه او على المجموعة البشرية التى ينتمى اليها وذلك بعد ان يجد هذا الانسان ان طرق الاحتجاج الاخرى قد اوصدت امامه.
 والانتحار حرقا هو احد وسائل الانتحار ولم يكن الشاب التونسى محمد بوعزيزى هو اول من استخدم هذه الوسيلة للاحتجاج على الظلم الذى تعرض له وكان من نتيجة ذلك قيام ثورة شعبية بتونس اطاحت بالرئيس التونسى زين العابدين بن على .

فقد سبق هذا الشاب شباب الاكراد الاتراك الذين اشعلوا النار فى اجسادهم فى قلب الميادين الاوربية وامام مفوضية حقوق الانسان احتجاجا على اواضاعهم وثقافتهم ولغتهم المهملة من السلطات التركية وكان من نتيجة احتجاجهم هذا ان بدأت الدولة التركية تعترف رويدا رويدا ان لهم حقوق ثقافية يجب ان يحصلوا عليها .
وثقافة الاحتجاج بالانتحار حرقا الذى كرسها محمد بوعزيزى انتشرت كانتشار النار فى الهشيم فى ارجاء المنطقة المختلفة فوصلت لمصر واليمن والسودان والجزائر بل حتى السعودية .

وعندما ناتى الى مصر نجد ان هناك عدة محاولات انتحار نجح بعضها كالشاب السكندرى الذى اسرع النظام كعادته وقال عنه انه مريص نفسى . وحالة المواطن عبده عبد المنعم حمادة جعفر المقيم بمركز القنطرة والذى حاول الانتحار حرقا امام مجلس الشعب للاحتجاج عاى حصة العيش التى يريدها لمطعمه.
وهناك اكثر من محاولة اخرى ومنها محاولة  المحامى محمد فاروق ال الذى حاول إشعال النيران فى جسده أمام مجلس الشعب، صباح الثلاثاء، الماضى احتجاجا على خطف ابنته القاصر .

عندما نأتى لوضعنا كاقباط تحديدا نجد ان الانباء اتت لنا بحالة احتجاج واضح قام بها مواطن قبطى فتعالوا نحتفل به لانه كسر حاجز الخوف وخرج يشارك ويحتج على الظلم والاضطهاد الذى تعرض له وهذا المواطن هو ناجي أنطون (61 عاما) حيث  أنه تعرض لحادث سيارة منذ أكثر من عام سببت له عجزا وتشوها في قدمه اليسرى وأنه أجرى عملية بمستشفى الهلال إلا أن حال قدمه ساءت وأصبح في حاجة لإجراء عملية أخرى، إلا أن المسؤلة بوزارة الصحة  رفضت إعطاؤه كشف الحساب الخاص به وقالت له "حتى إذا حصلت على قرار بالعلاج سوف أرفضه" دون إبداء سبب. وأكد أنطون أنه لا يملك ثمن العلاج وأنه كان يملك محل كوافير حريمي ولكنه اضطر لبيعه بعد الحادث مطالبا بموافقة المسؤلين على حصوله على الأوراق اللازمة لاستكمال علاجه خاصة أن الطبيب المعالج له مستعد لإجراء العملية ولا ينقصه سوى الأوراق.

ويردد انطون:"أنا مش عايز حاجة غير إني أعمل العملية، الواحد فيهم لو كح بيروح فرنسا". وقام انطون بالاعتصام على سلم نقابة الصحفيين حاملا يافطة تقول يسقط الظلم يسقط حاتم الجبلى وفى بادرة احتجاجية جديدة قام بخياطة فمه بغرزتين وهدد بحرق نفسه اذا لم يستجاب لطلبه.
ذكرنى هذا الرجل بسيدة شجاعة تدعى مارى بلاق دميان اختطفت ابنتاها ماريان وكريستين وظلت تبحث عنهم فى كل مكان وتوزع صورهم فى كل جهة حتى استضافها وائل الابراشى فى برنامج الحقيقة عام 2005  واتصل الرئيس بالبرنامج وطلب من وزارة الداخلية معرفة مكان البنتين ثم بعد ذلك تم اظهار البنتين فى شريط فيديو قالئتين انهما اسلمتا وتزوجتا من الشابان  الذان اختطفهن رغم ان البنتين وقت خطفهما كانتا قاصرتين.
اعجبت بشجاعة عم ناجى انطون وتذكرت شجاعة مارى بلاق ولكنى بكل صراحة تعجبت وتحسرت على الاقباط فى مصر الان فمع كل الحراك ومحاولات الاحتجاج على الظلم الموجودة حاليا لم اجد قبطى او قبطية يخرج صارخا من الظلم وحتى مهددا بالانتحار لان ابنته القاصر خطفت فأين نحن كاقباط ؟

نعم نحن لا نشجع على الانتحار ونرفضه ولكن هناك الف وسيلة للاحتجاج :
 كخروج امهات واخوات  القبطيات القاصرات المختطفات متشحات بالسواد والاعتصام امام مجلس الشعب مع الاضراب عن الطعام .
او ان يقوم اباء هؤلاء الفتيات القاصرات او اخواتهن بتخييط افواهم والاعتصام امام دار القضاء العالى مثلا .
انا اعرف ان اهالى هؤلاء الفتيات بعضهم على استعداد حتى للموت من اجل استعادة فلذات اكبادهم ولكن :
*بعضهم للاسف يشعر بالحرج  والخزى من التحدث عن هذا الموضوع  ولهؤلاء اقول ان ابنتكم  ضحية وانتم ايضا ضحايا بل اقول لكم ان اى فرد منا ممكن ان يتعرض للموقف الذى انتم فيه فنحن لا نعرف الحيل والاحابيل التى يقوم بها صائدى هؤلاء الفتيات وهى حيل تعجز حتى الشياطين والابالسة عن الاتيان بمثلها فقوموا وانفضوا عنكم غبار الخزى والعار وقولوا لا نفسكم هلم لنستعد بناتنا المختطفات .
* والبعض الاخر لا يعرف كيفية التصرف ويريد اعانة وارشاد من اى احد  ولهؤلاء اقول عليكم بالانتظام كلكم فى مجموعة واحدة كهيئة او مؤسسة ولان الترخيص قد يكون صعب الان  فعليكم ان تبدئوا  بجروب على الفسيبوك  وتسموه  قبطيات مختطفات او امهات ضد الاختطاف او امهات من اجل استعادة المختطفات ويستعان فيه بخبرات قانونية ونفسية ودينية وتحكى فيه كل التجارب بصراحة لتحذير الباقين وللتعلم من التجارب (هذا الجروب لايشمل فقط اهالى المختطفات بل يشمل كل من له اهتمام بالموضوع ).
*والبعض الاخر يكتفى بكتابة محاضر فى اقسام البوليس وبعدها يرسل تلغرافات الى وزارة الداخلية والنائب العام والرئاسة وغيرها ولكن للاسف كل هذه التلغرافات والبلاغات مصيرها اقرب سلة مهملات  وانا اقول لهؤلاء  :ياسادة ان من يطالب بالحرية ويكتب التلغرافات والمحاضر لهو جبان وخائف  ولكن من ينزل الى الشارع من اجل انتزاع حريته وتحقيق مطلبه لهو شجاع لذا علي اهالى هؤلاء الفتيات النزول للشارع وستجدوا مساندة ومساعدة من هيئات وافراد شرفاء كثر.
واذا كنا كمسيجيين نرفض الانتحار ولا نسعى الى الموت  الا اننا لا نخافه فالموت ياتينا كل يوم ومن لم يقتل فى كنيسته قتل فى القطار او فى الشارع او فى بيته . فلنتحرك اذا مثل كل الشعب المصرى الذى يتحرك الان ضد جلاده وصدقونى ان النظام هو الاساس فى كل البلاء الذى نتعرض له كاقباط  خصوصا وكمصريين عموما.
 ورجاء حار لبعض رعاة الكنيسة الذين يحذرون الاقباط من الخروج والتظاهر ارجوكم كفوا ايديكم ولاتنساقوا وراء النظام ولا تخضعوا لتهديداته  ودعوا الاقباط يتصرفون كما يريدون كمواطنين مصريين كاملى الاهلية .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :