مبادرات (طق الحنك)
بقلم: محمد حلمي
لم يتفق إنسان في مصر المحروسة خلال الأيام الماضية سوى فى إدانة ورفض الجريمة الإرهابية والتى جرت وقائعها فى مطلع العام الحالى على أرض الثغر أمام كنيسة القديسين.
اجتمعت مصر كلها على كلمة رجل واحد وهى إننا مصريون نعيش فى وطن واحد تحت سماء واحدة لايفرقنا شىء.
ولكن الغريب وربما من وجهة نظر البعض المعتاد أن فى كل حادث يمر به الوطن سواء كان سعادة أم حزن تخرج الشعارات الرنانة والمبادرات التى فى أغلبها رومانسية فى حب الوطن والتى كان أخرها فى أعقاب العمل الإرهابى بالأسكندرية.
المبادرات شىء جميل طالما ايجابي ولكن المرير فى الأمر أن هناك من صعدوا فوق الحدث وأطلقوا المبادرات الرنانة والتى عاشت يوم أو أكثر ولكن الآن قبل أن ينقضى الشهر الذى خرجت فيه ذابت مثل الثلج وأصبحت بلا طعم أو رائحة باستثناء مبادرة الدكتور الوسطى فى منهجه عمرو خالد...هل نعرف لماذا؟
لأنه وضع خطة للتحرك الإيجابى هو وشركاؤه فى المبادرة والذين يزيدون يومًا بعد يوم ورؤية مستقبلية بالتوازى مع تقييم الإقبال على المبادرة من المصريين وكيفية توظيفه إيجابيًا لصالح وطنًا نعيش ويعيش فينا.
هذه المبادرة مازلت على قيد الحياة أما الباقى فذهبوا بعد خفوت الشو الإعلامى الضخم عن الحدث، ليس إلا خبر أو تقرير متلفز عن متابعة التحقيقات فى الجريمة.. وذهبت المبادرات بعيدة وتركت الحزن والألم فى صدور أهالى الضحايا ..
الجزء الثانى من الأزمة يكمن فى أولئك من يطلق عليهم نجوم الفن وتحديدًا الغناء.. انبرى كل واحد أو مجموعة على حدة وخرجوا فى شكل فنى أغنية كانت أم أوبريت وبالطبع فى شكل مبادرة من نوع آخر.. فمنهم من خفتت عنه الأضواء منذ سنوات ومنهم من يفتقد للحضور الإعلامى لذلك أرد معظمهم وليس كلهم على وجه التحديد أن يظهروا ولو لدقائق معدودة على شاشات التليفزيون ليذكرونا بأننا مصريون لا يفرقنا شىء!! وأنهم صنعوا أعمالهم الفنية لشعورهم بالألم والخوف على مستقبل الوطنى!!
وأراهن أن يكون أحدهم يعلم ما هو تاريخ الوطن أصلاً.. ولكنهم تعاملوا بشكل فج ومقزز مع الحدث.. هؤلاء من ظهروا فى أزمة الجزائر وظلوا يرددوا عن جهل كلمات لم يعلموا فحواها وتسببت فى جرح غائر بين شعبين تربطهم علاقات تاريخية عريقة وغيرها من الأحداث المماثلة..
أرجوكم اتركوا المصريين وشأنهم، فكل مصرى يحمل بداخله مبادرة للخير والعطاء للوطن وابتعدوا عنّا بألحانكم ومبادراتكم التى لا تسمن ولاتغنى من جوع لأنها فى النهاية مجرد -طق حنك- يعنى بالبلدى كلام والسلام.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :